الحكومة ذهبت بنورها؟!

تساءل الناس: هل هناك علاقة بين الانقطاعات الكهربائية المتكررة وذهاب الوزراء في عطلة؟! والتساؤل قد يبدو سخيفا، لكن عدم وجود نشاط حكومي للوزراء في التلفزة بسبب العطلة يجعل سونلغاز في مأمن من اتهامها بالتقصير والتشويش على العمل الحكومي من خلال منع مشاهدة الأنشطة الوزارية من الوصول إلى بيوت المواطنين!

والحمد لله أن الرئيس بوتفليقة قد أقر عطلة الوزراء قبل أن يحل علينا شهر رمضان وإلا كنا سنصوم في ظلام دامس! ونتسحر أيضا في ظلام دامس! لأن الحكومة ذهبت بنورها إلى العطلة!
الأكيد أن الكهرباء ستعود إلى المواطنين بصورة طبيعية عندما يعود الوزراء من العطلة، لأن الرئيس بوتفليقة سيصوم في رمضان ويسهر مع الوزراء حول ملفات ما دأب على تسميته بجلسات رمضان! وأشيع عنها إعلاميا أنها تشبه جلسات الصراط المستقيم!
مع انقطاع الكهرباء عن المواطنين في العديد من المناطق ولساعات كل يوم يعرف المواطن كيف أن الضوء يذهب عندما يذهب الوزراء من كراسيهم! فالوزراء هم ضوء البلاد، ومن لا يرى ذلك فهو أعمى وأضل سبيلا!

لا تسألوا: لماذا بلادنا تصدر الطاقة وهي تعيش في الظلام؟ لأن وزراءنا وحكومتنا تطبق محتوى الآية الكريمة "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"!
وماعليهش.. هذا العام نأكل دلاع بن عيسى سخون! ونشرب ماء سلال حميم! ونصلي التراويح وراء غلام الله على ضوء الشموع!

والجزائريون يستحقون كل هذا وأكثـر! فمن قال لهم تحرشوا بسوناطراك وسونالغاز وقولوا إن فيهما عمليات فساد؟! ألا يعلمون بالمثل الذي يقول: من يقول كليمة عليه أن يستعد للمبيت في الظليمة؟!
ومثلما بحث الجزائريون عن حل مشكلة الماء باللجوء إلى التخزين في الصهاريج، عليهم أن يلجأوا أيضا إلى حل مشكلة الكهرباء باللجوء إلى المولدات الخاصة، تماما مثلما كان الحال في بيروت الحرب الأهلية وفي بغداد المحررة من الأمريكان!

سعد بوعقبة