.. وإلا فليفقع هذا الجلد المنفوخ
السبت 19 ديسمبر 2009, 15:11
اليوم يكرم المنتخب أو يهان، الفوز أو الذهاب إلى الجحيم، الفوز على الغريم أفضل من التأهل إلى المونديال، الانهزام معناه الذل والهوان.. تلك أقل الشعارات تطرفا رفعت من طرف شعبين مسلمين عربين إفريقين شقيقين الشهر الماضي، ما يجمعهما أكثر وأكبر بكثير مما يفرقهما، لكن وبكل أسف هذا الجلد المنفوخ اللعين المتقاذف بالأرجل، هدد علاقة بلد المليون والنصف مليون شهيد ببلد أم الدنيا، الكل ضبط ساعات عقاربه على صافرة بداية الملحمة الكروية بين ابناء شحاته ورفقاء زياني، مباراة بتوابل جد حارة غذتها صحافة البلدين، هاته الأخيرة ومن إحدى سيئاتها تركت أنشطتها جانبا وتجندت لشحن بطاريات مناصري اللونين الأخضر والأحمر، وإن كان هذا أمرا مشروعا بل واجبا، فإن غير المقبول هو التهجم على الآخر وإطلاق تصريحات أكثر من نووية، وكأن دخول الجنة سيمر حتما عبر بوابة الفوز على الآخر، ووصف الآخر بألد الأعداء وحث اللاعبين على وجوب النصر في "معركتي" القاهرة وأم درمان من أجل ضمان تأشيرة "جنة" جنوب إفريقيا، أنا وككل جزائري ناصرت وشجعت منتحبنا إلى النخاع وإلى آخر لحظة، حتى بحت حنجرتي، تمنيت الفوز بفارق كبير أداءا ونتيجة، ولا أوافق أي مصري لم يكن يتمنى ذلك لمنتخبه، لكن بالمقابل أتأسف لخروج المقابلة عن إطارها الرياضي، وبعد كل ماجرى ولا أريد لمس الجرح الذي لم يندمل بعد، لكن وككل مناصر بسيط ومن خلال هذا المنبر أتسائل، ألم يحن الوقت لنناصر فريقنا المفضل إلى آخر ثانية، لكن مع الثانية التي تلي صفارة الحكم يفرح الفائز بفوزه ويجتهد المنهزم في تشريح أسباب الهزيمة ليصحح أخطائه، ويعتبر تعثره مجرد كبوة جواد، أما أن يؤدي جنون الفرح إلى حصد الأرواح عن طريق الحوادث المختلفة، وأن تكون إشارة صفارة نهاية المقابلة هي إشارة لإنطلاق أعمال الشغب وإباحة كل المخالفات، وأن يعلن العداء بين البلدين، فهذا مالا يقبل والأجدر من مسؤولينا التدخل لدى الفيفا لتجنب وقوع المنتخبين في مجموعة واحدا مستقبلا، حتى لا أقول فليفقع هذا الجلد المنفوخ وكفانا شره رغم إيجابياته العديدة، كلنا مولعين بالخضر ونتائجهم الباهرة التي ذكرتنا بمنتخب الثمانينات حتى وإن لم نعايش تلك المرحلة الذهبية، وتربينا في عشرية حمراء تلتها أخرى سوداء، وأشقاؤنا في مصر من حقهم أن يمنوا أنفسهم بمشاركة "مونديالية" بعد تربعهم على عرش الكرة الإفريقية لمناسبتين متتاليتين غابت عنهما الجزائر، لن ننسى أنه بفضل هذا الجلد إلتم شمل الجزائريين وتوحد صفهم بعدما فرقتهم الفوارق الإجتماعية والانتماءات الجزبية، ليتركوا كل ذلك جانبا ولو مؤقتا وأعلنوا وقوفهم جنبا إلى جنب في دعم أبناء الشيخ المحنك، هذا شيئ جميل ويحسب من محاسن الرياضة الأكثر شعبية، لكن غير المقبول بتاتا هو ارتفاع حمى التنابز والتقاذف إلى أوجها، يكفي الجزائريين فخرا أن أحد أبرز العلماء المصريين وهو صفوت الحجازي قال" تمنيت لو لم أكن مصريا لكنت جزائريا"، والفرق شاسع بينه وبين الحجازي الآخر المدعو "ابراهيم"، زيادة على زواج الداعية الكبير القرضاوي من إمرأة جزائرية كانت عونه في حياته ومسيرته باعترافه، أما اشباه المناصرين والإعلاميين الذين أرادوها حربا مفتوحة على الجزائر، فنقول لهم يكفيكم أن اليهود ناصروكم ضدنا وبدون تعليق.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى