الوطنيه بين ميزان القوميه والشرع الحنيف

ما هى الوطنيه والقوميه ؟
ارتباط الإنسان بوطنه وبلده، مسألة متأصلة في النفس، فهو مسقط الرأس، ومستقر الحياة ومكان العبادة ومحل المال والعرض ومكان الشرف على أرضه يحيا ويعبد ربه ومن خيراته يعيش ومن مائه يرتوي وكرامته من كرامته وعزته من عزته به يعرف وعنه يدافع والوطن نعمة من الله على الفرد والمجتمع ومحبة الوطن طبيعة طبع الله النفوس عليها
ولكن هل حب الوطن من الايمان ؟
طبعا لا يوجد حديث بهذا السياق ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم
وللعلم من الممكن العثور على هذا الحديث فى السلسله الصحيحه لسعد زغلول او بن بيلا او ناصر او الملك حسين او راوى اخر مثلا .
ولكن لا يمكن ابدا ان يفوق الانتماء الوطنى الانتماء الدينى ولا يساويه ابدا فى ميزان الولاء والانتماء!
وماذا جلب لنا الانتماء الوطنى على الانتماء الدينى
لقد جلبت الينا تفضيل الوطنيه القوميه على الدين اربع كوارث
1- الشعوبيه
وهى حركات وطنيه اودت بدوله الاسلام الى المهالك منذ ثوره الزنج ثم ثوره بابك وثوره الاسماعيليه وثوره اسماعيل الصفوى الفارسيه وحتى ثوره محمد بن سعد بن مردنيش فى الاندلس التى ساهمت بافول شمس الاسلام فى اوروبا قاطبه !
2- القوميه
وهى نزعه نادى بها بعض البهلوانات من حكام العرب لتكون بديلا عن الدين وكانت هذه النعرات القوميه مغلفه بمبادىء شيوعيه جاءت من اجل هدم الافكار الاسلاميه التى برزت الى سطح الاحداث عقب احتلال فلسطين واحلال افكار هدامه اخرى اتت بثورات خاسره للامه مثل ثوره البعث فى العراق وسوريا ولبنان وزعيمها ميشيل عفلق وفى مصروليبيا بالاشتراكيه فى عهد ناصر وفى تونس والجزائر بافكار ثوريه مخادعه جائت بعملاء على حساب شهداء اطهار ومثلا فى فلسطين كانت كل حركات المقاومه ابتداء من منظمه التحرير حتى الجبهه الشعبيه كانو تحت لواء ورايه وافكار الشيوعيه !
يقول البروفيسير الفرنسى المسلم
روجيه جارودى
ان الافه التى خلفها الاستعمار وقام بزرعها بنفسه فى الكيان العربى هى (القوميه الوطنيه )
لماذا
يقول جارودى
(ان العرب لم يكن ابدا من السهل توحيدهم او جمعهم تحت لواء واحد الا بواسطه الدين لانهم بطبيعتهم لا يؤمنون الا بالعصبيه القبليه )
ويقول العلامه ابو الحسن الندوى
(ان العرب لن تقوم لهم قائمه الا اذا وضعوا شعاراتهم الوطنيه تحت اقدامهم ورفعوا رايه الدينيه )

3- التشرزم والتفرق
وسببه السياسات والشعارات التى انتهجتها تلك الانظمه ووصل الحال الى ان دول عربيه اصبحت تقاطع دول اخرى من اجل ارضاء (امريكا وفرنسا واسرائيل ) واصبحت تلك الدول اقرب الىهم من كل بلاد العرب
وراينا دول عربيه تمول حركات تحرريه على حساب دول عربيه شقيقه مجاوره
4-عداوه الاصوليه الاسلاميه
لقد اعتبر الوطنيين ان اى اسلامى فى العالم ما هو الا رجل متطرف يريد ان يرجع العالم الى ركوب الابل والعيش فى الخيام والشرب من الابار ولبس العمامه والجلباب وجلد من يحلق لحيته ورجم وجلد من لا ترتدى النقاب واستحياء اهل الذمم الاخرى الذين يعيشون معنا وهتك اعراضهم وسلب اموالهم تحت زعم الاسلام
لقد اعتبر الوطنيين والعلمانيين ان الاصولين الاسلامين هم
(خوارج القرن العشرين )
لقد وصل الحال الى بعض المسلمين انه اصبح يرى الرجل المسلم الملتحى هو رجل يخبىء قنبله ويحمل رشاشا وهى الصوره التى جاهد الامريكان على تصوير العرب بها وليس التيار الاسلامي فقط
ان صوره مجاهدى طالبان اصبحت تلحق العار بالمسلمين واخذ الجميع يقول لا لسنا مثل طالبان
مع العلم ان طالبان تحارب لتحرير ارضها وجميعنا حارب من اجل تحرير ارضه من الاحتلال
وللاسف الشديد ان نابليون حاكم فرنسا وضع خطه فى الشرق اسمها تنويم الشعوب وهى عباره عن
كلمه مرادفها جميل وهى
الاستعمار بدلا من الاحتلال فمثلا كان يوهم الجميع انه اتى للاستعمار لا للاحتلال وهذه الكلمه معناها جميل فهى تاتى من العمار والتعمير واضافه حرف السين فى الكلمه تعنى الاستمرار
وكانت هذه كارثه كبرى عندما نرى طبقات المثقفين امثال لويس عوض واحمد لطفى السيد وزكى نجيب محمود عندما يقولون ان فائده الحمله الفرنسيه على مصر كانت عظيمه فيكفى انهم اتوا الينا (بالمطبعه )
وهؤلاء من اشد الناس باسا على اى فكر دينى او اسلامى وكلهم من اوباش الكتاب والمثقفين .
المهم
ما هو منظور الوطنيه

أما الوطنية فقد تحولت إلى عقيدة تزاحم التوحيد ، وتقدم على مقتضياته
القومية تقول يجب أن يجتمع العرب على قوميتهم ويقدمون ذلك على ا لدين .
الوطنية تقول يجب أن يجتمع أهل الوطن الواحد على وطنيتهم ويقدمون ذلك على الدين

القومية تقول إن الكافر يوالي إن كان معنا في القومية والمسلم يعادى إن كان ليس معنا في القومية
والوطنية تقول الكافر يوالى أن كان معنا في أهداف الوطن ، والمسلم يعادى إن كان ليس معنا في أهداف الوطن حتى لو كانت أهدافه للاسلام.
القومية تقول الاطار الاول الذي يجمعنا هو كوننا عربا ليس كوننا مسلمين ، والوطنية تقول الاطار الاول الذي يجمعنا هو كوننا أهل وطن واحد ليس كوننا مسلمين
القومية تقول نقاتل باسم العروبة وليس الاسلام إلا إذا كان الاسلام تبعا ، و الوطنية تقول نقاتل باسم الوطن وليس الاسلام إلا إذا كان الاسلام تبعا.

القومية تقول نهضتنا تكون باسم القومية وليس الدين إلا أن يكون تابعا ، والوطنية تقول نهضتنا تكون باسم الوطنية وليس الدين إلا أن يكون تابعــا.

القومية تقول تجتمع كل الطوائف مسلمهم وكافرهم على مبدأ القومية فهم إخوان في القومية لاتفرقهم الاديان ، والوطنية تقول تجتمع كل الطوائف مسلمهم وكافرهم على مبدأ الوطنية، فهم إخوان في الوطنية لاتفرقهم الاديان .

القومية تقول إذا كان عز الاسلام لايكون إلا بأن نضحي بمبدأ القومية فنضحي بعز الاسلام ولانضحي بالقومية ، فالقومية قبل كل شيء ، حتى قبل الدين ، والوطنية تقول إذا كان عز الاسلام لايكون إلا بأن نضحي بمبدأ الوطنية ، فنضحي بعز الاسلام ولانضحي بالوطنية ، فالوطن قبل كل شيء ، حتى قبل الدين
ويقول الاعمى طه حسين
لوكان ديننا سيقف بيننا وبين فرعونيتنا لنبذناه
وبعد ذلك نعتبره عميد الادب العربى
اما الوطنيه فى الاسلام فتعنى
ان يكون الدين مقدما على اى فكر او شعار او منهج وان تكون الوطنيه احدى اضلاع الدين ويتم صهرها فى داخله من خلال عمل مجتمعى نافع وينهض بالامه فى اطار شرعى ومتقدم لاخذ يد جميع الاقطار المسلمه وتكون جميعا يدا بيد وتحت رايه وشعار واحد
واليكم هذه القصه التى يرويها لنا ايدين رئيس وزراء بريطانيا فى مذكراته يقول
(لقد كنا نسمع خطب ناصر عبر الاثير وهو يهتف للقوميه والوطنيه وينادى بها وكنا فى غايه السعاده لان مشكلتنا كانت فى النزعه الدينيه لا فى القوميه والوطنيه ).

اسف للاطاله !

شكرا لك جزيل الشكر اخي احمد موضوعك رائع
انا لا اجمالك ولكن اسمح لي ان اقول لك انني التمس الابداع في مواضيعك