''الخبر'' في ضيافة رئيس الاتحادية المصرية لكرة القدم سمير زاهر لن نسمح بالتجاوزات التي وقعت في لقاء الذهاب بالبليدة

بمجرد سماعه بأن ''الخبر'' بمقر الاتحادية المصرية، صباح أمس، سارع الرئيس سمير زاهر لنقلنا إلى مكتبه الخاص بشارع الجبلايا بالجزيرة بالقرب من مقر الأهلي المصري. ورغم ملامح التعب البادية عليه وهو يتسلق سلم مكتبه، إلا أن زاهر فتح لنا قلبه للحديث عن مباراة الرابع عشر نوفمبر، إلى درجة أنه أجّل اجتماعه مع ضيوف من اتحادية تانزانيا وقدم لقراء ''الخبر'' تصوراته عن الوضع.
في البداية، هل كنتم تتوقعون أن يستمر الصراع الجزائري المصري إلى غاية 14نوفمبر؟
صحيح، إن بدايتنا كانت صعبة بعد تعثرنا ضد زامبيا ثم هزيمتنا بالجزائر، فتبعثرت أوراقنا بعد تلك الخسارة والانطلاقة العرجاء، فكان لزاما علينا كسب كل النقاط بعدها.. وبحمد الله، حققنا الأهداف التي سطرت منذ هزيمتنا في البليدة، واستطعنا لمّ شمل المنتخب ونعود في المنافسة بقوة. لعل دورة كأس ما بين القارات سمحت لكم باسترجاع الثقة في النفس؟ دون شك، تلك الدورة سمحت لنا بأخذ جرعة أوكسجين كبيرة، سيما وأن منتخبنا أدى مباراتين جميلتين ضد إيطاليا والبرازيل، رغم خسارتنا ضد الولايات المتحدة الأمريكية. وعلى العموم تربص جوهانسبورغ كان مفيدا للغاية كي نرتب أوراقنا. المصريون كانوا يتوقعون سقوط الجزائر في زامبيا أو في البليدة، والجزائريون كانوا ينتظرون سقوط مصر في خرجتيها برواندا وبزامبيا، فلم يحصل أي شيء من هذا القبيل؟
بالطبع، الكل حاول ضبط حساباته وينتظر سقوط الآخر، لكن المنتخبين واصلا اللعب بنفس الوتيرة، وهو الأمر الذي جعل مباراة الـ14 نوفمبر مصيرية، ووضعتنا وجها لوجه، ولم يفصل في ورقة التأهل لكأس العالم قبل هذا اللقاء. لكننا عرب وإخوة، ويجب أن نصل بمباراة الأسبوع القادم إلى تقديم أحسن صورة للجزائر ومصر، لأن الكل يتفرج علينا من العرب ومن أوروبا...
لكن حدة التنافس بين المنتخبين تعدت الخطوط الحمراء عبر وسائل الإعلام؟
هذا أمر آخر، فهناك طفيليون من الطرفين بالجزائر ومصر والذين ليس له دخل تماما في المهنة، لكننا نسعى نحن لتقديم أحسن صورة للبلدين أنا وصديقي روراوة. فمن حق الجزائريين تشجيع منتخبهم، وبطبيعة الحال يرغبون في مرور منتخبهم لكأس العالم، ونفس الشيء ينطبق على الأنصار المصريين. قيل إنك تتحدث يوميا مع روراوة وحدثت خلافات كبيرة بينكما بالهاتف؟
يضحك طويلا... ما تقوله صحيح، فهناك ضغط كبير علينا نحن الاثنين؛ فروراوة صديقي وحبيبي، وبالفعل حدثت بيننا خلافات وتحوّلت المكالمات الهاتفية بيننا إلى حدود لا تطاق، لكن في النهاية نبقى أصدقاء، لأن كل ذلك كان بسبب رغبته في تأهل الجزائر وأنا رغبتي في تأهل مصر، وكل واحد يدافع عن مصالح منتخبه. بعد الضجة التي يعرفها الشارعان المصري والجزائري، الظاهر أنك كنت تتمنى أن لا تقع الجزائر ومصر في فوج واحد؟ بصراحة نعم، عندما أتابع كل هذه ''الهيصة'' والضغط من كل جهة، أقول في نفسي لو وقعنا في فوجين مختلفين لتأهلنا سويا إلى كأس العالم، ولبقيت العلاقات مع أصدقائنا الجزائريين جيدة..
في الأيام الأخيرة، عدّل السيد زاهر في خطابه الإعلامي وأصبح أكثر ليونة أليس كذلك؟
والله، أسعى دوما لتلطيف الأجواء، فهناك صحفيون جزائريون التقيت بهم في أسوان وتدخلت لمساعدتهم. وفي كل مرة أتكلم فيها مع الصحفيين الجزائريين أدعوهم لنقل الصور الجميلة بين البلدين، لأن العلاقة بين الجزائر ومصر أبدية و''مش'' ممكن تتوقف في مباراة كرة القدم. منذ تصرفات الحكم الغيني في مباراة الجزائر ضد رواندا، أثيرت نزاهة بعض الحكام الأفارقة.. فهل توجد تحركات في الكواليس تساهم في ذلك؟ لا، لا أظن بأن مثل هذه الأمور تحدث في الكواليس.. والأمر الذي تتطرقون إليه غير موجود أساسا، وأنا لا أحتج على الحكام لأنني أقتدي بما قاله رئيس الفيفا بلاتير حول الحكام، حيث أضاف بأن الحكم بشر وأي خطأ يرتكبه هو خطأ إنساني، وهذه هي متعة كرة القدم...
تعيين الحكم الجنوب إفريقي جيروم دامون لم يختلف حوله المصريون والجزائريون؟
لدينا ثقة كبيرة في هذا الحكم، لأنه حكم ممتاز، ثم إننا لا نشك في أي حكم إفريقي، رغم النقائص التي تتحدثون عنها، والفيفا مؤسسة كبيرة ولن تغامر بتعيين حكم لا يقدر على مباراة بحجم مباراة الـ14 نوفمبر، لأن مصداقية الفيفا مطروحة كذلك. تصرفات الحكم الغيني في مباراة الجزائر ضد رواندا غير مقبولة على هذا المستوى؟ هناك عدة تحليلات حول عدم قبول هدف الجزائر، فالحكم بشر ويخطئ. ثم إن هناك من قال بأنه متسلل وأشياء من هذا القبيل.
ومصر كذلك تأثرت من بعض أخطاء الحكام لكننا مطالبون بالعمل معها. تعيش دون شك ظروفا صعبة وضغوطات سياسية ورياضية من أجل ورقة المونديال، فكيف تتعامل مع هذه المعطيات؟
أظن روراوة كذلك يعيش نفس الضغط من قبل السياسيين والمسؤولين في البلد والشارع الرياضي وغير ذلك.. فنحن كمسؤولين في الاتحاديتين نعمل ما يجب القيام به لتحضير المنتخبين وهنا تنتهي مهمتنا. لكن لا أحد كان يتصور الأبعاد التي أخذتها هذه المباراة وأهمية الذهاب إلى كأس العالم بالنسبة للبلدين. فعندما تقرأ عن تدخل الرئيس بوتفليقة الذي دعا لتهدئة الأوضاع، دليل على أن الأمور بلغت ذروتها..
نفس الشيء في مصر، نسمع ونقرأ عن اتصال نجلي مبارك علاء وجمال بك وبالمدرب شحاتة؟
على فكرة، علاء مبارك دوما قريب من منتخب الكرة، لأنه شاب ويحب الكرة كثيرا واتصاله بنا أمر عادي. لكنني أضيف هنا بأننا يجب أن نستمر في تهدئة الأوضاع ونقرّب أكثر بين وجهات النظر، ويلعب الإعلاميون دورهم بكل نزاهة، لأن المباراة ستنتهي لا محالة، وبعدها سنعود إلى أيامنا بشكل عادي، وننبذ الأشياء التي تعكر الأجواء بين الشعبين.
لو يقصى الفراعنة من سباق كأس العالم، فهل سينسحب زاهر من الاتحاد المصري؟
''أستقيل ليه.. أن موش لاعب''.. في حالة، لا قدّر الله، أقصينا من كأس العالم، لا أفكر تماما في الاستقالة، لأنني لست لاعبا أو مدربا، فمسؤوليتي ترتكز على توفير ''لبن العصفور'' لكل المنتخبات من وسائل وإمكانيات وتربصات ومنح وغير ذلك..
والاتحاد المصري لا يسيّر منتخبا واحدا، فهناك منتخبات للناشئين وبطولات محلية وغير ذلك. تمديد عقد شحاتة إلى ما بعد دورة أنغولا يبدو منطقيا، لكن في حالة الإقصاء من المونديال، هل يقدِر الكابتن على قيادة المنتخب للدفاع عن اللقب الإفريقي؟
بالطبع، شحاتة مدرب شجاع، وأنا متيقن بأنه سيستطيع تجاوز كل الصعاب. فشخصيته القوية تساعده على ذلك ولا نفكر بتاتا في تركه يذهب، حتى، لا قدر الله، لو أقصينا من كأس العالم. لا تعتقد بأن المنتخب المصري ضيّع بعض الوقت في تشبيب المنتخب؟
لا، هناك تشبيب في المنتخب، لكنه يمر بشكل تدريجي، لأن التصفيات أهم، وجاءت متسلسلة، ولم تترك لنا الوقت كي ندخل بعض الروتوشات في التعداد. لكن بحول الله، بعد كأس العالم، المنتخب المصري سيأخذ وجها جديدا. بالنسبة للإجراءات التنظيمية ليوم المباراة.. هل ضبطت بشكل دقيق؟ طبعا، فنحن في مصر لن نسمح بوقوع نفس الأشياء التي وقعت بالجزائر يوم 7 جوان، فلا شماريخ ولا دخان، ودون تسخين الأمور بيننا..
حدثت بعض التجاوزات والفيفا أنذرتكم بغرامة خفيفة فقط.. لكنكم قلتم في السابق بأنه تم استقبالكم بشكل جيد في الجزائر والإقامة كانت ممتازة؟
لا، كانت هناك بعض التصرفات غير اللائقة بالفندق، ولم ينم اللاعبون جيدا بسبب الأغاني و''كلاكسات'' من الخارج، ثم بعض التسممات التي وقعت لخمسة أو ستة أفراد من الطاقم وهي مسجلة في المستشفى.
فلا أريد فتح صفحة من الماضي، لكن في تلك المباراة اجتمعت أشياء سلبية لا أظن بأنها كانت مفتعلة من قبل الجزائريين لكنها أثرت علينا. أعتقد بأنكم لن تحدثوا مثل هذه الأمور في مباراة الـ14 نوفمبر ؟ لا، بالطبع لا، لن نتصرف من باب الثأر على ما حدث لنا في 7 جوان، وأدعو الجمهور المصري إلى تشجيع منتخبه بكل قوة ودون انقطاع وفي حدود المعقول.