كرنفال جديد في الجزائر ...رجال بـ''الجلابيب''.. موضة جديدة للسرقة

عرفت بعض المدن بولاية تيبازة ظاهرة لم يألفها السكان من قبل؛ وهي تنكر الرجال بالألبسة النسائية وخاصة ''الملاية'' و''الجلباب الأفغاني'' بهدف استغفال الناس وتسهيل عمليات السطو والسرقة بين الوسط النسائي، إضافة إلى استهداف المحلات في حين غفلة من أهلها.
تشير مصادر أمنية أن مدينة فوكة تأتي في مقدمة البلديات التي عرفت هذا السلوك من طرف شباب مسبوقين قضائيا ثم حجوط وفوراية، غير أن الأخيرة شهدت قضايا مرتبطة بالنشاط الإرهابي.
وتكشف مصادرنا أن القضية الأولى سجلت في وسط مدينة فوكة خلال شهر رمضان من السنة الماضية، حيث ضبط مواطنون شابا كان يستقل حافلة باتجاه القليعة، حيث لفت انتباه ركاب الحافلة الذين انقضوا عليه وهو متخفٍ في لباس سوري من نوع ملاية، بعدها اقتادوه إلى مركز الشرطة بفوكة، أين تم التحقيق معه حول دافع وأهداف استعماله هذا النوع من اللباس.
وحسب ذات المصادر، فإن هذا الشاب لم يكن مسبوقا قضائيا وغير معروف محليا، وقد تم تقديمه للعدالة.
وشهدت نفس المدينة في 29 ماي 2009 حادثة غريبة لم يألفها السكان من قبل، حيث ألقي القبض على شخص كان يرتدي ''جلبابا أفغانيا'' بعد صلاة الجمعة، وقد اختلط بين النساء وسار بينهن بغية الاستيلاء على حليهن وتعقب مسار النساء الميسورات، فأثار شكوك شابين كان يجلسان على حافة الطريق، فتمكنا بفضل فطنتهما من القبض عليه بالقرب من مدرسة 11 ديسمبر، وكان يحمل معه حقيبة يدوية نسوية، غير أنه لم يكن يحوز على وثائق تثبت هويته.. فهو من مواليد .1990 وتم التحقيق معه من طرف مصالح أمن الدائرة وقدّم في اليوم الموالي إلى وكيل الجمهورية لدى محكمة القليعة، بعدها تم إطلاق سراحه.
وحسب ذات المصادر، فإن مصالح الأمن بفوكة عالجت قضية مماثلة يوم 10 أوت الماضي، على الساعة الرابعة مساء، فقد تم إلقاء القبض على شاب من مواليد 1981 بشارع 1 نوفمبر بالقرب من العيادة المتعددة الخدمات الجديدة، إذ تم رصده محاولا دخول محل حلاقة النساء بذات الشارع متنكرا في زي نسائي من نوع جلباب، فانقض عليه المارة وقدموه لمصالح الأمن التي تبعد بحوالي أمتار عن الشارع المذكور.
المتهم، حسب تصريحاته، نفى أن تكون له نوايا إجرامية أو اعتداء، بل ربط ذلك بعلاقة غرامية كانت تربطه بإحدى الزبونات واختار تلك الحيلة للالتقاء بها.
أما ببلدية حجوط، فقد ذكر أحد المواطنين أن شخصين قاما في وقت سابق بطرح صبي حديث الولادة داخل إحدى العمارات وفرا إلى وجهة مجهولة في ساعات الفجر الأولى، حيث كانا يرتديان لباسا ''من نوع حجاب عادي''، غير أنه تم التعرّف عليهما عن طريق الأحذية التي أثبتت أنهما رجلان، بعدها ركبا السيارة واختفيا عن الأنظار.
وبوسط مدينة فوراية، غربي الولاية، شاهد مواطنون مجموعة اعتقد أنها إرهابية كانت تسير في أحد الأحياء عقب صلاة التراويح من رمضان الماضي، وفور التبليغ عنها وتدخل قوات الأمن المشتركة لم يتم العثور عليها.
وتشير مصادرنا أن جميع الموقوفين الذين يتم تقديمهم أمام القضاء يتم إطلاق سراحهم بعد ذلك، لغياب النص القانوني الذي يعاقب على ''التنكر في لباس نسائي'' حسب ذات المصادر، ويأمر وكلاء الجمهورية بحفظ الملف وتسجيل هوية الموقوفين وأخذ صور لهم ضمن الأشخاص الذين يمثلون خطرا على الأشخاص والممتلكات، حتى يسهل التعرّف عليهم في حال تسجيل جريمة بالطريق المذكورة.