الغرق في شبر مـــــاء•••!!

لا أدري هل كان من الغباء أن أصطحب حماري وأخرج في يوم أول أمس الماطر···
ولا أدري أي ''ذبانة'' قرصتني حتى وجدتني أسير في شوارع العاصمة الخانقة·· الماطرة·· المكتظة·· المبهدلة·· الغارقة في الماء والفوضى··· لم أحمل المطرية كبقية الخلق·· ليس لشيء سوى لأني أكره ما أكره هو هذه المظلة البلاستيكية المزعجة··· المهم·· غرقنا في شبر من الماء·· حماري لم تطله الأمطار كثيرا لأن ساقاه طويلان·· أما أنا فكرهت اليوم الذي خرجت فيه من البيت·· المارة تتسارع·· وصوت السيارات يعلو بمزامير الاحتجاج الناتجة عن الاكتظاظ الكثير··· وسخط ''الغاشي'' يزداد·· وصلتني كلمات شيخ طاعن في السير وهو يعبّر عن حنقه·· ''يلعن والديكم·· عمرتو العاصمة·· حتى الحمير ولات تمشي مع العباد···''· نهق حماري عاليا وهو يسمع هذا الكلام وطرشق أذنيه وهو يقول: ما به هذا العجوز··· لم ير في العاصمة كلها سواي··؟؟
ينقص فقط أن يقول أني المسؤول عن سقوط المطر وهذه البرك المائية التي تغطي الأرصفة والطريق·· ملتهمة أقدام المارة وأجسادهم· قلت له ضاحكا: أسكت أيها الحمار·· ودعه يفرغ غضبه فيك·· هو يدرك تماما أن أصل المشكلة هي قنوات الصرف وعدم التهيئة التي تتحمّل مسؤوليتها الدولة ولكن··· دعه يتشطر عليك·· يا خي محفورتي يا مرتي··!!
وصلنا بصعوبة إلى البيت الذي يأوينا بعد أن تبللنا من الرأس إلى القدمين، وجدنا خالتي الطاوس تسبح بدورها في بركة ماء أخرجتها بصعوبة من العمارة الآيلة للسقوط··· مسكنا معها المكنسة·· في محاولة لإخراج المياه العالقة·· تعاونوا على البر والتقوى··· إيه··· أقدار···!!
سميرة فبلي