مقتل جنديين أمريكيين وطالبان تدمر شاحنات تابعة للناتو ..قائد القوات الأمريكية يعلن فشل استراتيجية بلاده في أفغانستان

دعا قائد القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال الاثنين في تقرير الى 'مراجعة استراتيجية' القوات الدولية، بينما تبين ان سنة 2009 هي الاعنف حيث سقط خلالها اكبر عدد من الجنود الاجانب اثناء ثمانية اعوام من النزاع.
وجاء هذا الاعلان أمس الاثنين، بينما يعارض الرأي العام في الدول الغربية ولا سيما الولايات المتحدة، في معظمه ارسال جنوده الى تلك الحرب ضد طالبان التي يمتد تمردها ويكتسي المزيد من الحدة.
وأفادت الصحف بالحاح في الآونة الاخيرة، ان الجنرال ستانلي ماكريستال قد يطالب بمزيد من التعزيزات، لكن تقريره 'لا يتضمن مطالب' في هذا السياق على ما افاد ناطق باسم الحلف الأطلسي الاثنين.
وفي بيان صدر عن القوة الدولية المساهمة في إرساء الامن في افغانستان (ايساف) للحلف الاطلسي اعلن الجنرال ماكريستال ان 'الوضع في أفغانستان خطير، لكن النجاح ما زال ممكنا ويتطلب مراجعة الاستراتيجية والالتزام والعزم وزيادة في تنسيق الجهود'.
وأوضح البيان ان الجنرال رفع تقريره حول تقييم الوضع الاستراتيجي للنزاع الافغاني الى قائد القوات العسكرية الامريكية في العراق وافغانستان الجنرال الامريكي ديفيد بترايوس للتعليق عليه قبل رفعه الى وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس والامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن.
ولا شك ان التقرير سيصل في نهاية المطاف الى مكتب الرئيس الامريكي باراك أوباما الذي يدعو منذ وصوله الى البيت الابيض الى تغيير الاستراتيجية في أفغانستان.
وصعدت حركة طالبان من هجماتها، وأعلنت القوات الدولية ان جنديين أمريكيين من قوة حلف شمال الاطلسي قتلا الاثنين في انفجار قنابل لدى مرور سيارتهما جنوب افغانستان.
وقالت قوة ايساف في بيان ان الجنديين قتلا في انفجارين في منطقتين مختلفتين في جنوب افغانستان من دون مزيد من التفاصيل.
واضاف قائد القوات الامريكية في البيان، ان الامر يتعلق بعسكريين امريكيين.
وبذلك يصل الى 302 عدد العسكريين الاجانب الذين قتلوا في أفغانستان منذ مطلع السنة بينهم 177 أمريكيا. وفي 2008 قتل 294 جنديا من القوات الدولية ومعظمها امريكية.
ودمرت حركة طالبان اكثر من 25 حاوية نفط وشاحنات تحمل مؤناً للقوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان في هجوم وقع مساء الاحد ببلدة شامان الباكستانية النائية على الحدود مع أفغانستان.
وقالت الشرطة امس الاثنين إن السبل تقطعت بمئات الشاحنات في المعبر الحدودي شامان بإقليم بلوشستان شمال غرب باكستان بعد أن سد سائقو الشاحنات الأفغانية الجمعة الماضية الطريق احتجاجا على التفتيش الصارم الذي تخضع له المركبات القادمة من أفغانستان على يد قوات الأمن الباكستانية.
وقال عبد البصير، وهو مسؤول شرطة محلي، إنه يعتقد ان مسلحين إسلاميين هاجموا الشاحنات، التي كان يحمل معظمها مركبات مدرعة للقوات الغربية، بعد فترة قصيرة من تناول سائقي الشاحنات المسلمين طعام الإفطار بعد الصيام.
ووقع تبادل لإطلاق النار بين القوات شبه العسكرية ومنفذي الهجوم.
وعثر على جسد متفحم يعتقد أنه لسائق، داخل إحدى ناقلات النفط المدمرة، في حين أصيب جندي على الأقل في الاشتباك.
وأستؤنفت حركة المرور من خلال المعبر البري في وقت مبكر صباح امس الاثنين.
من جانبها ذكرت صحيفة 'الصن' امس الإثنين، أن القوات البريطانية في أفغانستان دمّرت مروحية من طراز 'تشينوك' قيمتها عشرة ملايين جنيه استرليني لمنع وقوعها بأيدي مقاتلي طالبان.
وهذه ثاني مروحية من طراز 'تشينوك' تدمرها القوات البريطانية بشكل متعمد خلال الاسبوعين الماضيين في اقليم هلمند لكي لا تقع بأيدي طالبان.
واشارت الصحيفة إلى أن مروحية تشينوك العملاقة تعرضت لإضرار جسيمة في أرضيتها بعدما أنزلت جنوداً بريطانيين في منطقة معادية تبعد نحو ستة أميال شرق سانغين في اقليم هلمند.
ونسبت إلى متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية قوله 'إن المروحية كانت تقل 15 جندياً بريطانياً بالاضافة إلى طاقمها المكون من أربعة أشخاص ونقلتهم إلى منطقة في اطار عملية أمنية، حيث تعرضت لإضرار جسيمة بعد هبوطها على الأرض بقوة جعلتها غير قادرة على الطيران'. وأضاف المتحدث أن الجنود وطاقم الطائرة لم يُصابوا بأذى جراء الحادث والذي امرت الوزارة بفتح تحقيق حوله أسبابه، مشيراً إلى غياب أي دليل يقترح بأن الحادث نجم عن نيران معادية.
وذكرت 'الصن' أن القوات البريطانية في افغانستان تعاني من نقص حاد في عدد المروحيات، ولديها أقل من عشر مروحيات من طراز 'تشينوك'.
وأُعلن قبل نحو اسبوعين أن القوات البريطانية في افغانستان دمّرت مروحية من طراز من النوع نفسه بصورة متعمدة بعد هبوطها اضطرارياً في اقليم هملند حيث ينتشر نحو 9000 جندي بريطاني، نتيجة احتراق أحد محركاتها بعد تعرضها لنيران معادية.