- المحترفمشرف منتدى أخبار و تاريخ مستغانم
- عدد الرسائل : 1490
نقاط : 2747
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 20/06/2008
نظرة عامة عن تاريخ العراق وعلاقته بإيران
الجمعة 08 أكتوبر 2010, 15:10
نظرة عامة عن تاريخ العراق وعلاقته بإيران
قد يتحير الباحث وهو يكتب عن تاريخ العراق بمَ يبدأ ؟ وأين ينتهي ؟ فالعراق بلد يختلف عن غيره من بلاد العالم لما له من أهمية بين الدول العربية بشكل خاص، وجسد العالم الإسلامي ككل .فهو أحد الأمصار الإسلامية ذات الأهمية الخاصة إذ أن أرضه مقرونة بالفتوحات الإسلامية الأولى ، وما دار عليها من معارك حاسمة في تاريخنا الإسلامي، والتي هي من مفاخرنا ، ونتاج العقيدة ، وعلى أرضه جال أعداد من الصحابة الكرام، وقد رُويت هذه الأرض بدماء بعضهم فضمتهم شهداء في بطنها، ومنهم من أقام واستقر، ومنهم من عاد ورحل عنها بعد أن خلد اسمه في ميادينها. وعلى أرض العراق قامت الدولة العباسية إحدى الدول الإسلامية العظمى التي كانت حاضرتها بغداد محط أنظار العالم يومذاك، ومهوى قلوبهم لما قدم أبناؤها من حضارة، وما شادوا من مجدٍ، وكل ذلك لا يزال مطبوعاً في نفوس المسلمين على مر الدهور وتعاقب السنين .وتعود أهمية العراق بكونه يشغل مركزاً مهماً، فهو يؤلف قسماً أساسياً من الجناح الشرقي، وتحجزه الجبال عن بقية البلدان الآسيوية، فهو يسند ظهره على تلك الجبال ويتجه بنظره نحو الغرب والجنوب الغربي حيث يعيش الشعب العربي في أقاليمه المتعددة. فإذا ألمّت بالعرب نازلة اتجهوا نحو العراق، وإذا حلّت بالمسلمين مصيبة نظروا إلى العراق فشمخ بتاريخه وأعلن أنه لها، وخاصة أن أهله أصحاب شكيمة وبأس ومروءة ونفوس أبية[1].وقد كان العراق – منذ القدم – الحد الشرقي للثقافة السامية يجابه ثقافة أخرى قوية هي الآرية. فهو لذلك ساحة صراع اجتماعي بين السامية والآرية منذ فجر السلالات. ثم صار العراق الحد الشرقي للثقافة العربية حفيدة الثقافات السامية ووريثتها تجاه الأعجمية. فهو لذلك ساحة صراع سياسي ثقافي بين العرب والعجم منذ ظهور العرب على المسرح في دولتهم المركزية الجديدة في ظل الإسلام.ومن الممكن بسهولة استعمال عبارة الحروب العراقية الإيرانية التي تستخدم عند السياسيين والإعلاميين لوصف تاريخ البلدين المتجاورين. فقد كان هذا التاريخ الذي يمتد إلى أكثر من أربعة آلاف سنة قبل الميلاد مخضباً بدماء الجنود العراقيين الذين دافعوا عن حدودهم الشرقية ضد هجمات الأقوام التي سكنت مناطق جبال زاجروس وفوزستان المتاخمة للحدود العراقية.ومن عجائب حقائق التأريخ أنه لم تنشأ حضارة في العراق قط إلا وكانت نهايتها على يد الفرس أو الغزاة القادمين من الشرق! فسومر دمرها العيلاميون وأحرقوا عاصمتها (أور) عام (2006ق.م) وقادوا الملك العراقي (آبي سين) أسيراً إلى عاصمتهم (سوسة) وكانت مأساة ظل العراقيون يذكرونها بالأسى والحزن مئات السنيين. وكذلك (أكد) و(بابل) و(الحضر) و(أشور) وآخرها (الحيرة) إذ كانت نهاية ملكها (النعمان بن المنذر) علي يد (كسرى أبرويز) أو (كسرى الثاني).