هل فقد منصوري ثقة وحب الجزائريين؟

هل فقد منصوري ثقة وحب الجزائريين؟

تبقى أمام يزيد منصوري فرصة تاريخية لا تعوض في المونديال، وبالخصوص في المباراة الأولى أمام المنتخب السلوفيني هذا الأحد، للبرهنة على أحقيته لحمل شارة قائد المنتخب الوطني وكذا الاحتفاظ بمكانته الأساسية التي أضحت مهددة بالنظر إلى أدائه الشاحب خلال اللقاء الودي الأخير للخضر أمام المنتخب الإماراتي·· حيث غادر منصوري الميدان بالدموع بسبب رد فعل الأنصار الذي قابل منصوري بالتصفير للتعبير عن استيائه من تدني مستواه في الفترة الأخيرة، ولم تتقبل الجماهير التي تنقلت إلى ألمانيا لمؤازرة الخضر في مباراتها الودية الوجه الذي ظهر به قائد الخضر، كما ذهب الأنصار بعيدا في انتقاداتهم إلى درجة مطالبتهم بترك مكانته للاعبين الشبان، الأمر الذي يجعل منصوري عميد اللاعبين في المنتخب الوطني أمام فرصته الأخيرة للرد على منتقديه وإسكات الألسنة التي انتقدته أمام الإمارات وذلك بالتأكيد على إمكانيته واستحقاقه للعب كأساسي في تعداد سعدان·
عودة يبدة وتألق لحسن وقديورة يضعون سعدان في ورطة
يبدو أن الوجه الرائع الذي قدمه لحسن الذي كسب ثقة سعدان، والمردود الجيد للوجه الجديد في المنتخب الوطني قديورة، إلى جانب عودة يبدة الذي يعتبر من بين الركائز الأساسية في تعداد الناخب الوطني سيجعل سعدان في حرج كبير، خاصة في حال تعافي يبدة من إصابته وتعافيه كلية، ما سيجعل مكانة قائد الخضر مهددة بالنظر إلى تألق الثلاثي المذكور، وبالمقابل تراجع مستوى منصوري في نفس الوقت،وأن أيام منصوري في الخضر تبقى معدودة إذا لم يستغل الفرصة الثمينة التي تمنح له في جنوب إفريقيا·
مستواه في تراجع مستمر
أكيد أن مستوى منصوري تراجع بشكل ملحوظ، وبشهادة الجميع، فإن قائد الخضر أدى مشوارا رائعا وساهم بدور كبير في تأهل الخضر إلى المونديال، حيث قدم مردودا إيجابيا في التصفيات المؤهلة إلى كأسي العالم وإفريقيا، لكن الوضعية انقلبت رأسا على عقب بالنسبة لمنصوري منذ كأس إفريقيا للأمم بأنغولا، وأصبح اللاعب لا يحظى بنفس التقدير لدى الجماهير الجزائرية التي انقلبت عليه ووجهت له انتقادات لاذعة إلى حد طلب البعض ترك مكانه للاعبين الشبان الذين التحقوا مؤخرا بتشكيلة سعدان·
التحق بالخضر في 2001 ولعب 67 مباراة
يعد منصوري من بين قدامى لاعبي المنتخب الوطني الحالي، فقد التحق بالخضر سنة ,2001 في وقت عرفت فيه الكرة الجزائرية انحطاطا بغيابها عن المحافل الإفريقية والدولية، وبعد تقمصه للألوان الوطنية لأكثر من 9 سنوات ولعبه 67 مباراة رفقة المنتخب الوطني، قدم متوسط ميدان لوريان مسيرة رائعة وساهم بدور كبير في ما وصلت إليه الكرة الجزائرية حاليا بعودتها إلى المحافل الدولية التي غابت عنها منذ أكثر من 24 سنة، كما أظهر منصوري خلال السنوات الأخيرة الماضية أحقية حمله شارة القائد دون أي نقاش بالنظر إلى عطائه للمنتخب الوطني بفضل شجاعته وحرارته فوق الميدان دفاعا عن الألوان الوطنية، والبعض ضرب عرض الحائط كل الجميل الذي قدمه منصوري في ظرف 9 سنوات، وانتقده على مردوده في مباراة ودية تحضيرية للمونديال، لكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة، هل سيثأر منصوري لنفسه في المونديال ويثبت أحقية حمله لشارة القائد وتأكيد مكانته في التشكيلة الأساسية وإسكات منتقديه، والرد سيكون فوق الميدان في كأس العالم·
ع· م
كيف تفسر غضب الجمهور على منصوري، هل سيؤثر ذلك على مستقبله رفقة الخضر؟
عبد الرحمان مهداوي: اللعب في الوسط ليس على عاتق منصوري وحده
