بأي حال عدت يا عيد؟

بسم الله الرحمان الرحيم.

بمناسبة عيد المعلم الذي يصادف الخامس من أكتوبر من كل سنة أتقدم الى كل المعلمين والمعلمات والأساتذة باخلص التهاني وأسماها آملا كل الخير والتوفيق لزملاء المهنة في كل مكان من العالم.

ماذا عساني أن أقول في هذا اليوم الذي تحتفل فيه المؤسسات التربوية ويكرم فيه المعلمون والمتقاعدون منهم.
مرت المناسبة في المتوسطة التي أعمل بها اليوم وكأن لا أحد من المسؤولين يعلم بالمناسبة.

انه زمن احتقار العلم والعلماء، وتقديس السفهاء والرويبضة .
وأسفا على أمة تحترم المغنيين ، والراقصين وكل ناعق مبتذل وتهين الصفوة من أهل العلم الذين يصارعون في هذا الزمن ويكابدون من أجل تعليم الناشئة وتربيتهم.
مرت المناسبة ولم نسمع عنها الا في وسائل الاعلام والمواعيد الاخبارية من كل سنة.

من خلال هذه المناسبة العظيمة أتقدم الى معلمي الذي درسني في الابتدائي رحمه الله وأسكناه فسيح جنانه بالدعاء بالرحمة والمغفرة.

قم للمعلم وفه التبجيلا** كاد المعلم أن يكون رسولا
أعلمت أشرف أو أجل من الذي***يبني وينشئ أنفسا وعقولا.

معلمي الذي علمني كيف أحمل الريشة لأكتب.....
معلمي الذي علمني القراءة والتهجي في الحروف....
معلمي الذي بفضله تعلمت الكتابة....
وهأنذا أكتب وأقرأ وأعلم تلامذتي ........

التعليم مهنة شاقة في زمن المتغيرات ولكنها نبيلة وعظيمة....
لا أعتبر التعليم مجرد مهنة ،انها رسالة حضارية....
نعم ، نحن لسنا في المدارس من أجل حشو أذهان التلاميذ بالمعارف والمعلومات فقط..........

وظيفتنا أن نزرع القيم ونغرس الفضائل في ناشئتنا......
لابد أن يكون المعلم والأستاذ قدوة لمن يعلمهم......

ولله در من قال :
يا أيها المعلم غيره **** هلا لنفسك كان ذا التعليم.
لا تنه عن خلق وتاتي مثله****عار عليك اذا فعلت عظيم.

وكما قال حافظ:
واذا المعلم ساء لحظ بصيرة**** جاءت على يده البصائر حولا.

نعم انه الاستثمار مع الله رب العالمين.

وأقولها عالية هذا اليوم لكل المعلمين والأساتذة عليكم أن تكونوا صامدين رحماء بالتلاميذ والطلبة وأحذروا فأنتم على ثغر كبير ، من أن تضرب القيم والأخلاق من قبلكم.
وفق الله كل معلم في تأديه مهامه ونفع به أمته.

والسلام عليكم ورحمة الله وبراكاته.