نأكل ونلبس كرة

لاشك أننا سنعيش هذا اليوم على الأعصاب بسبب مقابلتنا مع مصر، لكننا سنعيش أسابيع أخرى، إن لم أقل شهورا، على الأعصاب، بل ستتلف أعصابنا إذا ما استمرت موجة غلاء أسعار المواد الغذائية على ما هي عليه الآن، وربما ستستمر الأسعار في الصعود ولا أحد سيهتم بالأمر مادمنا ''دايخين'' وهائجين في حروبنا الكروية· وليست هناك أفضل فرصة أمام المضاربين أحسن من غوغاء الكرة، فاللصوص دائما يستغلون فترات الهيجان الشعبي للانقضاض على الضحايا، ألم يستغل مهربون مصريون توقيت مقابلة الجزائر في القاهرة لتهريب تحف أثرية إلى خارج مصر، مستغلين غيبوبة الأمن· وعندنا يحدث نفس الشيء مع الأسعار التي مازالت تواصل ارتفاعها؛ إذ ارتفعت هذه السنة بأكثر من 9 في المائة عما كانت عليه السنة الماضية، لتسجل أعلى مستوى لها في تاريخ البلاد· ومع ذلك، لم نعط الموضوع الأهمية المستحقة، ولم ندافع عن المواطنين على كل مستوياتهم من هذه الحرائق غير المسبوقة التي بدأت تأكل بقوة البيوت الجزائرية، فموجة اللهيب هذه لم تستثن أحدا ·· الغني كما الفقير، فهل يعقل أن نشتري برتقالا بـ 120 دينار ونحن بلد البرتقال والحوامض! هل يعقل أن يضاهي سعره الموز؟! ولن أتحدث عن الأسماك، فهي خارج التصنيف، بل صارت من الكماليات أو الأرضي شوكي أو البطاطا والطماطم والخضروات الموسمية الأخرى···
ستمر غدا المشاحنة حول الكرة بتأهل الجزائري أو ربما بعد أيام، ويعود الفريق بالكأس والتتويج الإفريقي، وتهدأ النفوس، لكننا لن نأكل كرة ونسكن كرة ونلبس كرة، وسنكون مجبرين على معالجة هذا الواقع البشع الذي يزداد مرارة يوما بعد يوم، قبل أن يحدث الانفجار الاجتماعي، لأن أفراح الكرة ستمر، ولن تغير من الواقع الاجتماعي والمعيشي للجزائريين·

حدة حزام