ولما جاء الإسلام وقامت حضارته في العراق كانت نهاية عاصمتها (بغداد) على أيدي المغول، ولكن بتخطيط وتحريض من الوزير الفارسي (ابن العلقمي) وتعاونه مع وزير هولاكو (نصير الدين الطوسي) الفارسي! بعد أن قضى الفرس في تآمرهم ضد دولة العرب أو دولة الإسلام ستة قرون ونصف خاضوا خلالها مئات الثورات والحروب، وحاكوا آلاف الدسائس، وسفكوا أنهاراً من الدماء، وأهلكوا الحرث والنسل، وأشاعوا الفساد، ودمروا البلاد واستعبدوا العباد !ولو أخذنا نبذة مختصرة من تاريخ العراق على مر العصور لأدركنا قيمته وعمقه التاريخي الذي تمتد جذوره لتصل إلى آلاف السنين، وكيف كان العراق بين الدول قديماً وحديثاً مصدر الإشعاع العلمي والفكري والنهضوي، وهو أول البلاد وعلى رأسها ثقافة وحضارة، وقد قامت على أرضه أولى الحضارات – الحضارة السومرية – (3700 – 2350 ق.م) وقد شارك السومريون في بناء تلك الحضارة بالخط المسماري وأسسوا العديد من المدن مثل مدينة (أوروك) في نهاية الألف الرابعة قبل الميلاد. حتى امتد تأثير الحضارة السومرية إلى العلاميين في إيران، وبلاد الأناضول في مصر. وقامت على أرض العراق: الدولة الأكدية، ويرجع أصل الأكديين إلى العرب المهاجرين من شبه الجزيرة العربية. وكذلك قامت على أرض العراق دولة البابليين الأولى حيث استمر توافد العرب العموريين إلى بلاد ما بين النهرين بعد سقوط الدولة الأكدية السومرية المشتركة وأنشأوا العديد من الدويلات مثل دولة آشور وآيسن ولارسا وبابل التي استقلوا بها. وتمكن العموريون في بابل من السيطرة على كامل منطقة ما بين النهرين، واشتهر منهم الملك حمورابي صاحب شريعة حمورابي الشهيرة. وسقطت الدولة البابلية الأولى على أيدي الكاشيين سنة 1594 ق.م، ثم قامت على أرض العراق الدولة الآشورية وهم قبائل عربية استقرت في منطقة نهر دجلة وأسسوا مدينة آشور. وفي القرن الثاني عشر قبل الميلاد كان العراق مقسماً بين الآشوريين في الشمال والكاشيين في الجنوب. ثم تعرضت الدولة الآشورية إلى اضطرابات داخلية وغزو خارجي أدى إلى سقوطها على يد البابليين بقيادة (بنوبولاسر) الميديني سنة (621ق.م) ثم خلف (بنوبولاسر) على حكم الدولة البابلية الثانية ابنه نبوخذ نصر الثاني (بختنصر) الذي كان حكمه ما بين (605 – 562 ق.م) وقد قام نبوخذ نصر بإجلاء اليهود من فلسطين في السبي الأول سنة (597 ق.م)، وفي السبي الثاني الذي قاده بنفسه سنة (586 ق.م). وخلف نبوخذ نصر بعد وفاته ملوكاً ضعفاء إلى أن قضى كورش الأخميني الفارسي على الدولة البابلية الثانية سنة (539 ق.م). وقد اتخذ كورش الأخميني مدينة بابل عاصمة ملكه، واستمر الفرس يسيطرون على العراق حتى هزمهم الاسكندر الأكبر سنة (321 ق.م) وبقوا حتى سنة (141 ق.م) ثم جاء البارثينيون ويعود أصلهم إلى إيران، واستقرت بلاد ما بين النهرين في عهدهم. واستمرت دولة البارثينيين حتى تم إسقاطها على يد الساسانيين سنة (224ق.م)، وقد عين الساسانيون ملكاً عربياً من أسرة اللخميين من قبيلة تنوخ لينوب عنهم في إدارة العراق، وفي سنة (602 ق.