ظاهرة سرقة السيارات في عين تادلس تحدث رعبا لأصحاب السيارات ...

صحيفة قوريناا/مبروكة الهوني وأيمن العرفي: سرقة السيارات صارت ظاهرة خطيرة تزداد تزايداً مستمراً في كل الأوقات لدرجة أصبح هناك عصابة من المافيا الفنية التي تحوم على مختلف الشوارع حيث اتخذوا أساليبهم المشينة لغرض إشباع أهدافهم الشيطانية دون مراعاة الحالة المادية لصاحب السيارة المسروقة.

بكل المقاييس هي جريمة حتمية من الجرائم التي تقع في البلاد بكثرة دون معرفة السارق و القبض عليه و الذي يتمادى بالسرقة بيديه الطويلتين خاصة فئة الشباب المراهقين العاطلين عن العمل الذين لا يجدون شيئاً أمامهم سوى هذه المهنة والتي يدفع من ورائها المسروق الثمن الكثير، بغض النظر عن المشاكل التي يتعرض لها، لأن وسيلة النقل تعتبر من أهم الوسائل الأساسية في هذه الحياة التي توفر له الوقت والجهد وصرف المال في سيارات الأجرة أو تأجير السيارات إذا لم يتوفر له المركوب.

وهذه الظاهرة الإجرامية لا تقتصر على جهة واحدة أو مدينة معينة ولكن نجدها منتشرة في كل بلدان العالم دون تخصيص موطن أو مدينة واحدة بحد ذاتها ، لكن ما هو السر في زيادة ظاهرة سرقة السيارات وانتشارها؟ ومن هم هؤلاء اللصوص الذين يشكلون دائرة متكاملة ؟ وهل نستطيع أن نقضي على هذه الظاهرة؟

نحاول في التحقيق التالي أن نضع إجابات لكل التساؤلات:



أسباب تفشي الظاهرة:

تتعدد الأسباب بكثرة في طرح السؤال المتكرر عن أسباب وقوع الظاهرة وهي البطالة التي تحتل الرقم القياسي الأول حيث إن الفراغ وخلو الشباب من الوظائف هو ما دفعهم لارتكاب هذه الجرائم وخاصة فئة المراهقين لأنها الفئة الغالبة بذلك، كما إن ضعف الجانب الديني وانعدام التربية والرقابة الأسرية يشجع الشباب على ارتكاب هذه الأفعال ، ومن جانب آخر عدم اهتمام الجهات الأمنية اهتماماً كاملاً بتلك المسروقات في نفس الوقت الذي يتم التبليغ فيه. كما أن سوء الحالة المادية والمعيشة تجعل الإنسان أحياناً يقتحم باباً من أي جهة المهم أنه يتم توفير المال من أجل العيش بمال الحرام أفضل من الموت جوعاً.

كما إن سبب ازدياد هذه الظاهرة هو ارتفاع الأسعار الذي جعل هؤلاء البشر يسعون من أجل الكسب المادي بأية وسيلة ، فصارت السيارات هي الرزق الوحيد الموجود أمام أعينهم في كل وقت ومكان صباحاً ومساءً دون وجود وقت محدد ، وقلة وجود الجراجات وعدم توفيرها له دور كبير وفعال في خطف السيارات كسرعة البرق.



أماكن وقوع السرقة وأوقاتها:

تكثر حالات سرقة السيارات في أماكن الازدحام من الأسواق العامة وكثرة المحلات التجارية خاصة في فترة انشغال صاحب السيارة بأعمال أخرى كما إن سوق الخضرة الذي تحدث فيه السرقات بشكل ليس له مثيل كذلك الضواحي الهادئة التي توجد بها السيارات دون رقيب أو حسيب تمثل الفرصة الكافية لأي لص يمارس السرقة بمنتهى الهدوء والراحة.

وبعد سرقتها لا يمكن أن تميز بين سارق السيارة وصاحبها كما نفيدكم بالقول بأنه أكثر أوقات سرقة السيارات في وقت الصباح الباكر والناس نيام أو في فترة الظهيرة عندما يكون معظمهم منشغلين بالنوم وهم منهكون من أعمالهم أو في فترة بعد منتصف الليل عندما تكون القطط فقط تتمشى في الشوارع الهادئة.

أما بالنسبة لفترة المساء أي بعد أذان صلاة العصر أو على أذان المغرب لا يسترعي السارق بفعلته الانتباه لأن الشارع يتحرك بكثرة من الناس القادمين والذاهبين إلا القليل القلة منهم الذين تكون لديهم الخبرة الكافية فلا يهمهم الوقت فالسارق الجريء أحيانا يسرق سيارة وصاحبها موجود في نفس المكان دون أن يأخذ أي شيء في عين الاعتبار.



الغرض من السرقة:

في أحيان قليلة جداً تسرق السيارة لغرض التنزه والفسحة مع الأصدقاء والصديقات من سن المراهقين المنحرفين وبعد قضاء أوقاتهم يمكن أن نجد السيارة متروكة في أحد الشوارع أو المناطق البعيدة فهو في هذه الحالة لا يستطيع غيارها أو بيعها بسهولة والسبب أنه سيتم كشفه بسهولة لعدم امتلاك خبرة كافية فلو استطاع لما تأخر عن ذلك وبالتالي سوف تصبح وسيلة ترفيهية يتم فعلها متى شاء.

الغرض الآخر هو بريء جداً وهو سرقة مسجل السيارة أو الأشياء التي بداخلها سواء أكانت موجودة على “الطبلون” أو في أدراج السيارة وبالتالي يكتفي السارق من سرقة أشياء خفيفة يستطيع حملها بسهولة ودون أن يشعر به الناس بأنه قد سرق هذه المعدات من أحد وبالتالي يبدأ بتجميع المسجلات والمعدات الأخرى بأكبر قدر ممكن ومن ثم ينطلق لبيعها في سوق الجمعة أو سوق الحديقة بعد إجراء بعض التعديلات فيها إذا لزم الأمر ، وأحياناً يقع جهاز التسجيل المسروق في يد صاحبه دون أن يعلم أنه نفس الجهاز الذي سرق منه.

سارق الإطارات وهو متميز عن باقي زملائه السارقين وكل ما عليه فعله هو أخذ تلك الإطارات بخفية متناهية وبيعها في أحد المحلات المختصة.

السارق الأكثر جرأة وخبرة هو الذي يسرق الجمل بما حمل فسرقة السيارة بالكامل أفضل من أن يضيع وقته في فك إطارات السيارة أو جهاز التسجيل فركيزته الأساسية هي الهروب بهذه السيارة المسروقة في مكان بعيد لا تراه زرقاء اليمامة فيبدأ بفك أجزائها قطعة قطعة من قبل شخص مختص بذلك فكثيراً ما تصبح السرقة مشتركة بين شخصين الأول يسرق والثاني بخبرته يقوم بفكها حتى تتغير ملامحها وتطمس معالمها أو أحياناً سرقتها وتحويلها إلى سلخانة السيارات ليتولى خبراؤها تفكيكها بالكامل ومن ثم بيعها كقطع غيار يصعب التعرف عليها.

والأخطر من ذلك عندما يتم سرقة السيارة واستخدامها في جرائم القتل وتهريب المخدرات والاغتيالات وبعد ما يتم القبض على السيارة وهي فارغة يصبح صاحبها في سؤال سين وجيم.

وقد يتم سرقة السيارة وتغيير شكلها الداخلي والخارجي بالكامل من حيث لونها ورقم الهيكل والمحرك فهم متخصصون في هذه الجرائم بل هم عصابات متخرجة من سرقة السيارات الثمينة فهم يزورون أوراقها ثم يبيعونها ولكن هذا لا يكون منتشراً بكثرة فهو قليلا ما يحدث لأن الجهات الأمنية سرعان ما تشعر بذلك على الفور فيتم القبض على هؤلاء المجرمين. الحد من السرقة: يمكننا أن نقلل من الظاهرة ولو قليلا لأن انعدامها من وجه الأرض أشبه بالمستحيل حيث إن هناك عدة طرق لو اتبعناها يمكن أن تخفف من انتشارها ولو بجزء بسيط وهذه الطرق هي: تعيين حراسة لكل مجموعة من ملاك السيارات المقيمين في منطقة واحدة.

التحقق من إغلاق السيارة بعناية ووضع الغطاء عليها بدقة حتى يصعب على السارق الوصول إليها بسهولة.

تركيب أجهزة إنذار في كل السيارات حتى ولو كانت مصدراً للإزعاج.

عدم ترك مفاتيح السيارة بداخلها حتى لا يتم عمل مفتاح مصطنع آخر.

الإبلاغ عن أي سيارة تجدها مركونة في أي شارع دون صاحب.

التأكد من إقفال أبواب السيارة واستبدالها بأخرى جديدة إذا بدأت في التلف.

عدم ترك السيارة مفتوحة تشتغل وهي واقفة خاصة في مناطق الازدحام.

سرعة الإبلاغ عن السيارة المسروقة بصورة سريعة في كل مراكز الشرطة قبل أن يتم التصرف فيها ونشر ذلك في الإذاعات المحلية.
سرقات من واقع الحياة:
م.ت.ف يقول: بأنه كان في حالة مستعجلة جداً فنزل إلى أحد المحلات للمواد الغذائية لشراء غرض ما تاركاً السيارة والمفتاح بداخلها وعندما خرج تفاجأ بعدم وجود السيارة بهذه السرعة المرعبة فتخيل هذا المواطن أنه قد دخل من باب آخر غير باب المحل الذي دخل منه لعله ترك سيارته في الجهة الأخرى. أسرع المواطن بإبلاغ مركز الشرطة وكل أقاربه وبالفعل قد تم العثور عليها مركونة في أحد الشوارع بمساعدة أحد أصدقائه ولكن لم تكن السيارة كما هي بل تم سرقة المسجل وبعض الأشياء الموجودة داخل السيارة ولكن على حد قول هذا المواطن إن الأشياء التي سرقت لاتهمه بقدر اهتمامه بالسيارة.

ع.ع.ف: سرقت سيارته وهو في طريقه إلى العمل حيث تعطلت سيارته في منطقة هادئة جداً فترك سيارته وذهب ليبحث عن أحد يساعده وعندما رجع لنفس المكان لم يجد السيارة. قام بإبلاغ مراكز الشرطة ليلتحقوا بالسارق قبل فوات الأوان ولكن بالفعل قد فات الأوان لأن السارق قام بفعلته وأسرع في تفكيك السيارة إلى عدة قطع يصعب التعرف عليها حتى لو رآها صاحب السيارة.

و.ف.ع: ضاعت سيارته في يوم الجمعة عندما كان يصلي في أحد الجوامع وبعد انتهاء الصلاة خرج هذا المواطن ليعود إلى منزله بالسيارة ولكنه اصطدم بعدم وجودها أمام المكان الذي توقفت فيه فأبلغ الناس بأن سيارته سرقت وقد تم البحث عنها في المنطقة لكن دون جدوى فإن السارق قام بفعلته وفر هارباً وإلى الآن لم تظهر أية معلومة عن وجود تلك السيارة.
يوم الاثنين الماضي 23/08/2010م في مدينة عين تادلس سرقت سيارتان الأولى من نوع R4 من أمام مصلحة الضرائب بمقر دائرة عين تادلس القديم والثانية CONGOO من وسط المدينة بعد نزول صاحبها وابنه لشراء حاحيات رمضان ...يظهر أن السارق في الحالة الأولى والثانية جريء ومتخصص وصاحب خبرة عالية ،بحيث استطاع أن يسرق الأولى رغم إحكام غلقها وأمام مكتب صاحبها ، والثانية في رمشة عين وغفلة صاحبها اختفت السيارة ...عجب ....

أ.م.م مواطنة تقول: بأنها قامت بشراء سيارة جديدة ولم يمض على شرائها أسبوع واحد إلا وقد سرقت منها في أحد الشوارع المزدحمة بشارع جمال عبد الناصر عندما نزلت لأحد المحلات لتشتري أغراضها فلم تجد سيارتها مركونة في مكانها وعندما قامت بالبلاغ اتهمها رجال المركز بالإهمال بتركها مفتوحة والمفتاح بداخلها لكنها قالت بأنها لم تكن متوقعة بأن يقوم السارق بسرقتها في عز النهار أمام أعين الناس ، لذلك دخلت إلى المحل لأشتري أغراضاً، وأضافت قائلة: أدركت الآن أن السارق لا يتقيد بوقت أو مكان معين بل الخبرة الفنية في السرقة تجعله يتمكن من النشل دون خوف أو تردد لكنها حمدت ربها بأن سيارتها أعيدت لها في ظرف عشرة أيام بمساعدة رجال الأمن.

ظاهرة السرقة انتشرت بسرعة , في مستغانم بالامس شاهدت تجرأ سارق على سرقة حلي امرأة أمام زوجها و بوسط المدينة بالضبط بالكوليزي , أظن أن السراق أصبحوا لا يخشون شيئا و الدليل على ذلك الدولة كل يوم تنشأ جهاز لمحاربة الفساد , فالسارق الصغير يقلد الكبير فالكبير يسرق أموال الشعب جهارا نهارا و لامحاسب.

اعتقد ان ممرسة السرقة في العصر الحديث اوفى زمن الخوصصة الجديد ليس بدافع البطالة او الحاجة ....قدر ماهو فعل مرضي نفسي غير قادر على فهم طبيعة الواقع بشكل الصحيح ,فالمعني لا يملك ادنى فكرة او تقاليد عن الحياة العملية التى تبدو له لا تتحقق الا من خلال الممنوعات وان العمل الشرعي او التاريخي التقليدي لا يحقق له اهدافه ,وهو في الحقيقة ضحية تجربة اجتماعية سلبية غير قادرة على فهم وضعها الجديد"الخوصصة او القادرون على الفعل" .

السارق كداب وفاشل غير قادر على الفعل يبرر فعلته بالبطالة وهو لا يعلم بأنه من اخترع ارقام البطالة كان قصده ليس دفع الناس الى السرقة بل الى المنافسة وتهديب النفس....

من يتعاطف مع السارق ويدافع عنه على انه بطال او يتحجج بأي حجة انا شخصيا اعتبر هده خيانة في حق المجتمع وتعميقا للمأساة,