- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
إلعبوا بعيداً !......الرب مبارك لا يلعب مع الصغار ....
الخميس 28 يناير 2010, 05:46
أنا ربكم الأعلى ،وما أنتم إلادمى ،ونحن بها عابثون ...
لم يكن الخطاب السياسي الهام الذي ألقاه الرئيس مبارك في عيد الشرطة مجرد رسالة إنذار وتحذير للذين صورت لهم خيالاتهم المريضة انهم يستطيعون احراج مصر والتقليل من دورها. لكنه كان أيضا تعبيرا عن الأخطار التي تكتنف مصر وتتنوع في تركيبتها تنوعا يندر أن تجد مثيله في العالم.
اعداء مصر وخصومها أكثر من أن تحصيهم.. منافسوها في التجارة والضرب تحت الحزام في الأسواق الخارجية نعرفهم جيدا رغم انهم يزعمون أننا حلفاؤهم المقربون.
لا اتصور أن هناك بلدا في العالم له كل هؤلاء المنافسين والأصدقاء في آن واحد.. البعض يزاحمك بنقوده وآخرون يستأجرونهم "للعكننة" وفريق ثالث يستكثر عليك ما حباك الله به من مقومات تاريخية وجغرافية وخبرة دبلوماسية في إدارة أصعب وأعقد نزاع سياسي في الشرق الأوسط فيريد أن يزيحك أو يدفعك خارج دائرة تميزك ونفوذك ليحل محلك.. والأغرب أنك تجد الذين تدافع عنهم وتطعمهم وتؤويهم هم أول من يبحث عن بديل لك بحجة انه يريد للحل أن يكون عربيا أو دوليا أو كي لا تستأثر دولة واحدة - حتي لو كانت الشقيقة الكبري - بالدور الرئيسي.
من ثم فإن الخطاب السياسي الذي ألقاه الرئيس مبارك كان يعكس إلي جانب التبرم بما آلت إليه الأمور من أشقاء العروبة والإسلام. الضيق بما انحدرت إليه أخلاقيات الممارسة السياسية في المنطقة العربية.. خصوصا أن هذا الانحدار اقترن بظهور ميلشيات عميلة لإيران في الوطن العربي هما حماس في غزة وحزب الله داخل لبنان.
والغريب ان هذه الميلشيات التي ادعت البطولة والبأس الشديد هي التي تسببت في دمار وخراب بلادها وشعوبها ولم تحرز أي نصر عسكري علي عدوها الرئيسي إسرائيل.. بل علي العكس تسبب الشيخ حسن نصر الله في تسليم 30 كيلو مترا من الأراضي اللبنانية إلي الأمم المتحدة وأقام شريطا حدوديا دوليا لحماية إسرائيل مثل الذي أقامته تل أبيب عام 1982 عندما احتلت الجزء الجنوبي من لبنان.. أما "حماس" فقد قتلت الفلسطينيين والمصريين واعتدت علي سيادة وأراضي الدولة المصرية. ونبحت في وجه من ينقذهم من الحصار.. بل وتبجح مسئولوها بعد اغتيال شهيدين في مصر هما ياسر عيسوي في يناير 2009 وأحمد شعبان في مطلع هذا الشهر. وقالوا انها أحداث عارضة أو سحابة صيف ورد الرئيس عليهم قائلاً ما أكثر سحاباتكم!!
نحن نعيش والله في آخر الزمان عندما يتصور قادة ميلشيات عميلة انهم في مستوي رؤساء الدول الكبري الراسخة .ومع كل احترامنا للمقاومة. فهؤلاء ليسوا من أهلها بل زعماء عصابات مسلحة تتاجر في السوق السوداء. وتطيل أمد معاناة الفلسطينيين الذين يقطنون المخيمات في برد الشتاء بينما مشعل ورفاقه منعمون في قصور دمشق الفاخرة والدافئة.
أعود للتحديات المتشعبة التي تواجه مصر. فنجد انها اتسعت لتشمل إلي جانب الأزمة المالية العالمية التي فرضت أوضاعا قاسية علي اقتصادنا وزيادة السكان وتأثر الموارد المالية . إرهابا وتطرفا وتحريضا طائفيا واستقواء بالخارج وانفلاتا إعلاميا يغوي الجماهير ويسوق إليها مغالطات المقاومة ووهم تحدي إسرائيل. مع ان كل ما قتله "الحمساوية" النبحاوية لايزيد عن 12 إسرائيليا طوال ثمانية أعوام من 2001 وحتي 2009 وتسببت في النهاية في اجتياح إسرائيلي لغزة لقي فيه 1500 فلسطيني مصرعهم وتشرد أكثر من سبعة آلاف.. عن أي مقاومة تتحدثون بالله عليكم؟!
انني أقولها صريحة.. ان حماس وحزب الله لم ينجحا في مقاومة إسرائيل ولكنهما حاولا شن حرب دعائية مفاجئة ضد مصر استخدما فيها كل أدوات التضليل الإعلامي من أول جالاوي وحتي الزعم بمسئولية مصر عن حصار 5.1 مليون فلسطيني داخل قطاع غزة! والمشكلة ان الشارع العربي مازال مخدوعا بفضائيات ساذجة وصحف تنفذ أجندة خاصة وتنقل عن الصحافة والمواقع الإسرائيلية مصطلحات تسوقها للرأي العام المصري مثل "الجدار الفولاذي" و"غلق الأنفاق" وحصار الجائعين.
وللأسف فان قادة حماس أصبحوا يتلقون أموال قطر وايران وبعدها يرفعون عصا "الأوركسترا" لفرقة موسيقية من المكفوفين في الفضائيات والصحف فيبدأون في نهش مصر والتقول عليها.. ثم تجد كتابا كانوا كباراً يسيرون وراءهم داعين الي سقوط مصر وليس إسرائيل.. هذه هي حماس وحزب الله وغيرهما وسأتعرض بعد قليل لقطر وايران..
لكن دعونا في مبدأ الامر نحصي انجازات حماس في المقاومة وهل هي حقا تقاوم اسرائيل أم أنها تنفذ مخططا إسرائيليا؟! اميل الي الثانية خصوصا وأن هناك كتابات وروايات كثيرة تؤكد ان اسرائيل كانت وراء انشاء حماس في غزة نكاية في فتح..
حماس تؤيد اسرائيل في حقيقة استمرارها كدولة يهودية تواصل استيطانها بدلا من المصالحة مع فتح تمهيدا لاعلان دولة فلسطينية.
حماس تخدم اسرائيل ايضا. فانتفاضة الأقصي المدنية التي تمت بعد دخول شارون المسجد الأقصي حولتها حماس الي هجمات انتحارية أدت الي قيام اسرائيل ببناء جدارها العازل داخل الضفة لتزيد التهام الاراضي المحتلة وتستقطع 10% من فلسطين.. وبدلا من أن يكون حل الدولة الفلسطينية هو اعلانها علي 32% من فلسطين التاريخية كنص اتفاق أوسلو. أصبح علي 22% فقط؟! اين المقاومة يرحمكم الله..
ثم دعوني افترض بعد ذلك أن "حماس" قاومت وانتصرت وأجبرت اسرائيل علي الانسحاب في يوليو 2005 .. وهو الانسحاب الاحادي الجانب فماذا فعلت للفلسطينيين في غزة بعدها؟ هل استثمرت؟ هل ضخت اموالا؟! لهفوا التبرعات والهبات وأودعوها في حسابات سرية بالبنوك العالمية وتركوا شعبهم "يعض" في الأرض.. الأكثر من ذلك انهم طردوا "فتح" وقتلوا رجالها واعتقلوهم في انقلاب يونيو 2007. وهو الامر الذي يؤكد كذب خالد مشعل في حديثه مع الزميل عمرو أديب أمس الأول والذي قال فيه إن الدم المصري والفلسطيني محرمان علي "حماس" .. وما أكثر ماقتلت من ابناء شعبك ياسفاح ولن نغفر لك ابدا قتل المصريين.
ثم إن "حماس" هي التي نقضت اتفاق مكة وليس غيرها. وهي التي رفضت توقيع المصالحة الفلسطينية لأن هناك ملاحظات علي الورقة المصرية. ونحن نعلم أنها تعليمات قطر وايران التي وجدت هوي في نفس مشعل لتوطيد اركان حكم الأخوان في امارة غزة الاسلامية! هل هذه مقاومة.. خسئتم!!