''كثر الحديث والإنتقادات مؤخرا حول مردود بعض لاعبي المنتخب الوطني الحاليين خاصة غزال ومنصوري، أعتقد شخصيا أن مهمة اللعب في الوسط ليست على عاتق منصوري وحده بل مسؤولية جماعية لأن أي منطقة من اللعب تمر عبر العمل الجماعي وليست مبادرة فردية من لاعب واحد، التصرف الذي قام به أنصار الخضر في المباراة أمام الإمارات نحو منصوري يعود بالدرجة الأولى إلى كونه يمثل الطاقم الفني واللاعبين على أرضية الميدان، كما أن مردوده الذي لم يكن في المستوى دفعهم إلى التصرف بتلك الطريقة لأن الأنصار ليس لهم مع منصوري مسألة شخصية ولم يقوموا بذلك التصرف سوى لأنهم لم يكونوا راضين عن دوره في تلك المباراة، كما أن خروجه منتصف المباراة سهّل الأمر، فلا أعتقد أنهم كانوا سيتصرفون كذلك لو واصل إلى غاية نهاية المواجهة''·
جمال مناد: الجمهور مطالب بالتعقل في هذه الفترة الحساسة
''قرار إقحام أي لاعب في التشكيلة للعب تعود مسؤوليته إلى المدرب وحده ولا أحد يقرر مكانه، وهو نفس الأمر الذي ينطبق مع حالة منصوري، لأن سعدان هو من يتحمل مسؤولية إشراكه أساسيا في لقاء الإمارات ويدرك جيدا السبب وراء ذلك، الأنصار مطالبون بالتعقل في هذه الفترة الحرجة التي تفصلنا عنها أيام قلائل قبل انطلاق كأس العالم، كما أن اللاعب يجب ألا يتأثر لتلك التصرفات الطائشة حتى وإن كانت غير مقبولة وأنصارنا كان بمقدورهم تفاديها، خاصة وأن منصوري قدم سنوات طويلة من مسيرته الكروية لفائدة المنتخب الوطني وأنصار الخضر كان عليهم تقدير ذلك ووضعه في الحسبان· أما مكانته في المنتخب فأقول أن الأمر يعود إلى اللاعب والمدرب، لأن اللاعب إذا أحس بمقدوره تقديم الأفضل للمنتخب يواصل، بينما إذا كان العكس ما عليه سوى الإعتراف بذلك للمدرك وترك مكانه للشبان''.
لعموري جديات: الأنصار كانت أمامهم طرق أخرى للتعبير عن عدم رضاهم بمردوده
''أعترف أن منصوري قائد مثالي وعقليته الإحترافية أهلته ليكون قائدا عن جدارة واستحقاق وذلك بالنظر لطريقة تعامله الجيدة مع زملائه في المنتخب سواء التي تعود على اللعب معها أو العناصر الجديدة، كل اللاعبين الذين مروا عبر المنتخب يحبونه لأخلاقه وطيبته وحسن تعامله ولا أتذكر أنه أساء التصرف مع أحد اللاعبين أو حدثت له مشاكل مع أحدهم· صحيح أن مستوى منصوري الذي كان عليه في السابق قد تراجع لكن التصرف الذي قام به الأنصار بألمانيا لم يكن صائبا، حتى إذا ما لم يقدم مؤخرا مباريات كبيرة هناك طريقة أخرى لإيصال رسالتهم إليه بأكثر مسالمة وتفادي تصرفات طائشة قد تؤثر على كل الفريق أياما قليلة تسبق على انطلاق المونديال، وبالتالي فإن الأنصار مطالبون بالوقوف رفقة قائد الفريق الوطني والمنتخب الذي أفرحنا مؤخرا بإرجاع الجزائر إلى الساحتين القارية والعالمية''.
شريف عبد السلام: تجربته الطويلة ستسمح له بتجاوز الأمر
''سبق لي أن لعبت بجانب منصوري في الفريق الوطني ولا يمكنني القول سوى أنه يملك ثقلا كبيرا في صفوف المنتخب بالنظر للميزة والطريقة التي يتعامل بها مع الجميع، والتي أجدها منفردة بالنظر لتجربتي في ميدان كرة القدم خاصة تعامله مع الشبان الجدد والذي يكون خاصا من أجل مساعدتهم على التعود على الأجواء، شاهدت عبر شاشة التلفزيون ما قام به الأنصار من تصفير عليه عند خروجه من الميدان لحظة استبداله وأشعر بالإنحطاط الذي أصابه. منصوري يستحق فرصة جديدة في المونديال من أجل إثبات ذاته والتأكيد للجميع أنهم أخطأوا في حقه، ولا أظن أن اللاعب قد يتأثر في المونديال لذلك التصرف، وذلك بالنظر للتجربة الطويلة التي اكتسبها في الميادين الفرنسية أو مسيرته رفقة المنتخب الوطني التي سوف تسمح له بتجاوز الأمر''.

يزيد منصوري يقاطع الصحافة ويرفض التصريح
واعتذر قائد المنتخب الوطني يزيد منصوري عن الحديث مع الصحافيين في مطار دوربان فور وصول المنتخب الوطني إلى جنوب إفريقيا· وبرر القائد رفضه التصريح، بأن الصحافة لم ترحمه ولا حتى الجمهور الرياضي، مفضّلا التركيز على عمله و يبدو أن منصوري لا يزال متأثرا من تصفير الاستهجان الذي وجهه له أنصار ''الخضر'' عقب تركه مكانه في ودية الإمارات بنورنبرغ، حيث لم يتمالك نفسه وراح يجهش بالبكاء بعد المباراة·