عائض القرني ...هو بيت القصيد!!!!!

هناك جدل في السعودية بعد إنشاد محمد عبده قصيدة الشيخ عائض القرني «لا إله إلا الله»، والغريب في ذاك الجدل أنه جاء من طرفي نقيض، فهناك اعتراض ممن يرون حرمة الغناء، وبالتالي استكثروا على الشيخ عائض أن يقدم قصيدة إنشادية بصوت محمد عبده. وهناك فريق آخر، بالطبع ممن لا يرون حرمة الغناء، ولكنهم يقولون بضعف النص. ومما زاد الأمر تعقيدا هو رد الشيخ عائض على من نقدوا قصيدته، وقوله إن نقاده لا يفهمون الشعر مثل بائعة الفصفص، فتحول الجدال إلى السخرية من بائعة الفصفص، وليس الغناء من عدمه، أو جودة القصيدة. إلا أن الشيخ عائض حسم الجدل، وكتب قصيدة جميلة معبرة يعتذر فيها لبائعة الفصفص، وكتب بعد ذاك توضيحا حول هذا الأمر وملابساته، لكن الواضح هو أن بيت القصيد في كل ذلك الجدال هو الشيخ عائض القرني، وليست قصيدته، أو ما قاله في الرد على منتقدي قصيدته. فإن كان الأمر حول القصيدة فالساحة تعج بما لا يمكن القول عنه شعر، وتمتلئ بشعراء لا يمكن أن نصفهم حتى بأنصاف الشعراء، وبعضهم من أصحاب الوجاهة، كما أن قصيدة «لا إله إلا الله» عمل جميل وعذب، بعد اكتماله، أي النص واللحن والصوت، والأهم من كل ذلك أنه وصل إلى شريحة عريضة من الناس، بمختلف أعمارهم، ومستوياتهم العلمية والاجتماعية، بل ولامسهم. وعندما هاتفت الشيخ عائض مهنئا بالعمل الإنشادي ودار بيننا حوار حوله، قال الشيخ «والله بلينا بتقسيمات قسمت مجتمعنا دون وجه حق، وكلنا إن شاء الله مسلمون». وهذا ما يخص العمل الإنشادي، أما إذا كان القصد من السجالات الحالية هو حديث الشيخ عن بائعة الفصفص، فكما أسلفنا اعتذر الشيخ اعتذارا راقيا، ولم يكابر، فلو كان يتصرف بأن له أتباعا ولا يبالي لما اعتذر، خصوصا أن غيره لم يزل لسانه وحسب، بل غرر في الناس بفتاوى جلبت علينا مصائب، ولم نسمعه وهو يقول علنا «أنا آسف». وقد يقول البعض هل هذا دفاع عن الشيخ عائض القرني؟ والإجابة: نعم! فقد اختلفنا مع الشيخ حين وجب الاختلاف، وفي قضايا كبرى، وسنختلف معه مجددا إذا استدعى الأمر، لكن والحق يقال، إن في الشيخ عائض طيبة قلب، ومساحة تسامح كبيرة، كما أن للشيخ اليوم حضورا يكرس التسامح، والانفتاح، فهو رجل لا يدعو إلى التجهم وكره الحياة، وتكفير هذا وتفسيق ذاك، بل ينادي بالتسامح والحوار، وهذا ما نحن في أمس الحاجة له اليوم. وقصيدة «لا إله إلا الله» تصب في هذا الباب، فهي بمثابة حجر ثقيل ألقي في ماء راكد، فجميل أن نسمع أناشيد دينية بهذه اللغة، من رجل بمكانة الشيخ عائض، وبصوت فنان مثل محمد عبده، الذي أبدع في إنشاد مطلع القصيدة:
لا إله إلا الله
أبدأ بها حق وصواب
كلمة من عالم الغيب
ربك جابها
لا إله إلا الله
فضاضة الصخر الصلاب
أحمد المختار للخلد يسبقنا بها.