قطر وإيران
ويبقي بعد ذلك ما قاله الرئيس مبارك عن الابتزاز والضغوط فقد أعلن "أن مصر لا تقبل الضغوط أو الابتزاز.. ولا تسمح بالفوضي علي حدودها.. أو الإرهاب والتخريب علي أرضها.. لدينا من المعلومات الموثقة الكثير والذين ينظمون مهرجانات الخطابة للهجوم علي مصر في دولة شقيقة بيوتهم من زجاج.. ولو شئنا لرددنا الصاع صاعين".. أن دولة مثل قطر لا يزيد عدد سكانها عن 300 ألف نسمة وإيراداتها من البترول والغاز 40 مليار دولار سنويا "240 مليار جنيه".. قطر تروج لنفسها علي أنها قومية عربية ناصرية تدافع عن قضايا العرب القومية وتعادي أمريكا وإسرائيل. مع أنها حققت ثراءها بعد انقلاب الشيخ حمد بن خليفة الأمير علي والده الشيخ خليفة بدعم من أمريكا نظير الحصول علي قواعد عسكرية أمريكية هي الأكبر خارج الولايات المتحدة ومساعدة قطر علي اكتشاف الغاز.
هناك أسرار - كما قال الرئيس - نترفع عن ذكرها مثل الخاصة بالشيخة مياسة ابنة الأمير وأمها الشيخة موزة وكيف تسيطران علي البلد من خلال تحالفات عائلية ومصاهرات. لكن ليس كل ما يعرف يقال.
غير أن قطر التي تدعي أنها ضد واشنطن وإسرائيل تصرفت عكس ذلك في مؤتمر مدريد نوفمبر 1991 عندما قابل شمعون بيريز بتكليف من إسحق شامير رئيس الوزراء الشيخ حمد بن خليفة ولي العهد آنذاك واتفق معه علي خطوات التطبيع والأهم من ذلك إنشاء قناة "الجزيرة".. وبعد هذا اللقاء بدأ التطبيع السياسي والتجاري مع الدوحة وتل أبيب.. لكن المهم أن الأمير حمد بن خليفة انتصر علي شريكه في الحكم حمد بن جاسم بن جبر رئيس الوزراء وقلص نفوذه لدرجة كبيرة.. واستطاع مستشارو الأمير "ومنهم هيكل والقرضاوي" رسم صورة وردية له في أعين الإخوان المسلمين أنصار الثاني والناصريين القوميين دراويش الأول ولم يفكر أحد أن المعسكرين متعارضان أيدولوجيا فكيف بهما يتفقان فجأة علي شخص واحد.
أما إيران فيكفي أنها لم تتنبه إلي تأليب "حماس" ضد مصر إلا بعد استحكام أزمة ملفها النووي مع أمريكا.. ولعل المرء يسأل نفسه لماذا تحول الفرس من تأييد عرفات إلي حماس. يقول البعض إن السبب هو اتفاق أوسلو الذي وقعه الرئيس الفلسطيني الراحل مع إسرائيل. لكن الشواهد تقول إنهم دعموا "حماس" بقوة بعد انفصالها بغزة عن فتح. لأنهم رأوا فيها نموذجا لمشروع دولة دينية. وهو المشروع الذي يسوقونه للعالم كله خصوصا وأنهم يرتبطون بجماعة الإخوان المسلمين في مصر التي تهدف منذ 1982 إلي الانقلاب علي الحكم وإقامة الخلافة الدينية التي تسمح بتولي أي مسلم حكم مصر الذي يشكل خطرا بالغا علي مصر وهويتها العربية الراسخة.
في الجعبة أسرار كثيرة. لكن ما أستطيع قوله إن التآمر علي مصر مكشوف. والذين يتصورون أنهم ماكرون ليسوا سوي سذج وغوغائيين.. ومن يحاول التأثير علي مكانة مصر نقول لهم "العبوا بعيداً" عن الكبار.. وابحثوا عن محطة فضائية أو صحيفة أو صحفي أجير يلعب معكم. لكن الدول الكبري لا تلاعب ولا تتلاسن مع الرُّضع والصغار.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى