فضيحة أخرى :صدقة إلى غير أهلها

من المعروف في ثقافتنا الشعبية أن الصدقة أمانة يجب أن يبلغها المكلف بها إلى أهلها، حتى تصل الحسنة كاملة إلى الجميع· لكن أين نحن من هذه القيم التي آمن بها آباؤنا وكانت الإسمنت الذي دعم أسسنا الاجتماعية وحماها من الانهيار إبان الاستعمار· أما اليوم فنعيش العكس، فقد عرفت الهبات التي تلقتها الجزائر من الدول إثر فيضانات باب الوادي وزلزال بومرداس، تحويلا إلى وجهات أخرى، بل وجدت الهبات الغذائية وقتها تباع في الأسواق أمام مرأى الجميع· وقبلها عرفت البنايات الجاهزة التي منحت لسكان الشلف أيضا تحويلات إلى وجهات أخرى· واليوم تعرف هبة أمير قطر لضحايا فيضانات باب الوادي نفس المصير، فالهبة التي قيمتها 50 مليون دولار والتي هي عبارة عن حي سكني بكل المرافق من مسجد ومستوصف وغيرها، والكائن بحي الشرافة، كان من المفروض أن يسلم إلى المنكوبين هذه السنة، لكن كثرة الأطماع التي تحوم حول هذه السكنات من قبل مسؤولين وإطارات، تهدد اليوم هذا المشروع مما أدى إلى تباطؤ في عملية الانجاز التي منحتها دولة قطر لشركة إنجاز مصرية، ومن يدري، قد يتوقف نهائيا ويحرم المواطنين الذين في هم في حاجة ماسة إلى هذه السكنات· ومن المفروض أن تكون الدولة حاضرة في مثل هذه القضايا حماية لمصالح المواطنين، وحرصا منها على أداء الأمانة إلى أهلها، لكنها لحد الآن لم تتخذ قرارا بشأن هذه القضية، فوزارة السكن لم تحرك ساكنا لدفع المشروع الذي كثيرا ما تحدثت عنه الصحافة الوطنية، والأمثلة كثيرة من هذا النوع التي تبقى الدولة أمامها ملتزمة الصمت المريب، الشيء الذي يشجع الطامعين ويفتح أمامهم الطريق للنهب وسلب حقوق الآخرين.
حدة حزام