مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
الطائر الحزين
الطائر الحزين
عضو خبير
عضو خبير
عدد الرسائل : 570
العمر : 55
الموقع : السعوديه
البلد : موقف الإمام القرطبي من اعتقاد الصوفية وبدعهم في تفسيره  Female62
نقاط : 1036
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 27/04/2009

موقف الإمام القرطبي من اعتقاد الصوفية وبدعهم في تفسيره  Empty موقف الإمام القرطبي من اعتقاد الصوفية وبدعهم في تفسيره

الجمعة 25 يونيو 2010, 11:21
بسم الله الرحمن الرحيم

سجود جهال المتصوفة عند أقدام مشايخهم. PAGEREF _Toc217974194 \h 1

ليس كل من أظهر الله تعالى على يديه خوارق للعادات يكون وليّا PAGEREF _Toc217974195 \h 2

سنة النبي صلى الله عليه وسلم في التفكر PAGEREF _Toc217974196 \h 2

بدعة الرقص والتصفيق وسماع الغناء PAGEREF _Toc217974197 \h 3

ترك الصوفية العمل بالأسباب الدنيوية لتحصيل المنافع. PAGEREF _Toc217974198 \h 5

تحريم الصوفية التداوي. PAGEREF _Toc217974199 \h 6

انحراف الصوفية في تفسير التوكل. PAGEREF _Toc217974200 \h 7

شغل جميع الأوقات بالتعبّد مخالف لطبيعة البشر PAGEREF _Toc217974201 \h 7

ترك الصوفية أكل الطيبات.. PAGEREF _Toc217974202 \h 7

تقطيع الصوفية ثيابهم وتخريقها PAGEREF _Toc217974203 \h 8



لم يقف التصوف عند مجرد الزهد في الحياة الدنيا ولُبس الصوف بل انحرف إلى ابتداع عقائدَ وأعمالٍ في دين الله مخالفة لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهذا شأن جميع المخالفات فإنها تبدأ يسيرة شبيهة بالحق لا يعرفها إلا العلماء ثم تصير عظيمة لا يمكن جَبرها، وبعد ذلك صار يستدل كثير من الصوفية على تسويغ تلك البدع بمتشابهات من القرآن خاصة بعدما تسرّب إليهم التفسير الباطني من الشيعة الإسماعيلية، فبيّن العلماء رحمهم الله فساد الاستدلال بهذه الآيات على تلك المخالفات، وفي هذا المقال نقل لنفائس من كلام أحد هؤلاء وهو أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي المالكي المفسر المشهور صاحب جامع أحكام القرآن (ت671 ﻫ):

سجود جهال المتصوفة عند أقدام مشايخهم:
قال الإمام القرطبي -رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى:

1. ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة/34]

قلت: وهذا السجود المنهي عنه قد اتخذه جهال المتصوفة عادة في سماعهم وعند دخولهم على مشايخهم واستغفارهم، فيرى الواحد منهم إذا أخذه الحال بزعمه يسجد للأقدام لجهله، سواء أكان للقبلة أم غيرها جهالة منه، ضل سعيهم وخاب عملهم.([1])

ليس كل من أظهر الله تعالى على يديه خوارق للعادات يكون وليّا:
وقال الإمام القرطبي -رحمه الله- في المسألة التاسعة من تفسير الآية السابقة:

قال علماؤنا -رحمة الله عليهم-: ومن أظهر الله تعالى على يديه ممن ليس بنبي كرامات وخوارق للعادات فليس ذلك دالا على ولايته، خلافا لبعض الصوفية والرافضة حيث قالوا: إن ذلك يدل على أنه وليّ، إذ لو لم يكن وليا ما أظهر الله على يديه ما أظهر.

ودليلنا أن العلم بأن الواحد منا وليّ لله تعالى لا يصح إلا بعد العلم بأنه يموت مؤمنا، وإذا لم يعلم أنه يموت مؤمنا لم يمكنا أن نقطع على أنه وليّ لله تعالى، لأن الولي لله تعالى من علم الله تعالى أنه لا يوافي إلا بالإيمان.

ولما اتفقنا على أننا لا يمكننا أن نقطع على أن ذلك الرجل يوافي بالإيمان، ولا الرجل نفسه يقطع على أنه يوافي بالإيمان، علم أن ذلك ليس يدل على ولايته لله.

قالوا: ولا نمنع أن يُطلع الله بعض أوليائه على حسن عاقبته وخاتمة عمله وغيره معه، قال الشيخ أبو الحسن الأشعري وغيره.([2])

سنة النبي صلى الله عليه وسلم في التفكر:
قال الإمام القرطبي -رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى:

2. ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران/190، 191].

قال ابن العربي: اختلف الناس أي العملين أفضل: التفكر أم الصلاة، فذهب الصوفية إلى أن التفكر أفضل، فإنه يثمر المعرفة وهو أفضل المقامات الشرعية.

وذهب الفقهاء إلى أن الصلاة أفضل، لما ورد في الحديث من الحث عليها والدعاء إليها والترغيب فيها.

وفي الصحيحين عن ابن عباس [رضي الله عنهما] أنه بات عند خالته ميمونة[رضي الله عنها]، وفيه: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح النوم عن وجهه ثم قرأ الآيات العشر الخواتم من سورة آل عمران، وقام إلى شنّ معلق فتوضأ وضوءا خفيفا ثم صلى ثلاث عشرة ركعة، الحديث.

فانظروا رحمكم الله إلى جمعه بين التفكر في المخلوقات ثم إقباله على صلاته بعده، وهذه السنة هي التي يعتمد عليها.

فأما طريقة الصوفية أن يكون الشيخ منهم يوما وليلة وشهرا مفكّرا لا يفتر، فطريقة بعيدة عن الصواب غير لائقة بالبشر، ولا مستمرة على السنن.([3])

بدعة الرقص والتصفيق وسماع الغناء:
قال الإمام القرطبي -رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى:

3. ﴿وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾ [الأنفال/35]

وعلى التفسيرين ففيه ردٌّ على الجهال من الصوفية الذين يرقصون ويصفقون ويصعقون.

وذلك كله منكر يتنـزّه عن مثله العقلاء، ويتشبه فاعله بالمشركين فيما كانوا يفعلونه عند البيت.([4])

وقال أيضا-رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى:

4. ﴿وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا﴾ [الكهف/14].

قال ابن عطية: تعلقت الصوفية في القيام والقول بقول الله: ﴿ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [الكهف/14].

قلت: وهذا تعلّق غير صحيح هؤلاء قاموا فذكروا الله على هدايته، وشكروا لما أولاهم من نعمه ونعمته، ثم هاموا على وجوههم منقطعين إلى ربهم خائفين من قومهم، وهذه سنة الله في الرسل والأنبياء والفضلاء الأولياء.

أين هذا من ضرب الأرض بالأقدام والرقص بالأكمام، وخاصة في هذه الأزمان، عند سماع الأصوات الحسان، من المرد والنسوان، هيهات بينهما -والله- ما بين الأرض والسماء.

ثم هذا حرام عند جماعة العلماء، على ما يأتي بيانه في سورة لقمان إن شاء الله تعالى.([5])

وقال أيضا-رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى:

5. ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [لقمان/6].

...ولهذه الآثار وغيرها قال العلماء بتحريم الغناء.

...وهو الغناء المعتاد عند المشتهرين به، الذي يحرك النفوس ويبعثها على الهوى والغزَل، والمجون الذي يحرك الساكن ويبعث الكامن، فهذا النوع إذا كان في شعر يشبب فيه بذكر النساء ووصف محاسنهن وذكر الخمور والمحرمات لا يختلف في تحريمه، لأنه اللهو والغناء المذموم بالاتفاق.

فأما ما سلم من ذلك فيجوز القليل منه في أوقات الفرح، كالعرس والعيد وعند التنشيط على الأعمال الشاقة، كما كان في حفر الخندق وحدو أنجشة وسلمة بن الأكوع.

فأما ما ابتدعته الصوفية اليوم من الإدمان على سماع الأغاني بالآلات المطربة من الشبابات والطار والمعازف والأوتار فحرام.([6])

وقال الإمام القرطبي -رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى:

6. ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ [الأعراف/142]

وهذا كله أصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتغييره ومفارقة أهله، وأن المقيم بينهم لا سيما إذا كان راضيا حكمُه كحكمهم، وقد مضى هذا المعنى في آل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والأنفال.

وسئل:" الإمام أبو بكر الطرطوشي [الأندلسي المالكي ت 520ﻫ] -رحمه الله-":

ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصوفية؟ واعلم -حرس الله مدته- أنه اجتمع جماعة من رجال، فيكثرون من ذكر الله تعالى، وذكر محمد صلى الله عليه وسلم، ثم إنهم يوقعون بالقضيب على شيء من الأديم، ويقوم بعضهم يرقص ويتواجد حتى يقع مغشيا عليه، ويحضرون شيئا يأكلونه.

هل الحضور معهم جائز أم لا؟ أفتونا مأجورين، [يرحمكم الله].

وهذا القول الذي يذكرونه:

يا شيخ كف عن الذنوب *** قبل التفرق والزلل

واعمل لنفسك صالحا *** ما دام ينفعك العمل

أما الشباب فقد مضى *** ومشيب رأسك قد نزل.

وفي مثل هذا ونحوه.

الجواب: - يرحمك الله - مذهب الصوفية بطالة وجهالة وضلالة، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله، وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري، لما اتخذ لهم عجلا جسدا له خوار قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون، فهو دين الكفار وعبّاد العجل، وأما القضيب فأوّل من اتخذه الزنادقة ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى، وإنما كان يجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه كأنما على رؤوسهم الطير من الوقار، فينبغي للسلطان ونوابه أن يمنعهم من الحضور في المساجد وغيرها، ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم، ولا يعينهم على باطلهم، هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة المسلمين وبالله التوفيق.([7])

ترك الصوفية العمل بالأسباب الدنيوية لتحصيل المنافع:
قال الإمام القرطبي -رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى:

7. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة/28]

[قال] ابن العربي: ولكن شيوخ الصوفية قالوا: إنما يغدو ويروح في الطاعات فهو [السبب] الذي يجلب الرزق".

قالوا: والدليل عليه أمران:

أحدهما - قوله تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ﴾ [طه: 132].

الثاني - قوله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُه﴾ [فاطر : 10].

فليس يُنزل الرزق من محله وهو السماء، إلا ما يصعد وهو الذكر الطيب والعمل الصالح وليس بالسعي في الأرض فإنه ليس فيها رزق!

والصحيح ما أحكمته السنة عند فقهاء الظاهر وهو العمل بالأسباب الدنيوية من الحرث والتجارة في الأسواق والعمارة للأموال وغرس الثمار. وقد كانت الصحابة تفعل ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم.([8])

تحريم الصوفية التداوي:
8. ﴿ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل/69].

قال الإمام القرطبي -رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى:

في قوله تعالى: (فيه شفاء للناس) دليل على جواز التعالج بشرب الدواء وغير ذلك خلافا لمن كره ذلك من جلة العلماء، وهو يردّ على الصوفية الذين يزعمون أن الولاية لا تتم إلا إذا رضي بجميع ما نزل به من البلاء، ولا يجوز له مداواة.([9])

انحراف الصوفية في تفسير التوكل:
9. ﴿فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا﴾ [الكهف/62]

قال الإمام القرطبي -رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى:

قوله تعالى: (آتنا غداءنا) فيه مسألة واحدة، وهو اتخاذ الزاد في الأسفار، وهو رد على الصوفية الجهلة الأغمار، الذين يقتحمون المهامَة والقِفار، زعما منهم أن ذلك هو التوكل على الله الواحد القهار، هذا موسى نبي الله وكليمه من أهل الأرض قد اتخذ الزاد مع معرفته بربه، وتوكله على رب العباد.([10])

شغل جميع الأوقات بالتعبّد مخالف لطبيعة البشر:
قال الإمام القرطبي -رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى:

10. ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود/114].

وقال شيوخ الصوفية: إن المراد بهذه الآية استغراق الأوقات بالعبادة فرضا ونفلا.

قال ابن العربي: وهذا ضعيف، فإن الأمر لم يتناول ذلك لا واجبا لا نفلا، فإن الأوراد معلومة، وأوقات النوافل المرغب فيها محصورة، وما سواها من الأوقات يسترسل عليها الندب على البدل لا على العموم، وليس ذلك في قوة بشر.([11])

ترك الصوفية أكل الطيبات:
قال الإمام القرطبي -رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى:

11. ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ [الإسراء/70].

هذه الآية تردّ ما روي عن عائشة رضي الله عنها، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " احرموا أنفسكم طيب الطعام فإنما قوى الشيطان أن يجري في العروق منها".([12])

وبه يستدل كثير من الصوفية في ترك أكل الطيبات، ولا أصل له، لأن القرآن يرده، والسنة الثابتة بخلافه، على ما تقرر في غير موضع.([13])

تقطيع الصوفية ثيابهم وتخريقها:
ِقال الإمام القرطبي -رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى:

12. ﴿وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33) [ص : 30 - 33]

...وقد استدل الشبلي وغيره من الصوفية في تقطيع ثيابهم وتخريقها بفعل سليمان، هذا.

وهو استدلال فاسد، لأنه لا يجوز أن ينسب إلى نبي معصوم أنه فعل الفساد.

والمفسرون اختلفوا في معنى الآية، فمنهم من قال: مسح على أعناقها وسوقها إكراما لها وقال: أنت في سبيل الله، فهذا إصلاح. ومنهم من قال: عرقبها ثم ذبحها، وذبح الخيل وأكل لحمها جائز... وعلى هذا فما فعل شيئا عليه فيه جناح. فأما إفساد ثوب صحيح لا لغرض صحيح فإنه لا يجوز...([14])

والحمد لله رب العلمين
تقبلوا تحيات اخوكم في الله الكلم الطيب كان الله له.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى