- gramoعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 2387
البلد :
نقاط : 4450
السٌّمعَة : 37
تاريخ التسجيل : 19/03/2009
الحاجة خيرة أكبر معمرة بولاية غليزان
الأربعاء 13 يناير 2010, 10:57
عاشت الحربين العالميتين وتجر وراءها أكثـر من 200 حفيد | |
<TABLE dir=ltr height=1 cellSpacing=0 cellPadding=0 width=183 align=right border=0> <TR> <td vAlign=top><TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 border=0> <TR> <td bgColor=#ffffff></TD> <td vAlign=top align=left width=7 background=../images/images_contour/blanc/img-ombre-bkg-droite.jpg></TD></TR> <TR> <td vAlign=top align=left background=../images/images_contour/blanc/img-ombre-bkg-bas.jpg height=7></TD> <td vAlign=top align=left></TD></TR></TABLE></TD></TR></TABLE> تعتبر الحاجة خيرة أكبر معمرة بولاية غليزان، وربما عبر كامل التراب الوطني، حيث فاق عمرها مع مطلع السنة الجديدة العقد الأول بعد المائة بخمس سنوات. سنوات تقول عنها عميدة المسنين بالولاية إنها مرت في لمح البصر. ورغم ذلك فإن ذاكرتها تحمل الكثير من المحطات الثـرية. كما أنها، ورغم هذا العمر المديد، ما زالت تحتفظ بنشاطها وحيويتها. بعدما فتحت لنا صدرها الرحب، راحت الحاجة خيرة تحدثنا عن حياتها المليئة بالمآسي التي أرهقت جسدها النحيف، فارتسمت على محياها تجاعيد، مماثلة لبيتها المتواضع، نقرأ على خطوطها حكاية امرأة كافحت طويلا ويلات الزمن بغية توفير لقمة العيش لأبنائها التسعة (جميعهم التحقوا بالرفيق الأعلى باستثناء واحدة) ولاسيما بعدما توفي زوجها وهي في ريعان الشباب، وكان عليها أن تحمل المشعل في ظلمات دامسة، ودروب وعرة، تتعثـر أحيانا، وتنهض أحايين لتبني عائلة كبيرة وهي التي يفوق عدد أحفادها المائتين (200). إنها حكاية الحاجة خيرة حساك، أكبر معمرة بولاية غليزان والقاطنة بمدينة سيدي أمحمد بن علي في حي سيدي مسعود العتيق، والتي بلغت من العمر 115 سنة. قصة غاصة بالأحداث السارة والغريبة لعجوز طاعنة في السن لكنها ما زالت تحتفظ بنشاطها وحيويتها والكثير من ذكرياتها بمدينة سيدي أمحمد بن علي، حيث عاشت وترعرعت وتزوجت دون أن تعرف سواها، ولم تيأس أبدا رغم مكوثها ببيت مكون من غرفة واحدة متواضعة تواضع ''الحاجة''. وجه يخفي ألف حكاية وحكاية لما بلغت سن الخامسة من عمرها سجلها أهلها بدار البلدية سنة 1900، حيث تزوجت ولم تبلغ بعد العشرين ربيعا، وكان مهرها آنذاك دينارا واحدا، (عشرين دورو) لا أكثـر ولا أقل. وتتذكر أنها نقلت إلى بيتها الجديد على متن عربة يجرها حصان، فأنجبت تسعة أولاد. خمسة ذكور وأربع إناث، لم يبق لها سوى الصغرى وعمرها الآن63 سنة. وفي عام 1943 توفي زوجها تاركا لها مسؤولية كبيرة ومن ثم عزمت على ألا تتزوج ما دامت على قيد الحياة، وتتكفل بتربية أولادها إلى حين اشتداد سواعدهم. فسكنت حي سيدي مسعود العتيق في بيت مصنوع من أغصان الشجر، فاعتمدت على ساعدها وقامت ببناء غرفة واحدة لا تزال ماكثة بها إلى يومنا هذا. كما عملت بالفلاحة عند المستوطنين الفرنسيين الذين لا تزال أسماؤهم راسخة بذهنها، وكذا عند أثـرياء المدينة، حتى توفر الغذاء لأبنائها في ظروف معيشية عسيرة. وعن سر يقظتها وجسمها المفعم بالحيوية وطول عمرها، تقول الحاجة خيرة إنها كانت منذ صغرها تصنع خبزتين من دقيق الشعير المعروف في الجهة (بكسرة الزرع) كل صباح، تتكرم بواحدة على جيرانها، والثانية تقطعها أجزاء وتمزجها بزيت الزيتون ثم تتناولها. هذه العادة دأبت عليها منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا. ثم إن أهم مأكولاتها الكسكسي والمحمصة بالحليب. نشاط الحاجة خيرة التي زارت البقاع المقدسة سنة 1992 لم يتوقف عند هذا الحد، بل وهبها الله منذ حداثة سنها حكمة ''قابلة'' حيث ذاع صيتها منذ زمن بعيد بسيدي أمحمد بن علي وضواحيها، ولم تتوان أبدا عن تقديم يد العون لقاصديها خاصة قبل التطور العلمي التكنولوجي، أين كانت الحياة بدائية بالمنطقة، وكانت كلما تقبل امرأة حاملا وتضع حملها، تضع الحاجة عقدة بخيط صوف تحمله معها، وقد بلغت تلك العقد الآلاف دلالة على الخدمات التي قدمتها للنساء الحوامل. أما الحكمة الثانية التي منحها الله إياها تتمثل في مداواة النساء اللواتي طال عقمهن ولم يحملن بعد، وذلك بالاعتماد على الأعشاب الطبيعية التي كانت تلتقطها من الأراضي الفلاحية وتداوي بها النساء العاقرات اللائي كن يحملن بإذنه تعالى. وإلى جانب ما ذكرنا فالحاجة خيرة كانت ماهرة في صناعة الأواني الفخارية التقليدية، حيث باعت الكثير منها أيام الحرب العالمية الأولى. وفي ختام جلستنا معها، أخبرتنا الحاجة صاحبة 115 سنة بأن الولي الصالح سيدي أمحمد بن علي المجاجي البهلولي لم يدفن بهذه المدينة التي سميت باسمه بعد الاستقلال، بل جثمانه متواجد بمنطقة مجاجة بدائرة تنس التابعة إداريا لولاية الشلف. |
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى