المستحيل ليس جزائريا...

”المستحيل ليس جزائريا”.. عبارة صار يرددها
الشباب الجزائري بكثرة هذه الأيام عبر منتديات الحوار وفي كل المواقع
ويرفعونها في لافتات الملاعب، وهي بهذا تخلف تلك العبارة البائسة المحبطة
للعزائم ”المهم المشاركة” والتي زرعها وسط المجتمع زميلي الراحل عبد القادر
طالبي، والتي كان يصبّر بها المتبارين الخاسرين في مسابقاته التلفزيونية.
نعم.. شتان بين من يعمل المستحيل من أجل الفوز والانتصار، وبين من يقتنع
بالقليل ويرضى بذلّ الخسارة.

ربما هذه بداية استفاقة للشعب الجزائري
الذي عانى لسنوات من إحباط السياسة والإرهاب، وها هو يخرج رأسه من تحت
الماء عاقدا العزم على النهوض، نهوض نتمناه على كافة الأصعدة وليس فقط
الرياضة. فما تحقق أمس بالكرة سيشجع الشباب كل في ميدانه على حمل الجزائر
في القلب والعمل على الانتصار في كل المجالات، ولن نكتفي بانتصارات الكرة
ونهمل الميادين الأخرى، فالسباقات الأخرى مهمة ولابد من العمل على رفع اسم
الجزائر عاليا في كل مكان، وهكذا يكون للنصر معنى.

والمستحيل ليس
جزائريا أيضا أمام أمريكا، ولا شك أن الفريق الوطني الذي أسعدنا وأسعد
العرب، سيلعب بكل جوارحه أمام أمريكا، سيلعب من أجل العراق، مثلما لعب
منتظر الزيدي بحذائه في وجه بوش، وسيلعب من أجل فلسطين، والصومال، وسيلعب
خاصة من أجل الجزائريين أينما كانوا في الداخل أو في الخارج، لأن الانتصار
يعني لهم استعادة الكرامة المهدورة بسنوات من الأزمة والإرهاب، والانتصار
يعني للجزائريين في الخارج فرصة للافتخار بوطنهم، والدليل صور الاحتفالات
التي نقلتها أول أمس الفضائيات عن جزائريين سعداء فخورين بجزائريتهم، وهي
صورة لم نرها منذ سنوات، منذ أن كانت هذه الفضائيات لا تنقل عن الجزائر إلا
صور المجازر والدم والدموع...
نعم المستحيل ليس جزائريا، يا رفاق
عنتر يحيى، ولنلغ كل عبارات الشؤم والهزيمة والرضى بالقليل، لأن الجزائر
كبيرة بأبنائها، كبيرة بخيراتها، كبيرة بجغرافيتها، وكبيرة قبل كل شيء
بتاريخها وبثورتها.

حدة حزام