أين المئزر!

تفتح المدارس الجزائرية اليوم أبوابها، على جملة من المشاكل التي تهدد السنة الدراسية الجديدة· فإلى جانب المشاكل التقليدية التي تعرفها المدرسة الجزائرية، من نقص في التأطير، ونقص في الهياكل والوسائل، واكتظاظ في الأقسام، وكثافة في البرنامج الدراسي، إلى جانب التهديد بالإضرابات، وعجز في الكتب· المدرسة الجزائرية اليوم على موعد مع جملة من المشاكل الجديدة، التي سيطرحها التغيير في عطلة نهاية الأسبوع، والذي سيؤدي إلى تكثيف في ساعات الدراسة اليومية، وتقليل في التحصيل العلمي، وسيتسبب لا محالة في نتائج كارثية، ويأتي على النزر الذي حققته الإصلاحات الأخيرة· ثم هناك مشكل آخر ابتكرته وزارة بن بوزيد وهي في غنى عنه، وهو مشكل المئزر الموحد، الذي أجبر من خلاله الوزير البنات على ارتداء مآزر وردية والزرقاء للأولاد، والسوداء في الثانوي، وهو القرار الذي خلق مشكلا للأولياء في رمضان هذا، وهاهم يلهثون وراء المآزر من حي إلى آخر، ومن مدينة إلى أخرى، والمآزر غير متوفرة بالعدد الكافي· وكان بالأحرى على وزارة بن بوزيد، أوالعالم الذي نصح بهذه الفكرة، أن يحذو حذو بريطانيا التي تفرض البذلة الموحدة للتلاميذ، على أن تمنحها الدولة مجانا لكل التلاميذ، أغنيائهم مثل فقرائهم· ثم إن علماء النفس يرون في إجبارية المآزر فكرة خاطئة من شأنها أن تخلق عقد للتلاميذ، وتحد من ميولهم إلى الحرية·· وهو نقاش قديم تداولته منذ عشريات المدارس الغربية وانتهت الكثير من البلدان إلى التخلي نهائيا عن المئزر، وليس المئزر الموحد فحسب· ولا أدري لماذا نحن نجبر أطفالنا على أن يكونوا نسخة واحدة، مع أننا ننادي بالحرية وبالتعددية وبالحق في الاختلاف· مشكل آخر يهدد كل مدارس المعمورة، وهو أنفلونزا الخنازير، بعد أن صرحت منظمة الصحة العالمية بإمكانية غلق المدارس خوفا من انتشار الوباء، لو أن نسبة الإصابة بلغت واحد في المائة فقط، وهو ما يهدد بسنة بيضاء، ويعقد مشاكل المدرسة الجزائرية، التي تعيش في معظم الأحيان سنوات بيضاء من غير الأنفلونزا··! على كل هنيئا بالسنة الدراسية الجديدة! حدة حزام