رأي حمار حوحو في week end

من غرائب الأمور في هذا البلد أن نصنع، دائما، من الحبة قبة، حينما تكون الأوضاع في شدتها وتضيق المسائل عن آخرها، وتصبح الطلاسم، الشيء الوحيد الواضح في الأفق·
قلت لحماري، بعد أن تفلسف في الأمر وخاض فيه خوضا كثيرا··
ـ الأمور، كلها، متوقفة، والحكومة، برمتها، ليس لها هم سوى تغيير عطلة نهاية الأسبوع!
نهق، حماري، عاليا، وقال··
ـ لا أرى جدوى من ذلك، تماما، لأن البلد في عطلة سنوية دائمة، بمختلف شرائحه، البطالة منها والتي تسمى بـ ''الشغالة'' أيضا!
ثم، يا سيدي، إذا كان توقيت العطلة الأسبوعية هو الذي يحمي الاقتصاد الوطني من الحسائر، فلنمسك الخيط من رأسه ونلغي العطلة، أصلا، حتى نضمن حماية مضمونة!
ضحكت من كلامه الساخر، وقلت له·· الإقتصاد يعاني من آفات أخرى هي التي جعلته في غرفة ''الكومة''، وما هذا الكلام عن العطلة وغيرها سوى عبث أو تغطية للشمس بالغربال، لأن النهضة الحقيقية يجب أن يخطط لها بإحكام، وليس عن طريق البريكولاج·
نهق، حماري، من جديد··
ـ موضوع تغير العطلة الأسبوعية ''نغز'' الأحزاب والجمعيات الموسمية، وجعلها ترقص على أنغام الرفض والقبول، كما لم تفعل من قبل، لأن هذه المسألة، في رأيهم، حساسة جدا، وفيها مساس بالسيادة الوطنية وغيرها·
صمتنا·· لأني، وحماري، لا يعنينا ''الويك أند''، وأظنكم، أيضا كذلك، مادامت السنة، كلها، ''ويكندات'' طويلة!·
سميرة فبلي