''إياك أن يضرب لسانك عنقك''[

كتب أحد القراء مُحتجا··· ''لا أعتقد أن الصمت يعطي إضافات·· إذا حدث وأن سكتنا فمن يتكلم···؟؟؟''·

قرأت أنا وحماري كلامه الثوري الرافض للخنوع والاستسلام ولمسنا أيضا دمه الساخن وغيرته على هذا البلد الذي لا يملك سوى أن يبقى في قلوب الطيبين، ولكن حماري لم يكتف بالقراءة وحسب بل أخذته تخميناته إلى القول··
- اسمع يا صديقي الكلام فيه وعليه خاصة في هذا البلد الذي يصحو وينام على كلمة أو إشاعة أو غيرها من ''النميمة'' التي ترفع البعض إلى فوق وتحط بالآخر إلى الدرك الأسفل·· ثم ''طرطش'' أذنيك·· والحِكم في ذلك كثيرة··
''إياك أن يضرب لسانك عنقك''
''رب كلمة قالت لصاحبها دعني''
''مقتل الرجل بين فكيه''
قاطعته محتجا··
- ما بك يا حماري··؟؟ لماذا تغفل الحِكم الأخرى التي تبرز عظمة القول··
''الساكت لا تقضى حاجته''
''تكلموا تعرفوا، فإن الإنسان مخبوء تحت لسانه''
الساكت على الحق شيطان أخرس....
نهق حماري ولم يدعني أكمل كلامي وصرخ في وجهي··
- لا أنكر كل ما تقوله عن حِكم الكلام ولكن الأوضاع العامة التي يقال فيها الكلام تختلف من موضع لآخر·· خاصة حينما تكون أنياب الليث بارزة وجاهزة أن ترمي بك في ''فم السبع''··· ثم طز فيك·· تلكم·· ماذا عساك أن تقول؟؟·· سوف لن تخرج عن ترهاتك وخزعبالاتك عن الفساد والمفسدين ولا أحد منهم يسمعك ولا يعيرك أذنيه·· يا صاح خذ الحكمة مني أنا الحمار·· وأجبني لماذا لم يتكلم لحد الآن العارفون بالتاريخ الحقيقي لهذا البلد؟؟ لماذا يتركوننا شعب بتاريخ غامض·· يترنح بين فقاعات الصابون التي يطلقها البعض هنا وهناك؟؟·· إن كان هناك كلام في هذا البلد·· فسيكون لرجال التاريخ وحدهم·· لكن أين هم؟؟ فعلا صدق من قال إن ''رب كلام أنفذ من سهام''··
سميرة فبلي