لعبة الأمثال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قرأنا ونحن صغار حكايات جميلة منها: »الثرثار و محب الاختصار« مفادها أن الثرثار ذكر حال مريض فلم يسعفه قاموس الأمراض و العلل ، فألصق به شتىّ الأسقام دون كلل ؛ فما كان من صاحبه إلاّ ليقاطعه مختصرا له الكلام ، قل :(مات و السلام .

وحديث الكبار لا يخلو من ضرب الأمثال للاعتبار، لما فيها من الإشارات المغنية عن كثير العبارات ؛ فالطفل الصغير إذا حدّثك مثلا عن معنى الأمانة نسج بخياله روايات و قد يعجز في الأخير عن الإبانة، في حين يكفي الكبير أن يحذرك من الخيانة قائلا الثعلب ليس له ديانة) . وهكذا انتشرت الأمثال و جرت على ألسنة النّاس ، فحسدوا الأصلع بقولهم:(استراح الفرطاس من حك الرّاس) ولمن ألِف النّهب وتعاطي الفواحش، فعمله يتبعه كالكلب (وكذلك تجني على أهلها براقش) ، وإن تبسم لك القدر بعد مرارة الكدر، على يد من آلمه همّك (فربَّ أخ لك لم تلده أمّك) .
وتأتي الأمثال على صيغة »أفعل من ...« و هي أبلغ في الدلالة ،لأن الذي ضرب له المثل قد تجاوز صاحب تلك الصفة بالأصالة ، وعلى هذا المنوال قالوا في صاحب الجود و النّوال :(أكرم من حاتم) ، وإيّاك و تجريب حبل المشنقة ، فيلصقوا بك(أحمق من هبنّقة)، و لكن جرّب هذه اللّعبة الممتعة، واخترع الأمثال الرائعة واستعن بتلك الصيغة فعليها المدار، لتكتشف ما أصاب كل قوم من سبق أو ما لحق بهم من عار؛ ففي البناء (أسرع من صيني) ، وفي الاعتداء (أطغى من أمريكي)، وفي الدماء (أسفك من فرنسي)، وفي الفداء (أشجع من جزائري)، وفي الذكاء(أدهى من ياباني) ، وفي المكر وعدم الوفاء(أخبث من صهيوني) .
وفي الأخير هلّا استجبنا النداء وجرّبنا الدواء فيُضرب بنا المثل في الإخاء ؟