قصة الحبّ الحقيقي
+3
وفاء البريئة
المدير
gramo
7 مشترك
- gramoعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 2387
البلد :
نقاط : 4450
السٌّمعَة : 37
تاريخ التسجيل : 19/03/2009
قصة الحبّ الحقيقي
الأحد 13 سبتمبر 2009, 18:56
قرر صاحبنا الزواج وطلب من أهله البحث عن فتاة مناسبة ذات خلق ودين ، وكما جرت العادات والتقاليد حين وجدوا إحدى قريباته وشعروا بأنها تناسبه ذهبوا لخطبتها ولم يتردد أهل البنت في الموافقة لما كان يتحلى به صاحبنا من مقومات تغرى أية أسرة بمصاهرته وسارت الأمور كما يجب وأتم الله فرحتهم ، وفي عرس جميل متواضع اجتمع الأهل والأصحاب للتهنئة . وشيئاً فشيئاً بعد الزواج وبمرور الأيام لاحظ المحيطون بصحابنا هيامه وغرامه الجارف بزوجته وتعلقه بها وبالمقابل أهل البيت استغربوا عدم مفارقة ذكر زوجها للسانها . أي نعم هم يؤمنون بالحب ويعلمون أنه يزداد بالعشرة ولكن الذي لا يعلمونه أو لم يخطر لهم ببال أنهما سيتعلقان ببعضها إلى هذه الدرجة . وبعد مرور ثلاث سنوات على زواجهما بدؤوا يواجهون الضغوط من أهاليهم في مسألة الإنجاب، لأن الآخرين ممن تزوجوا معهم في ذلك التاريخ أصبح لديهم طفل أو اثنان وهم مازالوا كما هم ، وأخذت الزوجة تلح على زوجها أن يكشفوا عند الطبيب عل وعسى أن يكون أمراً بسيطاً ينتهي بعلاج أو توجيهات طبية ، هنا وقع ما لم يكن بالحسبان ، حيث اكتشفوا أن الزوجة )عقيم ) وبدأت التلميحات من أهل صاحبنا تكثر والغمز واللمز يزداد إلى أن صارحته والدته وطلبت منه أن يتزوج بثانية ويطلق زوجته أو يبقها على ذمته بغرض الإنجاب من أخرى ، فطفح كيل صاحبنا الذي جمع أهله وقال لهم بلهجة الواثق من نفسه تظنون أن زوجتي عقيم ؟ إن العقم الحقيقي لا يتعلق بالإنجاب ، أنا أراه في المشاعر الصادقة والحب الطاهر العفيف ومن ناحيتي ولله الحمد تنجب لي زوجتي في اليوم الواحد أكثر من مائة مولود وراض بها وهي راضية فلا تعيدوا لها سيرة الموضوع التافه أبداً . وأصبح العقم الذي كانوا يتوقعون وقوع فراقهم به ، سبباً اكتشفت به الزوجة مدى التضحية والحب الذي يكنه صاحبنا لها وبعد مرور أكثر من تسع سنوات قضاها الزوجان على أروع ما يكون من الحب والرومانسية بدأت تهاجم الزوجة أعراض مرض غريبة اضطرتهم إلى الكشف عليها بقلق في إحدى المستشفيات وهنا زاد القلق لمعرفة الزوج وعلمه أن المحولين إلى هذا المستشفى عادةً ما يكونون مصابين بأمراض خطيرة . وبعد تشخيص الحالة وإجراء اللازم من تحاليل وكشف طبي ، صارح الأطباء زوجها بأنها مريضة بداء عضال عدد المصابين به معدود على الأصابع في الشرق الأوسط ، وأنها لن تعيش كحد أقصى أكثر من خمس سنوات بأية حال من الأحوال والأعمار بيد الله . ولكن الذي يزيد الألم والحسرة أن حالتها ستسوء في كل سنة أكثر من سابقتها ، والأفضل إبقاؤها في المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة إلى أن يأخذ الله أمانته . ولم يخضع الزوج لرغبة الأطباء ورفض إبقاءها لديهم وقاوم أعصابه كي لا تنهار وعزم على تجهيز شقته بالمعدات الطبية اللازمة لتهيئة الجو المناسب كي تتلقى زوجته به الرعاية فابتاع ما تجاوزت قيمته ال ( 260000 جنيه ) من أجهزة ومعدات طبية ، جهز بها شقته لتستقبل زوجته بعد الخروج من المستشفى ، وكان أغلب المبلغ المذكور قد تدينه بالإضافة إلى سلفة اقترضها من البنك . واستقدم لزوجته ممرضة متفرغة كي تعاونه في القيام على حالتها ، وتقدم بطلب لإدارته ليأخذ أجازة من دون راتب . ولكن مديره رفض لعلمه بمقدار الديون التي تكبدها ، فهو في أشد الحالة لكل ريال من الراتب ، فكان في أثناء دوامه يكلفه بأشياء بسيطة ما إن ينتهي منها حتى يأذن له رئيسه بالخروج ، وكان أحياناً لا يتجاوز وجوده في العمل الساعتين ويقضى باقي ساعات يومه عند زوجته يلقمها الطعام بيده ، ويضمها إلى صدره ويحكي لها القصص والروايات ليسليها وكلما تقدمت الأيام زادت الآلام ، والزوج يحاول جاهداً التخفيف عنها . وكانت قد أعطت ممرضتها صندوقاً صغيراً طلبت منها الحفاظ عليه وعدم تقديمه لأي كائن كان ، إلا لزوجها إذا وافتها المنية . وذات مرة بعد صلاة العشاء كان الجو ممطراً وصوت رخات المطر حين ترتطم بنوافذ الغرفة يرقص لها القلب فرحاً أخذ صاحبنا ينشد الشعر على حبيبته ويتغزل في عينيها ، فنظرت له نظرة المودع وهي مبتسمة له فنزلت الدمعة من عينه لإدراكه بحلول ساعة الصفر وشهقت بعد ابتسامتها شهقة خرجت معها روحها وكادت تأخذ من هول الموقف روح زوجها معها . ولا أرغب في تقطيع قلبي وقلوبكم بذكر ما فعله حين توفاها الله ولكن بعد الصلاة عليها ودفنها بيومين جاءت الممرضة التي كانت تتابع حالة زوجته فوجدته كالخرقة البالية ، فواسته وقدمت له صندوقاً صغيراً قالت له إن زوجته طلبت منها تقديمه له بعد أن يتوفاها الله فماذا وجد في الصندوق ؟! زجاجة عطر فارغة ، وهي أول هدية قدمها لها بعد الزواج ... وصورة لهما في ليلة زفافهم . وكلمة ) أحبك في الله ) منقوشة على قطعة مستطيلة من الفضة وأعظم أنواع الحب هو الذي يكون في الله ورسالة قصيرة سأنقلها كما جاء نصها تقريباً مع مراعاة حذف الأسماء واستبدالها بصلة القرابة . الرسالة : زوجي الغالي : لا تحزن على فراقي فوالله لو كتب لي عمر ثان لاخترت أن أبدأه معك ولكن أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد . أخي فلان : كنت أتمنى أن أراك عريساً قبل وفاتي . أختي فلانة : لا تقسي على أبنائك بضربهم فهم أحباب الله ولا يحس بالنعمة غير فاقدها . عمتي فلانة ( أم زوجها ) : أحسنت التصرف حين طلبت من ابنك أن يتزوج من غيري لأنه جدير بمن يحمل اسمه من صالح الذرية بإذن الله . كلمتي الأخيرة لك يا زوجي الحبيب أن تتزوج بعد وفاتي حيث لم يبق لك عذر ، وأرجو أن تسمى أول بناتك بأسمى واعلم أني سأغار من زوجتك الجديدة حتى وأنا في قبري.. | |
رد: قصة الحبّ الحقيقي
الأحد 13 سبتمبر 2009, 20:12
قصة معبرة حقا.
بارك الله فيك أخي قرامو اشتقنا لمواضيعك المميزة.
بارك الله فيك أخي قرامو اشتقنا لمواضيعك المميزة.
- وفاء البريئةعضو خبير
- عدد الرسائل : 591
العمر : 38
نقاط : 893
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 31/01/2009
رد: قصة الحبّ الحقيقي
الأحد 13 سبتمبر 2009, 21:32
السلام عليكم
رمضان كريم يا أخانا و نتمنى أن تكون بألف صحة و عافية
أقسم اني عند قراءة القصة لبكيت عيناي
فعلا قصة رائعة و مؤثرة انه لحب حقيقي فعلا
لا توجد سعادة كاملة و ان للله و انا اليه راجعون
ربما يلتقيان في الجنة و من يدري
رررررررررررائعة
رمضان كريم يا أخانا و نتمنى أن تكون بألف صحة و عافية
أقسم اني عند قراءة القصة لبكيت عيناي
فعلا قصة رائعة و مؤثرة انه لحب حقيقي فعلا
لا توجد سعادة كاملة و ان للله و انا اليه راجعون
ربما يلتقيان في الجنة و من يدري
رررررررررررائعة
- gramoعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 2387
البلد :
نقاط : 4450
السٌّمعَة : 37
تاريخ التسجيل : 19/03/2009
رد: قصة الحبّ الحقيقي
الأحد 13 سبتمبر 2009, 22:37
السلام عليكم و رحمته تعالى
نعم إنها قصة مؤثرة لأنها تبكي قرائها و علينا أن نكون هكذا و نتحدى كل الصعوبات و المشاكل في هذه الدنيا المرة: دنيا المال و دنيا المتاع و دنيا الأولاد ووو كما وصفها الله عزّ و جلّ: متاع الغرور و تارة تكاثر في الأولاد و الأموال و تارة لعب و لهو انظروا بركم كلمة لهو و لعب هذه القيمة من الإحباط و نأتي نحن في سنة 2009 ونعطيها قيمة عالية.
