محاولة يائسة لمواجهة طالبان
الأحد 04 أكتوبر 2009, 07:01
محاولة يائسة لمواجهة طالبان
أحمد عباس
لم يعد في استطاعة الإدارة الأمريكية أو قيادة منظمة حلف شمال الأطلسي الناتو التلكؤ بعد الآن فيما يتعلق بجهود تدريب وترقية قدرات القوات الحكومية الأفغانية، رغم الشكوك الكبيرة التي تحيط بهذه المحاولة وإمكانية نجاحها في التصدي للقوة المتنامية لحركة المقاومة الإسلامية الأفغانية طالبان.
ويقول المراقبون إن الشهرين الماضيين شهدا تصعيدًا غير مسبوق في معدل الهجمات التي تتعرض لها قوات الاحتلال الأجنبية في أفغانستان على يد مقاتلي حركة طالبان، كما أن الخسائر المتمثلة في أعداد القتلى والجرحى اضطرت القادة الميدانيين إلى تغيير خططهم الإستراتيجية.
جيش الاحتلال الأمريكي ومنظمة حلف شمال الأطلسي أطلقا حملة واسعة النطاق تستهدف تعزيز قدرات قوات الأمن في أفغانستان |
وتقول صحيفة واشنطن بوست إن جيش الاحتلال الأمريكي ومنظمة حلف شمال الأطلسي أطلقا حملة واسعة النطاق تستهدف تعزيز قدرات قوات الأمن في أفغانستان، بعد إدراك حقيقة أن التواجد العسكري الأجنبي في هذا البلد على مدار السنوات الماضية لم يستثمر بشكل كاف في تقوية الجيش والشرطة في أفغانستان بينما كانت حركة طالبان تزداد قوة وتكتسب خبرة بمرور الوقت.
وصدر تقرير سري لقائد قوات الاحتلال الأمريكية وحلف شمال الأطلسي الجديد في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال، للمطالبة بإعادة النظر في الإستراتيجية الأمريكية والتركيز على تقوية وتطوير وتديب القوات الحكومية الأفغانية.
ويتوقع المراقبون أن يلحق الجنرال هذا التقرير بطلب لزيادة عدد الجنود في أفغانستان، الامر الذي يوافق عليه ويدعوة له عدد من الجنرالات.
إستراتيجية جديدة لتنظيم وتدريب القوات الأفغانية
ويزيد من أهمية هذه التحركات ما صدر عن كارل ليفين رئيس اللجنة العسكرية التابعة لمجلس الشيوخ الذي دعا إلى زيادة حجم القوات الأفغانية بشكل عاجل على أمل أن يصل قوانها إلى 240 ألف عنصر بحلول عام 2012، وذلك بعد أن كان الهدف المرحلي يتمثل في زيادة حجم القوات الأفغانية إلى 134 ألف مع نهاية عام 2011.
وقال ليفين: "نحن سنحتاج المزيد من الكوادر التدريبية وسنناشد حلف شمال الأطلسي أن يقدم هذه الكوادر حتى نستطيع أن نحقق الهدف كما سيكون من المحتم أن يتم إرسال الكوادر المتخصصة العائدة من العراق إلى أفغانستان بدلاً من إعادتها إلى الوطن".
وكشفت صحيفة واشنطن بوست أنه في ظل الخطط الإستراتيجية الجديدة لإعادة تنظيم وتدريب القوات الحكومية الأفغانية فإن منظمة حلف شمال الأطلسي ستقوم خلال هذا الشهر الجاري بتأسيس قيادة جديدة تحت قيادة أحد الجنرالات للإشراف على تجنيد وتدريب القوات الحكومية الأفغانية.
ونقلت الصحيفة عن مسئول كبير قوله: "الهدف من تعزيز القوات الحكومية الأفغانية هو خلق حالة من التماسك والترابط بين الجهود غير المنسقة حتى الآن التي تبذلها منظمة حلف شمال الأطلسي وهذه الجهود ستتكامل مع جهود القوات الأمريكية وليست بمثابة تحد لها، لأن هذه القيادة الحديدة ستعمل على التكامل مع المسئولين العسكريين الأمريكيين المشرفين على جهود تدريب القوات الأفغانية حاليًا".
ومن بين المهام الرئيسة التي ستوكل إلى القيادة الجديدة أن تعمل على توفير أكثر من 275 من الكوادر التدريبية ذات المستوى العالي لتدريب موظفي وزارة الدفاع الأفغانية وإعداد إدارة إسترايتيجية داخل هذه الوزارة لفرض نفوذها في عشرات المناطق وتطوير مهام الاستخبارات العسكرية ومهام المراقبة والمتابعة والتموين.
هل تتمكن القوات الحكومية الأفغانية من الصمود أمام طالبان؟
وتتخوف بعض القوى السياسية الأفغانية من المساعي والرؤى التي يتبناها مستشارو منظمة حلف شمال الأطلسي فيما يتعلق بطبيعة أساليب تدريب القوات الحكومية الأفغانية |
وتتخوف بعض القوى السياسية الأفغانية من المساعي والرؤى التي يتبناها مستشارو منظمة حلف شمال الأطلسي فيما يتعلق بطبيعة أساليب تدريب القوات الحكومية الأفغانية خاصة في ظل تأكيدات حركة المقاومة الإسلامية الأفغانية طالبان أن القوات الحكومية الأفغانية في هذه المرحلة من تاريخ البلاد لا تخدم سوى أهداف المحتل الأجنبي الغاصب وتوفر لها الغطاء اللازم لمواصلة جرائمه بحق المدنيين الأبرياء من أبناء شعب أفغانستان.
ويعتبر كثير من المحللين السياسيين أن نجاح قوات الأمن العراقية في الاعتماد على تجربة الصحوات واحتواء أنشطة الجماعات المسلحة ليست بالضرورة يمكن أن تحقق النجاح نفسها إذا ما طبقت في أفغانستان.
ويقول المحللون إن التجرية الأفغانية وإن كانت تتشابه مع التجربة العراقية في بعض الملامح إلا أنها في هذه الجزئية على وجه الخصوص تختلف كثيرًا، وذلك أن الأنشطة المسلحة التي مورست في العراق ضد قوات الاحتلال الأجنبية كانت تقوم بها جماعات لا تتمتع بالانسجام الحقيقي فيما بينها بسبب اختلاف كبير في أيدولوجيتها وأهدافها الحقيقية.
ومن ثم فقد نجحت تجربة الصحوات في إحداث حالة من البلبلة والتخبط في أساس عمل هذه الجماعات المسلحة التي كانت في الوقت نفسه تجد نفسها في وسط نزاعات أهلية مشتعلة في العراق خاصة بين الشيعة والسنة الأمر الذي استفاد منه الاحتلال الأجنبي بشكل كبير.
والمشهد في أفغانستان يختلف إلى حد بعيد نظرًا لمدى التعاطف والتأييد الشعبي الذي تتمتع به حركة المقاومة الإسلامية الأفغانية طالبان والتي تعلن نفسها جزءًا من نسيج الشعب الأفغاني واستطاعت في فترات كثيرة أن تثبت قدرتها على توفير حياة أفضل وأكثر أمنًا للمواطن الأفغاني العادي مقارنة بالحكومة الأفغانية التي تتمتع بمباركة الغرب وتستمد قوتها من الاحتلال الأجنبي.
ويشير المحللون إلى أن الأهداف الاستراتيجية الواضحة لحركة طالبان والنجاحات التي تحققها بخطوات ثابتة على صعيد حربها ضد المحتل الأجنبي تجعل من المرجح فشل جهود تقوية القوات الحكومية الأفغانية التر يراد منها أن تصبح في خط النار الأول في مواجهة المقاومة بدلاً من الجنود الأجانب الذين تحرص دولهم على استعادتهم في أسرع وقت ممكن.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى