أطفال مستغانم لا يعرفون شيئا عن عيدهم العالمي

مضى اليوم العالمي للطفل وسيأتي اليوم الإفريقي كعادته بإقامة الحفلات وتقسيم الورود وابتسامة مزيفة من بعض المسؤولين ورؤساء الجمعيات المهتمة بالطفل على الورق لا أكثر، أما الواقع الحقيقي لهذه البراءة فهو مجسد بصورة لا تحتاج للتعبير في مختلف طرق وأرصفة مستغانم، أين تجد أطفالا لا يتعدى سنهم 15 سنة منشرين ويسوقون بضاعتهم المتمثلة في أرغفة خبز وبعض الأكلات الطازجة إضافة إلى التبغ وكل ما يمكن المتاجرة فيه، هؤلاء الباعة الصغار على هذه المهنة حتمت عليهم الظروف المعيشية إلى التضحية بعطلتهم وحتى امتحاناتهم في سبيل الحصول على بعض الدنانير ليعينوا بها عائلاتهم ويسدوا بها حاجاتهم الشخصية، متحملين البرودة القاسية وأشعة الشمس الحارقة ومعرضين أنفسهم لمخاطر الطريق والسرعة الجنونية التي أصبحت تحصد الأرواح يوميا، هذه الظاهرة تفشت بشكل واسع رغم مساعي الجهات الوصية للحد من هذه الظاهرة إلا أنها لم تجدي نفعا أمام غياب البديل، أما الجمعيات التي تغرف من الخزينة العمومية فهمها الوحيد إقامة الاحتفالات على مدار هذا الأسبوع لأطفال تنتقيهم حسب مقاسها متجاهلة من هم مشردين في الشوارع وتحت رحمة مجتمع لا يرحم أصلا، لتغوص بعدها معظمها في سبات عميق في انتظار العام المقبل، أما هؤلاء الأطفال وببراءتهم مرغمون على امتهان هذه النشاطات الموسمية ومحرومون من الاستمتاع مثل باقي الأطفال بدفء العائلة، وإذا ما توجهنا نحو البلديات الولاية ومناطقها النائية فالواقع لا يصلح إلا لكتابة سيناريو تراجيديا حقيقية، أطفال يقومون بالأشغال الشاقة تحت تسلط الانتهازيين الذين يوظفونهم مقابل أجر بسيط ودون ضمان أدنى حق من حقوقهم.