رسائل إلكترونية تتلاعب بأصحاب النفوس الضعيفة..وصلت إلى غاية استعمال الرسول الكريم للاحتيال

مع تطور شبكة الأنترنيت دخلت عليها العديد من المعاملات الجديدة وطرق الاحتيال وصلت إلى غاية استعمال اسم الرسول الكريم والدين للإيقاع بالناس، حيث يتم تداول عدد من الرسائل الإلكترونية مجهولة المصدر في البداية ليقوم البعض ممن يؤمنون بهذه الخرافات بإرسالها إلى أصدقائهم طمعا في ''الرحمة والجنة'' بعد إرسالها بأعداد مضبوطة وخوف من العقاب بعد تحذيرهم من إهمالها.
''أرسلها 10مرات وإلا ستعترضك مشكلة في آخر النهار''، ''أرسلها 20 مرة وسيصيبك رزق لم تكن تنتظره''، هو نموذج لكم هائل من الرسائل يتداولها الأصدقاء فيما بينهم يوميا عبر مواقعهم الإلكترونية مصادرها مجهولة، إلا أن هدفها واحد وهو التلاعب بعقول الكبار، وإبعادهم عن طريق الله عوض هدايتهم، فمعظمها تحمل قصصا غريبة لم يحدث وأن وردت في السيرة النبوية، والغريب أن مرسليها دائما يؤكدون أنهم قد شاهدوا الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام وأخبرهم بإرسال هذه المعلومات، وبأن من سيرسلها سيكافأ بأجر عظيم، ومن يقلع عن ذلك فسوف يلقى عذابا عظيما، وسيفقد كل ما يملكه أو سيموت في حادث مروع هو أو أحد أفراد عائلته. وتحدد هذه الرسائل عدد الذين يجب أن ترسل إليهم تلك الرسائل أحيانا يكون سبعة وأحيانا أخرى يتجاوز هذا الرقم أو يقل عنه، المهم أن المستقبل مقيد بهذا العدد حتى تفتح له أبواب السماء وتمطر ذهبا أو فضة، لكن الخطير في الأمر هو ذكر قصص لأشخاص تقيدوا بهذه التعليمات فتغيرت ظروفهم إلى الأحسن، والعكس بالنسبة للذين تجاهلوها فاعترضتهم مشاكل عويصة قد يفقدون فيها أموالهم وحتى أنفسهم. يستعمل أصحاب هذه الرسائل أسلوب الترهيب والتخويف، فيحققوا غايتهم عند أصحاب النفوس الضعيفة الذين ينساقون وراء تلك الرسائل حتى تصبح هاجسا يترصدهم في كل مكان، في حين تحقق الشركات التي تسهر على استغلال أمور دينية في التلاعب بعقول الشباب أرباحا مالية جراء هذا العمل.
ولمعرفة رأي الدين في مثل هذه الظواهر، اتصلنا بالأستاذ عمار محجوبي، مفتش مركزي بوزارة الشؤون الدينية، حيث أكد لنا أن ما تحمله هذه الرسالة أقل ما يقال عنه إنه بعيد عن الدين، ونحن نأخذ كل الأمور التي لها علاقة بديننا الحنيف من الكتاب والسنة ورؤية الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام لها شروطها، فينبغي أن تكون مطابقة لمواصفاته التي وردت في السيرة، وليس كل ما يحث عليه النبي في المنام ينبغي الاقتداء به، وإنما ما ينبغي الاقتداء به هو ما ورد عنه في الأحاديث النبوية الصحيحة. أما عن حكم الدين في من يتبع هذه الأساليب، فقد ذكر الأستاذ محجوبي أنه آثم لأنه يفتح الباب للشيطان للتلاعب بعقول الشباب.