م) عين الساسانيون حاكماً فارسياً استمر في حكم العراق حتى انهزم الفرس على أيدي المسلمين في معركة القادسية بقيادة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) سنة (14هـ) في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وسقطت المدائن، والملاحظ أن فتح العراق وحده استغرق سبع سنوات، فقد بدأ في محرم (12 هـ)، وانتهى فعلاً في سنة (19هـ) بموقعة نهاوند التي تسمى فتح الفتوح، وقد كان فتح العراق من أعسر الفتوحات الإسلامية نظراً لصعوبة الأرض ومجاري المياه. وقد قدم المسلمون خسائر كبيرة؛ لأن العراق كان في أغلب أحواله تابعاً لدولة الأكاسرة الفرس، وكان الجزء الجنوبي من بلاد ما بين النهرين، وكانت جزءاً من الدولة الفرس، بل كانت هناك عاصمتها، وهي طيشفون التي سماها العرب المدائن إلى الجنوب. وسكان هذه المنطقة من أهل العراق القدامى من بابليين وآشوريين وكلدان، وكانوا خاضعين لسلطان فارسي ثقيل الوطأة، وتخليص هؤلاء من السلطان الفارسي كان في الحقيقة من أكبر أهداف الفتح الإسلامي، فقد كان المسلمون يريدون تخليصهم من نير الفرس وعرض الإسلام عليهم، وهذا هو الذي حدث بعد أن قضى المسلمون على السلطان الفارسي، وأزالوا دولة ساسان، فقد عرف أهل العراق الإسلام وتركوا ما كانوا عليه من زرداشتية ومانوية ودخلوا فيه، وهاجر إلى بلادهم كثير من العرب، واستقروا في الأرض إلى جانب أهل العراق، وبدأ الاحتزاز الذي نشأ عنه في النهاية أهل العراق المستعربون، ثم العرب المسلمون. ولقد فتح المسلمون العراقَ بتوجيه من الخليفة الراشد أبي بكر (رضي الله عنه) حينما ولى خالد بن الوليد قيادة الجيش سنة (12هـ) ففتح مع قواده ذات السلاسل والإبلة التي كانت آنذاك تسمى – فرج العراق – (أي مدخله) وكانت مَسلحةً للفرس. ثم فتحت الحيرة، وفتحت ألَيْس على نهر الفرات ثم تقدم خالد إلى الأنبار على شاطئ الفرات الشرقي ففتحها، وكانت موضع أهراء الفرس (مخازن الغلال) ومنها كانوا يعطون أتباعهم من العرب من المناذرة وغيرهم. وبعد رحيل خالد إلى الشام تولى المثنى بن حارثة قيادة فتوح العراق بأمر أبي بكر (رضي الله عنه) في سنة (13هـ) وفي خلافة عمر بن الخطاب أرسل أبا عبيد بن مسعود الثقفي فعمل المثنى تحت قيادته. والتقى المسلمون بالفرس بقيادة (بهمن جاذويه) وكثر القتل في المسلمين فأرادوا التراجع عبر الجسر فإذا به مقطوع، حيث قطعه واحد من المسلمين ليحول بين المسلمين والفرار، فغرق من المسلمين الكثير، وكانت هزيمة كبيرة. ولهذا تسمى هذه الواقعة بواقعة الجسر، وسكت عمر عن بلاد الفرس فترة طويلة، ثم جعل يدعو المسلمين ويرغبهم في حرب الفرس فعادت الجموع إلى ميدان الفتح في فارس. وقد التقى المسلمون مع الفرس في قتال عنيف قتل فيه من المسلمين خلق كثير فيهم مسعود بن حارثة أخو المثنى . وانتصر المسلمون وقُتل مهران. وقد أعاد انتصار البويب إلى المسلمين ثقتهم بأنفسهم بعد هزيمة الجسر. وكان ذلك في شهر رمضان سنة (13هـ) وبدأ الفرس يحشدون حشودهم لهجوم مضاد كبير، فارتد المسلمون إلى الضفة الغربية، وفكر عمر أن يتولى فتح فارس بنفسه، ثم انتهى أمره إلى اختيار سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) ، فسار إلى العراق واستقر في الثعلبية ثلاثة أشهر حتى تلاحق به الناس، ثم قدم العُذَيب في سنة (15هـ). وأقبل رستم بقوات الفرس فنزل يُرس، ثم سار فأقام بين الحيرة والالسيلحين أربعة أشهر وكتب سعد إلى عمر فأمده برجال من الشام. وكان اللقاء في القادسية في شهر شعبان سنة (15هـ)، ودام أربعة أيام، وانتهى بنصر حاسم للمسلمين وقُتل رستم، وقُتل من المسلمين نفر منهم سعد ابن أبي عبيد الأنصاري فحزن عليه عمر حزناً شديداً.