وفقكما الله و شكرا على مروركما.
نعم إنها قصة مؤثرة لأنها تبكي قرائها و علينا أن نكون هكذا و نتحدى كل الصعوبات و المشاكل في هذه الدنيا المرة: دنيا المال و دنيا المتاع و دنيا الأولاد ووو كما وصفها الله عزّ و جلّ: متاع الغرور و تارة تكاثر في الأولاد و الأموال و تارة لعب و لهو انظروا بركم كلمة لهو و لعب هذه القيمة من الإحباط و نأتي نحن في سنة 2009 ونعطيها قيمة عالية.
وفقكما الله و شكرا على مروركما.
- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
رد: قصة الحبّ الحقيقي
الإثنين 14 سبتمبر 2009, 00:12
مثل هذه الشخصيات التراثية الجليلة قليلة اليوم ،أما اليوم فإنهن يحبن المال حبا جما ....أما مشاعرالحب في نظرهن ليس لها مدخول مادي ...تقول لك إحدهن خذه أنت ،وقدمه لعيالك ،ولا يبني قصورا ولا يشري سيارات ....
ولكنني ،وبكل صراحة أعجبتني القصة كثيرا وتأثرت بهذا الموقف الخرافي الذي لا نجده إلا في الأفلام الرومانسية قصد التسرية والترفيه ،أما في الواقع فالحب الحقيقي ـــ كما تزعم لاوجود له في واقعنا ــــ ،كل الحب لم يعد للزوج ولا الزوجة بل للمال، و القصور و السيارات الفارهة والألبسة الفاخرة ، ولجمع الذهب والفضة ...حتى الموت ...
يا قرامو لك أمثلة من واقع عين تادلس و أنت تعرف ذلك ...
ولكنني ،وبكل صراحة أعجبتني القصة كثيرا وتأثرت بهذا الموقف الخرافي الذي لا نجده إلا في الأفلام الرومانسية قصد التسرية والترفيه ،أما في الواقع فالحب الحقيقي ـــ كما تزعم لاوجود له في واقعنا ــــ ،كل الحب لم يعد للزوج ولا الزوجة بل للمال، و القصور و السيارات الفارهة والألبسة الفاخرة ، ولجمع الذهب والفضة ...حتى الموت ...
يا قرامو لك أمثلة من واقع عين تادلس و أنت تعرف ذلك ...
- فاطمة ليندةعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 3216
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 3912
السٌّمعَة : 29
تاريخ التسجيل : 08/07/2008
رد: قصة الحبّ الحقيقي
الإثنين 14 سبتمبر 2009, 12:38
بالمقارنة مع القصة اعلاه ....الحب منعدم عندنا كليا
مشكور اخي على القصة الرائعة جدا والمؤثرة
وربي ايعوضه على حساب نيته ان شاء الله
مشكور اخي على القصة الرائعة جدا والمؤثرة
وربي ايعوضه على حساب نيته ان شاء الله
- المساهمعضو مبتدئ
- عدد الرسائل : 16
البلد :
نقاط : 23
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 15/02/2009
رد: قصة الحبّ الحقيقي
الثلاثاء 06 أكتوبر 2009, 21:27
السلام عليكم ورحمةو الله وبراكاته.
أردت من خلال التعليق على القصة أن أرد وأقول للاخوة الكرام.
مالي أرى هذه النظرة المتشائمة ؟
حتى وان ظهر جليا أن المادة طغت وحولت المشاعر الى طموحات مادية فلا ينبغي أن نعمم هذه الأحكام القاسية
الخير لازال في أمة محمد صلى الله عليه وةسلم.
والحب لازال موجودا بين كثير من الأزواج ولا يموت.
كونوا متفائلين
الحب الذي يموت هو حب الأفلام والمسلسلات.
أدام الله علينا الحب. وشكرا
أردت من خلال التعليق على القصة أن أرد وأقول للاخوة الكرام.
مالي أرى هذه النظرة المتشائمة ؟
حتى وان ظهر جليا أن المادة طغت وحولت المشاعر الى طموحات مادية فلا ينبغي أن نعمم هذه الأحكام القاسية
الخير لازال في أمة محمد صلى الله عليه وةسلم.
والحب لازال موجودا بين كثير من الأزواج ولا يموت.
كونوا متفائلين
الحب الذي يموت هو حب الأفلام والمسلسلات.
أدام الله علينا الحب. وشكرا
- ome douaعضو مبتدئ
- عدد الرسائل : 10
البلد :
نقاط : 10
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/06/2010
رد: قصة الحبّ الحقيقي
السبت 19 يونيو 2010, 19:59
شكرا على القصة قصة رائعة و فيها عبر عدة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى