هولندا تسحب قواتها من أفغانستان

تجرى الأحد مراسم تسليم القيادة في أورزجان في جنوبي أفغانستان من القوات الهولندية إلى القوات الأمريكية والأسترالية، لتنهي هولندا بذلك مشاركة قواتها العسكرية في أفغانستان، بعد أربع سنوات من انضمام نحو ألفي جندي هولندي إلى قوات حلف الأطلسي.
يأتي هذا في وقت تصاعدت فيه وتيرة الهجمات في أفغانستان خلال الشهور الأخيرة لتصل إلى أعلى معدلاتها في هذا البلد منذ احتلاله في أواخر 2001، الأمر الذي يشكل عامل ضغط قوي على الدول المشاركة في إطار "التحالف" الذي تقوده الولايات المتحدة.
تصريحات وداعية
وقال قائد الجيش الهولندي الجنرال بيتر فان أوم، إن قوات بلاده شاهدت الوضع الأمني يتحسن في أورزجان، لكنه أقر بأن "هناك الكثير لإنجازه" بعد الانسحاب.
وأوضح أن 24 جنديًا هولنديًا قتلوا خلال المهمة وأن 140 جرحوا. ومن بين القتلى ابنه الذي قتل في انفجار عند جانب الطريق في أبريل 2008.
وكان حلف شمال الأطلسي "الناتو" طلب من الحكومة الهولندية تمديد مهمة قواتها مدة إضافية لكن خلافًا كبيرًا وقع في صفوف الائتلاف الحاكم بشأن قرار التمديد الذي رفضه حزب "العمل" وانسحب من الحكومة، ما أدى إلى انهيارها في فبراير الماضي لتكون أول حكومة أوروبية تنهار بسبب الحرب على أفغانستان.
طالبان تهنئ
من جانبها، أعربت حركة "طالبان"، التي تقود المقاومة المناهضة للاحتلال الأجنبي لأفغانستان عن تهنئتها للهولنديين بمناسبة الانسحاب من أفغانستان.
وقال قارئ يوسف أحمدي، الناطق باسم "طالبان" لصحيفة "فولكسرانت" اليسارية الهولندية: "نريد أن نهنئ من كل قلوبنا مواطني وحكومة هولندا لما تحلوا به من شجاعة لاتخاذ هذا القرار المستقل"، وأضاف "نأمل أن تقتدي الدول الأخرى التي تنشر جنودًا في أفغانستان بمثال الهولنديين وأن تسحب قواتها".
يذكر أن هناك أكثر من 145 ألف جندي غربي ينتشرون في أفغانستان تحت مظلة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويساندون الحكومة المدعومة من الغرب ضد مقاتلي "طالبان".
وستراقب قوات (الناتو) بقلق الاهتمام الذي سيولى للانسحاب الهولندي، وردود الفعل التي قد تؤثر على إستراتيجيتها للشهور المقبلة، فيما يصر مسئولون في بروكسل على أن التحالف العسكري قوي مؤكدين أن القرار الهولندي بالانسحاب لم يشجع قوات دول أخرى على التفكير بالانسحاب.