رحلة في عبق الصحراء

مدن وقرى الصحراء تفترش الرمال الذهبية ....
وتعانق تلك النخلات الباسقات ....
قصور الأجداد تنبثق من رحم الصحراء،فتجثو على بطون جبال حمر قرمدي ....
أحياء المدن والقري تسيح على أرض الصحراء سيحانا كأنها وديان ثائرة تغزو وحات النخيل الواقفة بثبات تصد هجوتها المتتالية عبر الزمن المنفلت من بين أصابع الإنسان الأزرق ....
ووالجمال الغريب ذاك المد ووذاك الجزر لإمتداد المدن المترامية المتهالكة تحلم تحت ضوء القمر بفرسانها الزرق في لياليها الباردة ،وتذوب الحياة تحت وطأة الشمس الحارقة ....
فترسم يد الزمان قرى ومدنا على ضفاف أنهار خيالية شربت مياهها حرارة الأرض ودفء الصحراء ....
وعلى مد البصر ترى عيناك بحرا لجيا من الرمال الذهبية يحضن واحة باسقة النخيل ،كثيرة ينابيعها ،ينوي أن يمتص عذوبتها امتصاص الملهوف ....
ثم تتكوم لبنات من الطين الأحمر لتكوّن قصورا جميلة حابلة بأحلام الرجال والنساء ،و الولدان وهم يطوفون بينهم يحملون أباريق نحاسية و زرابية من الطزار الأول وقد زينتها طلاسم العهود الغابرة تدفع عنهم عين الحسود والعدو المجهول....الذي يطفو من أعماقهم ،فيسيطر على قلوبهم وعقولهم فيأسرهما عبر التاريخ...
ثم تمر الحياة في شرايين القرى فتسمعه مؤذنا مرتلا آيات الرب في سماء الهقار و يذوب صوته الشجي في أعماق الصحراء ....فينبت الزرع ،ويدر الضرع،ويخفت الروع وينتشر السلم والسلام
فتتهاطل أرواح الأمم على تلك البقعة الهائمة في أرض الجزائر فتجلب لها الخير و أشياء أخرى...تنغص حياة الصحراويين وتؤرقهم وبعدها لا ينعمون بالراحة ولا بالطمأنينة ...
ولا يسكت قلقهم إلا كلمات الرب التي تلوها من القرآن الكريم ....
فيهنؤون و يخلدون إلى الراحة الأبدية ......

مشكوووووور على هدا التعبير الرائع

شكرا على الرحلة الجميلة يا مريم