مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
فاروق
فاروق
مشرف منتدى الأخبار
مشرف منتدى الأخبار
عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة : بين التجنس والانتحار 110
البلد : بين التجنس والانتحار Male_a11
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008

بين التجنس والانتحار Empty بين التجنس والانتحار

الأحد 04 أكتوبر 2009, 06:25
في ظروف أخرى ومعطيات تختلف كثيرا عن معطيات هذه الأيام، استهجنت ولمت ابن شهيد راسل الرئيس الفرنسي السابق، جاك شيراك، أواسط ثمانينات القرن الماضي، طالبا منه منحه الجنسية الفرنسية.
وقال ابن الشهيد في هذه رسالته التي قرأها عليّ بأنه ابن وحفيد رجلين ولدا وعاشا تحت الراية الفرنسية، وبالتالي فمن حقه أن يرفض العيش تحت راية دولة الاستقلال التي أذاقته إدارتها الأمرين، حتى وإن كان والده قد استشهد من أجل دولة الاستقلال هاته... يومها استهجنت سلوك صديقي هذا ولمته على سلوكه، بل وصنفت ما أقدم عليه في خانة الخيانة، بعد أن أوضحت له بأنني تعيس مثله في كل شيء وأعاني أكثـر منه من كل شيء، وقلت له كذلك بأني مثله ابن أب وجد وربما جدين عاشوا تحت راية الاحتلال، لكن عندما ولدت نهاية الخمسينات، ولدت بمنطقة كانت تدين بالولاء لقيادة ثورة التحرير وللعقيد عميروش، ولم تكن تدين بالولاء للدولة الفرنسية، وبالتالي لم يكن لا أبي ولا جدي فرنسيين، وبالتالي لن أكون أنا فرنسيا كذلك...
وهكذا كان ولاء الأغلبية الساحقة من الجزائريين لثورتهم وبالتالي لجزائريتهم، باستثناء أولئك الذين شكلوا رافد دعم لجيش الاحتلال كما كان الشأن بالنسبة للحركى، أو الذين انتظموا في صفوف جيش بلونيس ومن هم على شاكلة هذا الجيش وما أكثـرهم في تلك الأيام، وإن كان جيل اليوم لا يكاد يعرف عنهم شيئا، باستثناء ما يقرأه متصفح هذه الجريدة أو تلك الأسبوعية.
تذكرت حادثة الصديق ابن الشهيد عندما قرأت خبر سعي السلطات الفرنسية لطرح فكرة منحها الجنسية الفرنسية للجزائريين المولودين قبل عام اثنتين وستين، وعدت للتأمل في قناعاتي لاعتقادي، في وقت سابق، أن الأمراض التي تنخر مؤسسات الدولة الجزائرية أمراض ظرفية وستزول حتما وفي الأفق القريب، زيادة على أن الجزائر بلد خيرات وخيرات وخيرات، وبالتالي سيهتدي مسؤولوها في المدى المنظور لنهج يزيل كل نواغص حياة الجزائريين، غير أن تطورات الأحداث أكدت وبما لا يقبل الجدل أن الذهنية التي تحكمنا تقودنا حتما من وضع تعيس إلى أوضاع أتعس، بل من وضع صعب إلى أوضاع جهنمية، وصفها المسؤولون وليس الصحفيون من أمثالي بالوضع المأساوي، من خلال إطلاقهم صفة ''المأساة الوطنية'' على الوضعية التي يعيشها البلد...
والنتيجة إرهاب دموي أتى وأحرق الأخضر واليابس باستثناء السلطة الحاكمة بطبيعة الحال، وهروب جماعي من البلد عبر قوارب الموت التي تكون قد رمت إلى أسماك البحر المئات وربما الآلاف من الجزائريين الذين انغلقت أمامهم كل الآفاق، باستثناء البحر باتجاه الضفة الأخرى... الآن هل يعقل أن ألوم جزائريا إذا ما سعى إلى امتلاك الجنسية الفرنسية على أمل أن تخلصه مما هو فيه وعليه؟ إذا لمته فمعنى ذلك أني أرى أن الانتحار في البحر أرحم من التجنس بالجنسية التي كانت ذات يوم محرمة شرعا، لكن المحرم اليوم شرعا هو الانتحار وليس التجنس بأي جنسية أجنبية ولتكن الفرنسية.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى