رأي حمار حوحولما وفع في السودان

تواجه، هذه الأيام، صحفية سودانية، عقوبة الجلد العلني بما يعادل 40 جلدة، لأنها ارتدت ''لباسا غير لائق''، هذا ما أدى إلى مضايقة الشعور العام وخدش حياء المجتمع البريء، حيث قامت الشرطة السودانية باقتيادها إلى المخفر، من داخل المطعم الذي كانت تجلس فيه وهي ترتدي ''بنطالونا''·
الصحفية قامت بتوزيع ما يقرب 500 دعوة على نشطاء حقوق الإنسان والمجتمع المدني من أجل حضور مراسيم عملية الجلد بسبب ''البنطالون'' حتى يتسنى للعالم، التفرج على التهمة القذرة التي ألصقت بها !!
نهق، حماري، عاليا، وهو يسمع هذه الوقائع التي دوّخته، وقال··
- قلت لك مرارا أن هذا العالم أصابته اللعنة ولن يكون، أبدا، بخير·· منذ أيام، سقطت، إمرأة مغدورة بـ 18 طعنة خنجر على صدرها، في ألمانيا، وجهها لها متطرف عنصري، لمجرد أنها ترتدي الحجاب وتلتزم بعقيدتها الدينية·· واليوم، في السودان، تُجلد إمرأة أخرى لأنها ارتدت سروالا
أقول لك الحق·· لم أعد أفهم على أي ساق يجب أن يرقص العالم؟؟
ضحكت من كلامه، وقلت له··
- التبجح بالديمقراطية والحرية واحترام الآخر، أمر سهل، ولكن تطبيقها أصعب مما تتصور··
نهق، حماري من جديد·· وقال:
- السودان، إذن، بخير، ورئيسه، أيضا، بألف ألف خير، ما دامت مشاكل الدولة، كلها، تنحصر في بنطالون!
قلت له··· سبق لي وأن قرأت رواية ''نساء المنكر'' للكاتبة الصحفية سمر المقرن، التي دارت أحداث روايتها حول موضوع الحرية وهيئة النهي والمعروف، التي قامت باقتياد إمرأة من مطعم ورمتها في السجن·· كانت ملفوفة، كلها، داخل حجابها الأسود، وتجالس رجلا في قاعة مخصصة للعائلات، ولكن بمجرد، أن أرادت إطعامه بشوكتها الخاصة حتى حاصرتها الشرطة من كل جانب، بتهمة الإخلال بالآداب العامة وخدش الحياء العام·· وقضت، بعدها، سنوات من عمرها في غياهب السجون·· لا أدري، هل لأنها إمرأة أم لأنها قامت، فعلا ،بفعل مخل بالحياء!!
سميرة فبلي