وبعد هذا النصر الحاسم دخل المسلمون المدائن وتراجعت فلول الفرس إلى المدائن، وهي مجموعة مدائن صغيرة كانت تسمى طيشفون أولاها من الجنوب بهرسير. فاقتحمها المسلمون في صفر سنة (16هـ) ثم عبروا دجلة على ظهور الخيل فاقتحموا المدائن، ودخلوا إيوان كسرى في صفر سنة (16هـ). وهرب كسرى مع كبار رجاله، وحمل معه بيت ماله وخزانته ونساءه وذراريه ثم كانت المعركة التالية في جلولاء، وكان يقود الفرس مهران الرازي، وكان يقود المسلمين من قبل سعد هاشم بن عتبة بن أبي وقاص فهزم الفرس، فانتقلوا إلى حلوان، وتبعهم المسلمون ففتحوها، وفتحوا بقية بلاد السواد أي العراق وأسلم الكثير من الدهاقين فتركهم عمر (رضي الله عنه) على ما هم عليه. وبهذا الإنجاز العظيم يكون العراق قد فتح صفحة جديدة مشرقة من تاريخه يستحق بأصله العربي تاركاً خلفه صفحة سوداء مشوهة من صفحات الاحتلال والهيمنة الفارسية.وبعد انتهاء العصر الراشدي وقيام الدولة الأموية (41 – 132هـ)، تحول العراق إلى حكم الأمويين وصار ولاتها يعينون من دمشق عاصمة الدولة الأموية، وشهد العراق إبان الحكم الأموي العديد من الحروب بين مؤيدي أبناء علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) وبين الدولة الأموية، واستمر العراق يدين للأمويين إلى أن قامت الدولة العباسية عام (132هـ).وبعد قيام الدولة العباسية انتقلت إدارة الدولة الإسلامية للعراق بعد أن كانت في دمشق، وتألقت بغداد التي بناها العباسيون لتصبح عاصمة العلم والترجمة عن مختلف الحضارات السابقة التي كانت تتم في بيت الحكمة الذي أسسه المأمون. وبرزت في الدولة العباسية العديد من الأسر التي يرجع أصلها إما إلى العرب مثل بني المهلب، أو إلى الفرس مثل البرامكة، والسلاجقة الذين حكموا باسم السلطان وتعرض العراق في عهد العباسيين إلى العديد من الثورات والحروب الداخلية إلى أن سقط على يد القائد المغولي هولاكو خان سنة (656هـ)، وقد دخل المغول بغداد بعد أن استسلم الخليفة العباسي المستعصم الذي لقي حتفه بعد خمسة أيام من دخول المغول. وتعرضت بغداد للهدم والسلب وأهلها للقتل. وقسم المغول العراق إلى منطقتين جنوبية وعاصمتها بغداد وشمالية وعاصمتها الموصل، ويدير المنطقتين حاكمان مغوليان ومساعدان من التركمان أو الأهالي الموالين. وفي الفترة ما بين (1393 – 1401م) هجم المغول التيموريون بقيادة تيمورلنك على العراق ونهب بغداد التي كانت عاصمة له ثم سلم أمرها إلى المجموعات التركمانية التي عاشت متصارعة إلى أن سيطرت الأسرة الصفوية (من التركمان) على مقاليد الأمور في العراق سنة (1508م)، واستمروا يحكمون بغداد حتى أخرجهم العثمانيون الأتراك سنة (1534هـ).