ياحدة حزام ألم أقل لك أن الصحفي وسيط لتمرير البضاعة المغشوشة والدفاع عن أصحاب الكروش و القروش !!

ا أدري إن كانت الأرقام لا تعني شيئا وعدد أصفارها على اليمين أو على الشمال سيان لدينا نحن الصحفيين. هل هو حب الإثارة الذي أنسانا أن الأرقام هي أمور دقيقة بل هي الدقة نفسها فالرياضيات من العلوم الدقيقة أي أنه لا يمكننا أن نتعامل معها بالاستهتار.
لكن صحفنا الجزائرية لا تهمها لغة الأرقام فالرقم كلما كان كبيرا كلما أرعب القارئ وجعله يقبل على شراء النسخة التي لا تساوي في الكثير من الأحيان العشرة دنانير التي يدفعها القارئ فهذه صحيفة تعنون في صفحتها الأولى أن عدد العوانس في الجزائر بلغ 11 مليون عانس أي ثلث سكان البلاد وإن صدقنا هذه الصحيفة فإن البنات الرضيعات عوانس أيضا!؟
وصحيفة أخرى تقول إن هناك سبعة ملايين جزائري يدخلون أقسام الاستعجالات سنويا!؟
حتى الوزراء يتعثرون في الأرقام فكم مرة أعطت وزارة الداخلية في السابق أرقاما مغلوطة عن الإرهاب وضحايا الإرهاب.
ولا أتحدث هنا عن المجاهدين المزيفين ولا عن الأثرياء وكيف يتهربون من الضرائب بالتلاعب بالأرقام.
تحضرني اللحظة نكتة نكررها في الشمال عن سكان الجنوب فإذا سألت أحدهم: كم تبعد إليزي وأي الطرق يؤدي إليها يقول لك: ”هاي هنا برك” و”هنا” عنده هي مئات الكيلومترات عندنا.
أرجو فقط أن يكون الرقم الذي وضعته الدولة للمخطط الخماسي الحالي (285 مليار دولار) للتنمية صحيحا وأن نعرف كيف ننفقه بدقة في مشاريع بناءة ولن يذهب لدفع فواتير الموز والكيوي والجبن المستورد... لأن الذي لا يتحكم في الأرقام لايمكن أن يتحكم في شيء.. لا في الزمن ولا في أي شيء آخر.. ولا يمكن أن يضع خططا للمستقبل أو أن يقيّم الماضي فكل هذه الأمور تحتاج إلى دقة في الأرقام ودقة في استعمالها.
كدت أن أنسى أن أحد الصحفيين بـ”الفجر” كتب مقالا حول عدد الأجانب المتواجدين بالجزائر وأعطى رقما لعدد جنسيات يفوق عدد الدول بالعالم؟!
فإذا قرأتم مستقبلا أرقاما مرعبة في صحيفة من صحفنا فلا تصدقوا فنحن صحافة بالتقريب
à peu près لا نعير الأرقام اهتماما وكل أرقامنا مشكوك في صحتها؟!

حدة حزام