في أجواء شبيهة بـ''شهر الأزمة'' مع مصر عبد القادر حجّار يعود إلى القاهرة

عاد، أول أمس، سفير الجزائر لدى القاهرة، عبد القادر حجّار، لشغل منصبه الذي غادره لأسباب شخصية ''قضاء فترة عطلة''. وقضى حجّار 33 يوما في الجزائر بدل عشرة أيام التي أعلنتها مصالح السفارة، وعودته تغلق الجدل بشأن ما تردد عن إمكانية ''سحبه'' كمعاملة بالمثل.
وصل السفير عبد القادر حجّار إلى القاهرة، مساء أول أمس، قادما من الجزائر بعد إجازة استغرقت ستة أسابيع، منهيا بذلك جدلا بارتباط عودته بعودة السفير المصري بالجزائر إلى عمله. وجاءت عودة حجّار إلى القاهرة في نفس اليوم الذي تأهل فيه المنتخب الجزائري إلى نصف النهائي، ما فتح بابا جديدا لبعض التصعيد الإعلامي الذي لا تريد بعض الوجوه الإعلامية المصرية إغلاقه.
وتعكس عودة حجّار عدم اتخاذ وزارة الخارجية الجزائرية لأي إجراء كان من شأنه ''تصعيد'' الأمور بين البلدين، وإلى اليوم لم يعد السفير المصري منذ ''استدعائه للتشاور''، أياما فقط عقب مقابلة الخرطوم التي جمعت منتخبي البلدين.
ولم تقدم السلطات المصرية أية توضيحات أو مدة زمنية لإعادة سفيرها، واكتفت في وقت سابق بإعلان أن ''عودته ترتبط بزوال مسببات استدعائه''، ويجهل إلى غاية هذا التاريخ الأسباب التي تتحدث عنها الخارجية المصرية.
وعلقت صحف مصرية، أمس، على عودة حجّار، أنها جاءت بعد شائعات بأن الجزائر قامت بسحبه ردا على سحب مصر لسفيرها عبد العزيز سيف النصر في أعقاب تداعيات ''وهمية'' إثر المباراة الفاصلة التي أقيمت بين منتخبي الجزائر ومصر في الخرطوم، في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، وقالت إن السفير المصري مازال موجودا في القاهرة في الوقت الذي عاد فيه المئات من العمال المصريين إلى أعمالهم في الجزائر بعد هدوء الأوضاع هناك.
والغريب أن مسببات الأزمة كانت كروية وحوّلتها دوائر مصرية بإيعاز رسمي إلى سياسية، والغريب أيضا أن بعض الفضائيات المصرية، ظهرت، أول أمس، في طريق إشعال فتنة جديدة.
ورغم أن الغالب من مقدمي البرامج وكثيرا من مرتادي المنتديات الرياضية هنأوا الجزائر على فوزها، إلا أن بعض الجمل فلتت من أفواه أصحابها عمدا ذكـّرت الجزائريين بسيناريو ما قبل مباراة القاهرة، ويكفي ظهور الإعلامي تامر أمين، سهرة أول أمس، وهو يدعو بكل الخير لعبد القادر كيتا الذي سجل الهدف الثاني لكوت ديفوار في الدقيقة الأخيرة قائلا: ''عبد القادر كيتا ربنا يكرمو ويبشبش الطوبة التي تحت راسو''، متمنيا فوزا للفريق الإيفواري وعلى قناة رسمية مصرية.