ثم شهد العراق تحت حكم العثمانيين العديد من محاولات الإصلاح والبناء، غير أن الاضطرابات التي كانت تواجهها الدولة العثمانية بسبب الصراع الدائر بين المحافظين وتيار التجديد ومن بعد ذلك التيار التغريبي، حال دون إكمال مشاريع الإصلاح في العراق. كما استقل العديد من الولاة المماليك المعينين من قبل السلطان العثماني بمناطق من العراق في فترات مختلفة، واستمر الحال على نفس المنوال حتى سقط العراق بأيدي الاحتلال البريطاني سنة (1918م). ليدخل بذلك كامل العراق تحت السيطرة البريطانية. وفي تموز (1920م) اندلعت الثورة في العراق على الوجود البريطاني مما دفع بريطانيا إلى تشكيل حكومة ملكية مؤقتة تحت إدارة مجلس من الوزراء العراقيين ويشرف عليه الحاكم الأعلى البريطاني وفي عام (1921م) انتخب فيصل الأول الهاشمي في استفتاء عام ملكاً على العراق. واستمرت الثورة ضد الوجود البريطاني مما دفع الملك فيصل إلى مطالبة بريطانيا بإلغاء الانتداب وعقد التحالف مع العراق، ووافقت بريطانيا وتم التوقيع على معاهدة التحالف سنة (1922م)، وأقيمت انتخابات أول برلمان عراقي سنة (1925م).وانضم العراق إلى الأمم بعد موافقة بريطانيا عام (1932م)، ثم توفي الملك فيصل سنة (1933م) وخلَفه ابنه الملك غازي الذي حكم البلاد بقوة السلاح، واستمر في الحكم حتى توفي سنة (1939م) في حادث سير.تولى ابنه فيصل الثاني البالغ من العمر ثلاث سنوات تحت الوصاية، وكان نوري السعيد هو الذي يدير الحكومة بمباركة من الحكومة البريطانية، وفي (1941م) قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد بريطانيا، وتم تشكيل حكومة جديدة بعد هروب نوري السعيد خارج العراق، ولم تستطع الثورة الاستمرار في المقاومة فاستسلمت بعد شهر من الحرب، وتم التوقيع على هدنة مكنت بريطانيا من استعادة السيطرة على العراق، وتم تشكيل حكومة موالية لبريطانيا برئاسة جميل المدفعي الذي استقال وخلفه نوري السعيد وفي يناير كانون الثاني (1943م) أعلنت الحرب على دول المحور.وما بين (1945م – 1958م) قامت عدة ثورات داخلية حتى سقوط الدولة الملكية وقيام الدولة الجمهورية، حيث قاد الجيش العراقي بقيادة عبد الكريم قاسم انقلاباً ضد الملك في (14) تموز (1958م) وقتل الملك فيصل الثاني وخاله عبد الإله، ونوري السعيد وأعلنت الجمهورية برئاسة محمد نجيب الربيعي ثم انسحب العراق من معاهدة بغداد والاتحاد مع الأردن سنة (1959م) ثم قاد حزب البعث انقلاباً على عبد الكريم قاسم في (8) شباط (1963م) وأصبح عبد السلام عارف رئيساً للعراق. ثم قاد حزب البعث بالتنسيق مع بعض العناصر غير البعثية انقلاباً ناجحاً في (17) تموز (1968م) وتولى الرئاسة أحمد حسن البكر، واستطاع البكر أن يوقع اتفاقية الحكم الذاتي للأكراد فأصبح للأكراد ممثلون في البرلمان. وأغلقت الحدود مع الأردن سنة (1971م)، وأمم العراق شركات النفط سنة (1972م)، وفي سنة (1979م) تولى صدام حسين رئاسة العراق بعد تنازل البكر عن السلطة. وأعلن العراق اعترافه بالثورة الإيرانية بعد قيامها سنة (1979م). ثم قامت الحرب العراقية الإيرانية من سنة (1980م) إلى (1988م)، وذلك بعد أن قامت إيران