ذبابة الدكتور إبراهيم حجازي قتلها الرئيس أوباما أمام الملأ.....

مصرع الذبابة الأمريكية، كان أهم حدث شغل المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان خلال الأيام الماضية، وأقيمت الدنيا ولم تقعد، لأن الرئيس الأمريكي تجرأ وقتل هذه الحشرة على مرأى ومسمع العالم·حماري، لأول مرة، تمنى لو كان ذبابة حتى تُثار، لأجله، كل هذه الضجة الإعلامية، ويُحاط بالهالة التي صاحبت مصرع الحشرة المحظوظة·رفس الأرض بحافريه، ونهق، مطولا·· لا تدري من أين يأتي الحظ في هذه الدنيا··فعندما يموت الأطفال بالرصاص والقنابل والأسلحة الفتاكة·· لا أحد يتكلم··وعندما يموت، أيضا، الأطفال بالجوع والفقر·· لا أحد يتكلم، أيضا··وعندما يعيث المرض من ملاريا وكوليرا و·· و·· لا أحد يتكلم··ولكن، بمجرد أن تقتل ذبابة، مع كامل احترامي لهذه الحشرة، فالعالم، كله، ينتفض باسم حماية حقوق الحيوانات!!
والدكتور إبراهيم حجازي مازال في دائرة الضوء ينتفض لانتكاسة الفراعنة في موقعة أم درمان .....قلت له·· يا حماري العزيز ·· هوّن عليك الأمر، فهذه الذبابة تنتمي إلى المجتمع الأمريكي، وتحمل الجنسية الأمريكية، ومشبعة بأسس الديمقراطية والعدل والمساواة، ولها حقوق يحميها القانون والدستور، والأكثر من كل هذا، فهي تتمتع بصفة المواطنة·أما أنت، وأنا، وكل البشر الذين فتكت بهم آلة الدمار وقتلهم الجوع والمرض والفيضان والزلزال والحروب·· فلا صفة لهم تحميهم وتجعلهم في مصاف ''الغاشي'' المحترمين الذين تقدرهم دولهم وتخاف على جوعهم ومرضهم و ··ضرب بذيله، يمينا وشمالا، كعادته حينما لا يهضم فكرة ما··ولكن، ما لا أفهمه هو كيف استطاعت هذه الذبابة، رغم صغر حجمها، أن تحرك المياه الراكدة، سبحان الله·· ربما هذا القرن سيكون قرن الحيوانات، فبعد الطيور والخنازير، التي أصبحت تنافس نجوم الفن والرياضة، ها هي الذبابة، أيضا، تدخل المنافسة·أنا، الحيوان الوحيد الذي ما يزال يعيش على الهامش ولم تأته الفرصة لا بأنفلونزا ولا باستعراض أمام رئيس أو حتى مير!!
أجبته باستهزاء·· لا تستطيع أن تفوت فرصة إلا وتحشر أنفك في وسط الحكاية·· رغم جثتك الضخمة، إلا أنك تغار من ذبابة·· إيه أنت حمار·· والحمار، يا صديقي، أولاه للعذاب وآخرته للكلاب··!
سميرة قبلي