أيهما أحق؟!

منذ سنوات قرأت خبرا يقول: إن شركة أمريكية كبرى خسرت قضية في العدالة الأمريكية أقامتها ضدها سكرتيرة حسناء طردت من العمل بسبب رفضها لبس حامل الصدر أثناء العمل! لأن الشركة محترمة ولا تقبل عاملات لا يحترمن مبدأ العمل باللباس المحتشم! وكانت وقتئذ قد ظهرت موضة نسائية في أمريكا أصبح فيها النساء لا يلبسن حامل الصدر!
ومنذ أيام قرأت خبرا يقول: إن أحد شيوخ الإسلام في بلاد العرب قد أفتى بتحريم لبس حامل الصدر من طرف النساء واعتبره بدعة غربية!؟ فهل فضيلة هذا الشيخ بفتاواه أكثر إباحية من الشركة الأمريكية؟! لسنا ندري!
لكن المهم اليوم أن قضية النقاب تحولت إلى هم سياسي وقانوني في فرنسا.. حتى أن البرلمان الفرنسي عقد جلسات لإقرار منع النقاب!
هل النقاب أصبح يمس بأمن فرنسا الثقافي والديني والحضاري؟! أم أن منع النقاب له أسباب أخرى لم تعلن من طرف الفرنسيين الذين أقروا قانون منع النقاب؟
قد يكون إجراء منع النقاب من طرف البرلمان الفرنسي الهدف منه هو مكافحة الهجرة والمهاجرين.. فالفرنسيون يعرفون أن المنقبات لا يمكنهن نزع نقابهن تحت أي طائل.. ولذلك قد يلجأن إلى مغادرة فرنسا حتى ولو كانت المنقبات فرنسيات! كما أن المنقبات سيمتنعن عن زيارة فرنسا.. وبالتالي تتم عملية الحد من الهجرة في هذه الفئة من المهاجرات!
وسيأتي اليوم الذي يقر فيه البرلمان الفرنسي قانون يمنع فيه إطلاق اللحية لدى الرجال.. على أساس أن إطلاق اللحية يشوه المنظر العام للشارع الفرنسي ويفسد حال السياحة!
وماذا لو ترفع منقبة دعوى قضائية ضد الحكومة الفرنسية بتهمة الحق في ستر العورة.. فهل تربح القضية كما ربحت الحسناء الأمريكية القضية ضد الشركة الأمريكية بحجة الحق في إبراز المفاتن؟!

سعد بوعقبة