مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
صوت الحق
عضو نشيط
عضو نشيط
عدد الرسائل : 111
البلد : هل نحن شعب عقيم  ؟ Male_a11
نقاط : 160
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 11/10/2009

هل نحن شعب عقيم  ؟ Empty هل نحن شعب عقيم ؟

الأحد 14 مارس 2010, 18:25
ليسمح لي القاريء الكريم أن أصارحه منذ البداية أنني استعرتُ هذا العنوان"هل نحن شعب عقيم " من مقال في غاية الأهمية كتبه الدكتور محمود أبو العزائم المتخصص في الصحة النفسية، قبل مدة قصيرة.
كما سأستعير بعض أدواته في التحليل لوضع البؤس والتخلف والمراوحة في مكان واحد ونقطة واحدة ، بالنسبة للكثير من البلدان العربية والإسلامية تحديدا ، ومنها بلادنا ..الجزائر ؟.
ولأن الفكرة التي أردت الكتابة عنها تتصل أساسا بالوضع البائس الكئيب الذي نحن عليه منذ مدة طويلة ، والذي لا يفتأ "يتطور" في الاتجاه النازل طبعا…ولأن أحد أهم أسباب هذا التدني المستمر والمتواصل والمستديم إنما يعود قبل كل شيء إلى "مسألة التسيير" وهي لب العملية السياسية في كل مستوياتها، مايعني أن أي بحث في مسألة الشأن العام وقياس تقدمه أو عدم تقدمه إنما ينبغي أن ينبني على دراسة أهم المعطيات والتي تتعلق في المقام الأول بـ"المسيرين" …وحيث إن الأمر على هذا النحو من الوضوح فدعنا نطرح السؤال :
هل نحن شعب عقيم ؟
ويقتضي تفسير السؤال طرح سؤال آخر : لماذا يحرص النظام ـ في كثير من المجتمعات العربية ، ومنها الجزائرـ على مقاومة التغيير، بما يجعله يحتفظ بالأطقم القيادية أكبر فترة ممكنة، علما أن هذا ينسحب على كثير من المساحات وحقول النشاط: الوزارات، المصالح الحكومية، الإدارات، الجامعات الخ …حتى صار هذا ملمحا عاما في سياستنا ومنهج الحكم عندنا؟ وحتى حق للبعض أن ينكت علينا باستحداث نظرية " تغيير بالاستمرارية" أو قول بعضهم: الجزائر : تغيير مستمر مع وقت التنفيذ ..أي أن كل ما يتعلق بالتغيير عندنا إنما هو من قبيل الكلام فقط لا غير . أما في الفعل فلاشيء …فما السر في ذلك؟ وما هي نتائجه؟
ودون دخول في متاهات التحليل النظري التخميني دعنا نتعرف على عيوب "الإقامة الطويلة" ومقاومة سنة التغيير
التي هي جوهر الحياة …وسنستعير مرة أخرى أدوات الدكتور ابوالعزائم . فهو يقول إنه
بالرجوع إلى المعطيات العلمية البحتة يمكن ملاحظة الحقائق التالية في مجال " التغيير"
أولا : أن التغيير سنة من سنن الحياة وان دوام الحال من المحال وان التغيير الطبيعي في كل الأحوال هو أفضل من التغيير الفجائي .
ثانيا : إن استمرار أي قيادة في مكانها – في أي مستوى كانت تلك القيادة - مددا طويلة تؤدي إلى آثار سلبية خطيرة في المجتمع من الإحباط واليأس .. ولنفكر مثلا لو أن أي مدير ظل في موقعه مدى الحياة .. ماذا سيكون حال الموظفين المرؤوسين تحته!
إن ذلك سوف يقتل الطموح في نفس المجتمع خصوصا إذا كان فكر هذا المدير أو القيادي فكرا متصلبا منغلقا، يسير في اتجاه موضوع معين.
ثالثا : إنه حتي في الجامعات ومراكز الأبحاث التي يديرها العلماء والاستشاريون يتم تغيير القيادة عندما تصل إلى سن معينة؛ حتي ولو كانت من أفضل العقول وذلك لضخ دماء وفكر جديد يفيد المجتمع ككل خصوصا أن الإنسان عندما يصل إلى سن معينة يحدث لديه حتما اضمحلال في القدرات الذهنية، ويفقد الكثير من أسباب قوته وكفاءته ومهارته .
