لخضر بوخرص لـ''الخبر'' لست ديكتاتوريا بل أنا صوت الخير في عالم فوضوي

نفى لخضر بوخرص، أن يكون الحاج لخضر شخصية ديكتاتورية، تسعى للتسلط على باقي الشخصيات، بل إنه عبارة عن صوت الخير في عالم فوضوي. وقال بوخرص في حوار لـ ''الخبر''، إن العائلة الجزائرية في حاجة للعودة إلى أصالتها، لكي تستعيد توازنها. ما هو سر هذا الاهتمام بشخصية الحاج لخضر، الذي يبدو كشخصية أصيلة؟ - يوجد حاليا بالجزائر صراع بين تيارين، الأول متشبث بالقيم الوطنية والأصالة، والثاني متغرب يريد استئصال الجزائريين من أصالتهم. وأعتقد أن الإنسان الجزائري، من حقه أن ينفتح على الثقافات الأخرى، لكن التمسك بالأصالة أمر ضروري بالنسبة له، وهذا ما يطمح إليه الحاج لخضر. فالحاج لخضر شخصية جزائرية أصيلة، فهو مثل شخصية البدوي عند المرحوم حسن الحسني، تلك الشخصية التي تحافظ على قيم مجتمع تقليدي في مواجهة التغريب والانسلاخ عن القيم المحلية، خلال السبعينيات. طيلة مشواري الفني قدمت شخصية الأب الذي يجسد قيما معينة، ووعيا اجتماعيا، وبقيت وفيا لهذه النظرة. لكن من يشاهد الحاج لخضر يحس كأنه يفرض نفسه على باقي الشخصيات بشكل يكاد يكون تعسفيا؟ - ليس الحاج لخضر من يفرض نفسه، بل القيم الاجتماعية التي يمثلها، فهو صوت الأخلاق في مجتمع يسير نحو مزيد من التدهور. ولماذا اخترت السوق هذا العام، بدل العمارة؟ - في السوق تكثر المشاكل الاجتماعية، ويبرز التدهور والفوضى بشكل جلي للغاية. وكيف تبرر الجانب المباشر الموجود في السلسة؟ - لأن المشاكل الاجتماعية موجودة فعلا، وأنا من الذين لا يحبون المجاملة. والفنان يملك القدرة على التوغل في عمق التدهور الاجتماعي. ويقوم تصوري للعمل الفني على ضرورة قول كل شيء بلا لف ولا دوران. ومن فيه مرض هو من لا يتحمل مشاهدة الحاج لخضر. هل تفكر في الجمهور وأنت تكتب؟ - طبعا، أنا فنان واقعي لا أركز على المتخيل، وأعتقد أن كل ما هو بسيط يحمل رؤية جمالية وفلسفية. أعتقد أن الفن رسالة. والناس حين تشاهدك لا بد أن تخرج برسالة مباشرة وتدرك مغزى ما تريده أنت بسهولة. فأنا ضد فكرة الضحك من أجل الضحك، والضحك رسالة في نهاية الأمر. أعتقد أن الجمهور الجزائري، أصبح صعبا للغاية، ويدرك جيدا ما يريده. فلما يتعلق الأمر بالفكاهة مثلا، نجده يلح على الجودة، فهو فكاهي ويفهم مغزى الفكاهة ربما أحسن من الممثل الكوميدي، بالتالي من الصعب إضحاك الجمهور الجزائري. لكن علينا أن ندرك شيئا مهما، وهو أنك لما تقول الحقيقة ولا تكذب على هذا الجمهور، وتكون بسيطا في طرحك، وتتجنب السطحية، فهنا يكون النجاح حليفك حتما. - لماذا تركز كثيرا على الشخصية المحورية؟ تأثرت طيلة مشواري الفني كثيرا بأفلام المفتش الطاهر، وهي بدورها تقوم على شخصية محورية، تماما مثلما هو الحال في مسلسل الحاج لخضر، وهي الفكرة نفسها التي نجدها عند رويشد، وبشطارزي والتوري.. وغيرهم. والمهم أن تقوم هذه الشخصية على تقاليد وقيم جزائرية. أعتقد أن العائلة الجزائرية بحاجة إلى العودة إلى شخصية مركزية، مثل الأب والجد حتى تستعيد توازنها، من منطلق أن العائلة من دون سند تغرق في الفوضى، وهذا ما أصبحنا نلاحظه في السنوات الأخيرة. لقد عمت الفوضى، وفقد الإنسان عندنا قيما اجتماعية كانت منتشرة، وهذا ما أسعى لاستعادته بفضل شخصية الحاج لخضر. وأكرر مرة أخرى، ليس الحاج لخضر شخصية متسلطة وديكتاتورية كما يظن البعض، بل إنه صوت الخير والاستقامة في عالم غرق في الفوضى. جاء لخضر بوخرص من المسرح، لكنه انفصل عنه في السنوات الأخيرة، لماذا؟ - المسرح الجزائري فقد نكهته منذ عدة سنوات. لم أعد أمثل على الركح، كما لم أعد أذهب لمشاهدة ما يعرض، فالمسرح فقد احترافيته، بعد اختفاء الأسماء ذات الوزن الثقيل. وتجدني اليوم أحن كثيرا للخشبة، فهي مدرستي الفنية الأولى. لكني لست سلبيا في ما يخص مستقبل المسرح الجزائري، أنا الآن بصدد التشاور مع أحد رجال الأعمال لإنشاء مسرح خاص، أعود بواسطته إلى التمثيل المسرحي بعد التفرغ من الأعمال الفكاهية، بمعنى أنني سوف أقسم عملي خلال السنة بين التلفزيون والمسرح. ما هي المسلسلات الجزائرية التي تابعتها هذا الشهر؟ - أثار انتباهي مسلسل ''دارنا القديمة'' للمين مرباح. أحسست أنني ألتقي معه عند نقطة البحث عن القيم القديمة التي افتقدناها.