سفير الجزائر بالقاهرة عبد القادر حجار للشروق: "أعلى الأجهزة الأمنية طمأنتني على سلامة اللاعبين الجزائريين ومرافقيهم بالقاهرة"

على الأنصار غير المسافرين عبر وكالات السفر البقاء بالجزائر وعدم المغامرة تدخل الإجراءات التنظيمية لمباراة مصر-الجزائر منعرجها الحاسم الذي أعلنت معه سفارة الجزائر بالقاهرة بقيادة مسؤولها الأول السيد عبد القادر حجار حالة الطوارئ إلى درجة أن ممثل الدبلوماسية الجزائرية قد قرر التفرغ كليا لموعد 14 نوفمبر الجاري على مهمة رسمية بشرم الشيخ مقررة لهذا الأسبوع.
وعندما اتصلنا منتصف نهار أمس بسفير الجزائر بالقاهرة وجدناه منهمكا في الاجتماعات غير المنتهية سواء مع مساعديه أو الجانب المصري لضبط آخر الترتيبات قبل الموعد الكبير..وكان من الطبيعي أن نبدأ حديثنا مع حجار بإثارة ما يسميه البعض في مصر من الآن بحملة "يوم التخويف العالمي" الذي سبق للشروق وأن تناولته استنادا لمعلومات مؤكدة في القاهرة، تشير إلى استعداد الكثير لإثارة الرعب في نفوس لاعبي المنتخب الجزائري أثناء إقامتهم بالعاصمة المصرية قبل المباراة، تهديد يبدو بأن سفارتنا بالقاهرة قد أخذته مأخذ الجد بدليل إثارة القضية مؤخرا في اجتماع مع الأجهزة الأمنية المصرية مثلما يوضحه السفير حجار:
"بطبيعة الحال، لا يمكننا السكوت على مثل هذه التهديدات، حتى أنني تعرضت شخصيا لهذا الموضوع مع الأجهزة الأمنية المصرية التي منحتني ضمانات جادة بخصوص أمن وسلامة اللاعبين الجزائريين، مرافقيهم والأنصار. وأكثر من ذلك فإن المسؤولين الأمنيين المصريين الذين اجتمعت معهم، أكدوا لي بأنه لا يتوجب الاحتكام إلى ما يصدر في وسائل الإعلام ومنتديات الانترنيت لأنه لن يسمح بالتجمع أمام الفندق الذي سيقيم فيه المنتخب الوطني، ولا الاقتراب منه لأي سبب من الأسباب، وستكون كل الظروف مواتية أمام التشكيلة الوطنية لتحضير المباراة بشكل جيد والتنقل إلى الملعب في ظروف آمنة، فأرجوكم لا تشغلوا بالكم بهذا الموضوع".
"الخطوط الجوية الجزائرية هي التي ستتكفل بتوزيع التذاكر على الوكالات السياحية"
أمن اللاعبين ليس القضية الوحيدة التي تشغل بال السفير حجار لأن الأخير منشغل أيضا بتنظيم وصول وإقامة الأنصار الجزائريين الذين سيشرعون في التنقل إلى القاهرة خلال الساعات القليلة القادمة، حيث لم يتردد من الآن في توجيه نصيحة إلى كل مناصر ينوي السفر إلى الأراضي المصرية بصفة منفردة، أو لنقل في غير لواء الوكالات السياحية :"أرجو من كل من يريد التنقل لمناصرة الخضر في القاهرة الامتناع عن السفر بصفة منفردة لأن دخوله الملعب في هذه الحالة غير مضمون، فقد تم الاتفاق كما تعلمون على منح الطرف الجزائري 2000 تذكرة، بحيث من المقرر أن تتكفل الخطوط الجوية الجزائرية بتوزيعها على وكالات السفر التي ستنظم الرحلات نحو القاهرة بهذه المناسبة، وكل فرد لا يتنقل عبر هذه الوكالات لن يحصل بطبيعة الحال على تذكرة الدخول إلى الملعب، وفي هذه الحالة من الأفضل له أن يبقى في الجزائر اتقاء للمشاكل."
"سنطالب بمراجعة سعر التذاكر الجزائرية وأن نعامل بالمثل مع المصريين"
وفي السياق ذاته، كشف محدثنا بأنه بدأ يقلق لتأخر استلام السفارة الجزائرية لنصيب الجزائريين من تذاكر ملعب القاهرة الدولي، حيث كان يأمل في أن تتم العملية خلال الساعات الأخيرة لضمان إرسالها وتوزيعها على أصحابها في الجزائر بطريقة جيدة "لكن -يشرح حجار- يبدو بأن الطرف المصري لم يطبع بعد تلك التذاكر خشية تعرضها للتزوير والبيع في السوق السوداء، لكن أنتظر استلام التذاكر المعنية قبل يوم الاثنين على أقصى تقدير".
وسألنا السفير الجزائري بالقاهرة عن إقدام الجانب المصري على تحديد سعر التذكرة الجزائرية الواحدة بما يقارب الـ4000 دج، فقد بدا الرجل هو الآخر منشغلا بالموضوع. "لعلمكم فقد كلفت بعض مساعي للاجتماع مع الطرف المصري المختص في الموضوع، ومحاولة فهم الأسباب التي دفعت به لتحديد سعر التذاكر الجزائرية بهذا المبلغ الباهظ، خاصة وأن لوائح الفيفا واضحة في هذا المجال، لكن المشكل المطروح أننا لا ندري الآن ما هو المربع المخصص للجمهور الجزائري بملعب القاهرة، خاصة وأن التسعيرة المعمول بها في هذا الملعب ليست واحدة وتختلف باختلاف درجات المدرجات..على كل حال، إذا ما لاحظنا بأن هناك أي ظلم للجزائريين في هذا المجال فسنتدخل بالتأكيد ولن نسمح لأحد بأن يتم استغلال أهمية المباراة ورغبة الأنصار الجزائريين في متابعة فريقهم بنهب جيوبهم."
"من الأفضل أن يقيم الأنصار الجزائريون قريبون من بعضهم البعض وبعيدا عن وسط المدينة"
ودائما بخصوص الأنصار الجزائريين، فقد أوضح حجار بأنه يعمل، بالتنسيق مع الأطراف المعنية، على أن تكون إقامة هؤلاء الأنصار بالقاهرة بفنادق قريبة من بعضها البعض، "والأفضل-يضيف حجار- أن لا تكون بوسط المدينة وقريبة من الملعب لتجنب أي احتكاك مع الأنصار المصريين."
وختم سعادة السفير كلامه معنا بطمأنة الجميع في الجزائر، حيث أشار على وجه الخصوص إلى ما يصفه "بهدوء العاصفة" في إشارة منه إلى تراجع حدة التوتر بفضل تدخل العقلاء من الطرفين"شخصيا-يقول حجار- أدليت بعدة تصريحات لوسائل الإعلام المصرية والعربية ويبدو بأنها قد أتت بثمارها بدليل الأجواء الجيدة التي تطبع تحضير المقابلة في أسبوعها الأخير، كما أن تصرف رئيس الاتحادية المصرية لكرة القدم مع الصحفيين الجزائريين الذين تنقلوا الخميس الماضي إلى أسوان، يؤكد مجددا النوايا الحسنة للمسؤولين المصريين ورغبتهم في أن يجري لقاء السبت القادم في كنف المودة والأخوة".