رابعا: إن قدرة الشباب علي تفهم التكنولوجيا الحديثة والعلوم الحديثة وسهولة تعاملهم مع تلك التكنولوجيا أفضل وأكثر بكثير من غيرهم خاصة كبار السن حتي لو كانوا يحملون أعلى الدرجات العلمية ..كما إن تقدم السن يؤدي إلى ضعف القدرة علي التركيز والاستيعاب ولنضرب مثلا هل يستطيع قائد الطائرة في سن الستين أن يكون في نفس كفاءة وتحمل قائد الطائرة في سن الثلاثين .
خامسا :إن طبيعة عمل القائد تفرض عليه إجراءات حماية وعزلة عن الحياة الاجتماعية الطبيعية وذلك بسبب من دواعي الأمن.. فإذا استمر الإنسان في تلك الحياة فانه بعد فترة من الزمن لن يشعر بشعور الإنسان العادي الذي يعيش ظروف الحياة الطبيعية وبذلك فان قرارات تلك القيادة تكون بعيدة عن نبض الجماهير ومعاناتهم ولذلك لجأت جميع الدول المتقدمة لوضع نظام يحد من استمرار أي قيادة في موقعها لمدة طويلة ، إذ لابد أن تترك مكانها للآخرين وتعود تلك القيادة لخدمة البلد في مكان آخر..
سادسا : إن استمرار الوضع كما هو عليه بأي حجة كان إنما هوتكريس للحقيقة المرة وهي تعزيز هذا التأخر وترسيخه، دون النظر إلى نتائجه المدمرة البادية الملامح في كثير من مظاهر الحياة العامة :سياسيا، ثقافيا، اجتماعيا، اقتصاديا ..رياضيا الخ . وإن ما يقال في سبيل تكريس هذا الأمر انما هو حجج واهية لا تنهض أمام الحجج الحقيقية في ضرورة التغيير.
سابعا : إن مقولة أن الشعب لا يفهم ولا يهتم بالسياسة هو مقولة خاطئة هدفها تمكين مجموعة معينة من التحكم في مصير البلد بحيث يكونون الأوصياء الوحيدين على هذا البلد تحت شعار تجنيب البلد شر الفتن والأزمات.. إن الشعب عندما يشعر أن هناك عملية تغيير حقيقية تدار بنزاهة فانه يقبل عليها باهتمام… وينخرط بكليته في العمل العام والشأن العام .ويبتعد عن اللامبالاة والإهمال .
ثامنا : لقد ولدت وعاشت أجيال ولم تجد أمامها إلا قيادات واحدة استمرت في التحكم والتسيير سنين طويلة بدون أي أمل في التغيير ولذلك فان الجميع قد أشاح بوجهه بعيدا عن مسائل الشأن العام ؛ لأنه قد يئس من إمكانية أي تغيير وفقد الشباب الانتماء؛ لأنه يئس من الحصول على فرص حقيقية للمشاركة في التغيير ، و في حكم البلد مما أدى إلى السلبية والتخلف واليأس وانتشار الفساد والمحسوبية وانهيار القيم.
تاسعا : إن تقديس القيادة، وجعل أمر التسيير "وقفا خاصا " على البعض دون الباقي أمر جليل الخطر واضح الخطأ، كما أن جعل القيادة، في أي مستوى كانت، فوق مستوي النقد يؤدي إلى فساد أي فساد .. والواجب الرجوع إلى أن القائد فرد من الناس يخطئ ويصيب فإذا أخطا وجب تصويب خطئه وإذا أصاب وجب شكره وبدون الغلو في المدح والشكر .
عاشرا: وأخيرا فإن مدار هذه الكلمة البريئة إنما هو حول تساؤل جوهري بريء أيضا :
هل نحن شعب عقيم؟ حتى نُحكم بهذا الكم البسيط الهزيل الفاسد المقيت من المسيرين، على مدار أكثر من ثلاثين عاما كاملة :.نفس الوجوه ، نفس الأسماء، نفس المصالح ، نفس المشكلات، نفس المنتوج ، نفس التخلف ، نفس القيادات الرديئة، …والنتيجة ما نراه بأم العين كل يوم …لدرجة ضاقت البلاد على أبنائها فصاروا يؤثرون الموت في البحر على البقاء في "وطن" هم موقنون أنه ليس لهم .
أوطان ليس فيها سوى: فساد ، سرقة ،رشاوى ، ، فضائح ، بلا أول ولا آخر ..وتدهور يومي للبلاد والعباد على كل المستويات، وفي كل المواقع .

بقلم الأستاذ حسن خليفة
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى