منارة كاب إيفي بمستغانم تنطفئ بعد 130 سنة من الخدمة

انطفأت منارة كاب إيفي بعد 130 سنة كان يعتمد البحارة والصيادون على أضوائها التي تشاهد من الساحل الإسباني حسب رواية البحارة بمستغانم، حيث تستعين بها السفن والبواخر في رحلاتها وأسفارها حتى لا تتيه في أعالي البحر.
الزائر لولاية مستغانم، وهو في طريقه إلى منطقة الظهرة والجهة الشرقية في اتجاه الشواطئ الذهبية بحجاج وكلوفيس ابن عبد المالك رمضان، وسيدي لخضر والميناء الصغير وأولاد بوغالم والبحارة وسيد عبد القادر ينبهر للعذرية التي مازالت تطبع هذا الساحل على امتداد 125 كيلو متر، ونقاوة وصفاء مياه البحر الممزوجة بزرقة السماء، ورائحة عطور البحر ومن خلالها خضرة غابات الصنوبر.
وعلى بعد 25 كيلو متر شرقي عاصمة الولاية على حافة الطريق الوطني رقم 11، تنتصب منارة إيفي التي يعود بناؤها للعهد الاستعماري، حيث أنجزت سنة 1878، ولها مكانة هامة كمعلم تاريخي بمستغانم. ويعد من أهم الإنجازات العمرانية في المنطقة.
تقع منارة كاب إيفي على سفح ربوة على ارتفاع 212 متر على مستوى سطح البحر، تشاهد على بعد 120 كيلو متر عندما يكون الجو في حالة صفاء.
لكن منذ عدة أشهر توقفت منارة كاب إيفي عن أداء وظيفتها البحرية بسبب عطب في نظام الإنارة، الذي يوجد في عطلة إجبارية، قد تكون طويلة المدى بعد لفه بغطاء بات إثـرها يشبه جثة ميت مرمية، بعد خدمة فاقت 130 سنة، ودون انقطاع أو توقف كلها آمان وضمان بخليج أرزيو ومستغانم الحساسين في مجال الملاحة البحرية. فبفضل منارة كاب إيفي كان يتم تحديد المنطقة البحرية الشرقية للساحل الوهراني، في الوقت الذي يقوم كاب كاربون بتحديد المنقطة البحرية الغربية.
وتبدو هيكل بناء منارة كاب إيفي منذ الوهلة الأولى للزائر، أنه يوجد في حالة إهمال، لولا وجود عناصر من أفراد الحرس البلدي الذين اتخذوا جزءا من الهيكل كمقر إقامة لهم للسهر على الهيكل خوفا من التخريب في العشرية السوداء.
عناصر الحرس البلدي الذين لم يبرحوا المكان منذ عقدين من الزمن، وبفعل تعود المسؤولين الجزائريين على الحلول السهلة والبسيطة والبريكولاج، تم وضع مصباح إنارة من الحجم الصغير على عمود الإشارة، إلا أنه يبدو أقل بكثير من حيث قوة الإنارة والفاعلية، ويكاد لا يظهر بصيص نوره الباهت الخافت، وتدخل بذلك إحدى أهم المنارات الموجهة لخدمة الملاحة مرحلة الإنعاش قبل الموت ويتحول الهيكل إلى أطلال.