قصة الإبن الصالح

لم تمض فترة طويلة على ولادة أحمد حتى توفيت أمه
كان لديه ثلاثة أخوة
أما أبوه
فقد كان رجلا متوسط العمر
ولكنه لم يكن لديه أي التزام بالدين
لذلك فقد ربى أولاده على الفسق والفجور والغناء واللهو
أما أحمد
فأنه كان يختلف عن أخوته و أبيه
لأنه كان ملتزماً جداً
ولذلك فقد عانى الأمرين بسبب تدينه
كان والده يضغط عليه بقوة ويضربه ويهينه دائماً
لأجل جعله أنساناً فاسقاً
كان يقول لابنه يجب أن تكون متحرراً
ولكن أحمد لم يهتز لضغوطات والده وأخوته
وبذلك أصبح منبوذاً من قبلهم
حتى أن والده حرمه من الإرث مستقبلاً
وكان يعطيه نصف ما يعطي إخوته من مصروف
وبذلك
كانت الحياة صعبة جداً
وبمرور الأيام
كبر الإخوة وكبر أحمد
وتزوج الأخوة الثلاثة
أما أحمد فبسبب ظروفه الصعبة لم يستطع الزواج
ظل عازباُ
وكبر الأب وأصيب بعدة أمراض جعلته جليس الفراش
تركه أبناؤه
الذين كان يعشقهم ويصرف عليهم كل ما يريدونه
تركوه بعد أن أستباحوا كل ممتلكاته وسيطروا عليها
ولم يبق لديه سوى بيته وأحمد
اشتد مرض الوالد
أما أحمد ورغم الأهوال التي لاقاها من أبيه ورغم كل الإجحاف
بقي ملازما لوالده
كان باستطاعته أن يتركه ويرحل كباقي إخوته بعد أن توظف براتب لابأس به
صار أحمد يحمل والده على ظهره ويحمله للمستشفى وذلك بسبب فقره لأنه لم يكن يتحمل
التكاليف
أما الوالد
فقد كان يبكي طوال الوقت
كان يقول لأحمد
أيا ولدي لقد ظلمتك كثيراً
أنا لااستحق ما تفعله لي
أحمد:لايا أبي أنت والدي وأنت من كبرني ورعاني
وأنا لاأستطيع أن أجازيك ما حييت
لقد قتل الهم والحزن والد أحمد
ومات وهو لم يتب من فسقه وفجوره
أما أحمد ومع الأيام والأشهر فقد صار ذا مكانة مرموقة بالشركة
وأصبح لديه الكثير من الأصدقاء والمعارف
وتوسعت علاقاته
وأصبح من الأغنياء
وبعد مدة من الزمن أصبح مديرا للشركة التي يعمل بها
وفي يوم من الايام
جاءه أمينه السري
وقال له
أن هناك شخصا يرغب بالتعيين منظفاً بالشركة
طلب أحمد مقابلته
لما نظر إليه أنصدم من هول ما رأى
أما الشاب الذي كان معدماً
فلم يعرف أحمد
حضنه أحمد بقوة والدمع يجري من عينيه
قال له ألم تعرفني
اندهش الشاب وقال له هل معقول أنك أنك أ أ أ أ حمد
قال له نعم
خجل محمد الشاب
من أخيه كثيراً ونكس برأسه فطالما ضربه وعامله بقسوة
قال له أحمد : دع الماضي للماضي نحن أبناء اليوم
أخبرني عن عادل وكامل أين هم؟
قال له: لقد سافرا لأحدى الدول الأجنبية للعمل بعد أن ساءت حالتهما المالية
وأما أنا فقد أضطرتني الظروف أن أبيع كل مالدي حتى بيتي
وحتى زوجتي طلبت الطلاق مني قبل فترة ورحلت لأهلها
وهاأنا ذا أمامك
هال أحمد ماحصل لإخوته
وأعطى لمحمد مبلغاً كبيراً من المال
وأشترى له بيتا وأرجع له زوجته
وبهذا أنقذ أخاه
وبعد فترة وجيزة تزوج أحمد وأصبح لديه أطفال كثر
وهو ما يزال يعيش حالياً في إحدى الدول الاسلامية

اشكركما