بقصف بلدات على الحدود العراقية، وبعد ثماني سنوات من الحرب العراقية الإيرانية التي قدرت الخسائر البشرية فيها بما يقرب من مليون قتيل وافقت الدولتان على خطة السلام المقترحة من الأمم المتحدة في آب (1988م). وحينها أطلق (الخميني) كلمته المشهورة: (كأنه تجرع كأس السم بموافقته على إنهاء الحرب مع العراق). وظل الحقد يغلي في القلوب ويتطاير شررهُ من العيون؛ لأن إيران لم تنل بغيتها ولم تحقق أمنيتها بل صدمت بصخرة العراق العربي المسلم. وأدرك العالم كله أن إيران لم تزل تعيش أحلام الأكاسرة وتحمل النفس الفارسي الحاقد الذي لم يتأثر بمعالم الإسلام الصحيح لأنه لم يتخذ الإسلام ديناً يتقرب به إلى الله إنما اتخذه وسيلة يحقق من خلالها غاياته ويفرض غطرسته ويشمخ من خلال الإسلام المزيف من جديد. لقد ظل صراع الفرس مع العراق المسلم خصوصاً والعرب عموماً كما هو قبل الإسلام منه سوى العناوين واللافتات، أما المضامين والأهداف والغايات فهي سوى أنها صارت هذه المرة تتغلغل تحت طيات العمائم.كل الذي تغير هو أن المفاهيم المجوسية والأحقاد الفارسية صارت تصدر إلينا باسم جديد وذريعة جديدة، بعد أن تأكد لأساطين السياسة الفارسية عدم قدرتهم على مواجهة الإسلام علناً فأمسوا يكيدون له سراً متقنصين مبادئه ويرفعون شعاراته ويتبنون شعائره بعد تفريغها من محتواها وملئها بمحتوى آخر هو المحتوى الفارسي الذي ليس له من الإسلام سوى الاسم والعنوان واللافتة والشعار. وصاروا يصدرون إلينا هذا (الإسلام) المصنع حسب التفصيلة الفارسية باسم التشيع لأهل البيت.لقد عانى العراقيون الويلات من خلال تاريخهم الطويل مع دولة فارس فلم يمض عقد وينخرط قرن إلا ونشبت حرب بين طرفين، وقد وعى أبناء هذا الجيل هذه الحقيقة فقد كشفت لنا الأحداث الدامية التي عشناها من حرب الثماني سنوات وأعمال الغدر والخيانة على هامش العدوان الأمريكاني البريطاني اليهودي الشعوبي على بلادنا باسم الديمقراطية والحرية وما رأيناه من خلال الأيام التي جرت من فعال سود وجرائم بشعة وانتهاكات لا توصف من قتل للأبرياء على الهوية والاسم، وحرق للمساجد وتدمير للممتلكات من قبل المليشيات الشيعية التابعة والموالية لإيران وهي تنحر بأبناء السنة باسم الإرهاب وتذبح بهم باسم النواصب والتكفيريين، كل هذه الإحداث والأفعال كشفت لنا عن أمور وأمور ودفعتنا إلى ضرورة إجراء مراجعة تاريخية واقعية شاملة لنكتشف حقيقة مؤلمة خطيرة هي: أن العداء (الفارسي) لأمتنا وديننا وعراقنا عداء أبدي تمتد جذوره العميقة في أغوار الزمان وتتفرع أغصان شجرته الخبيثة دونما نهاية!! وأن كل موقف عدائي نواجهه لا يصح أن نفسره تفسيراً ساذجاً يقف به عند حدود أسبابه المباشرة ودوافعه الظاهرة، بل علينا أن نعتقد جازمين أن ذلك الموقف الجزئي ما هو إلا امتداد لموقف فارسي راسخ معاد للعراق والأمة العربية والإسلامية--------------------------------------------------------------------------------[1] ينظر التاريخ الإسلامي (11/5)، محمود شاكر، المكتب الإسلامي ط الأولى سنة 1992م.صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى