- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
من صور النفاق في حياتنا
الإثنين 18 أكتوبر 2010, 06:35
النفاق.. كلمة قبيحة بلا شك.. ولقبحها هرب الناس منها كلفظ -، واستبدلوها بكلمات جذابة كالمجاملة.. والتعامل الدبلوماسي.. والمرونة.. وغير ذلك من الكلمات التي نسمعها كل يوم.. وهي في الحقيقة ليست سوى أغلفة براقة للنفاق.. تستر عورته.. وتبرر للناس التعامل به. لكنها في ذات الوقت تحمل دلالات عدة عن مدى استشراء النفاق في تعاملاتنا، وتغلغله في مجتمعاتنا، فهذا موظف لا يكتفي بالسكوت عن الباطل بل لا يفتأ يزينه ويبحث له عن المسوغات تزلفاً منه ونفاقاً. وذاك صحفي يزور الحقيقة أو يشوه صورتها رغبة أو رهبة. والكثير من الناس يقابل بعضهم بعضاً بالفرح والابتسام، حتى إذا أعطى كل واحد ظهره للآخر، كال له من الشتائم أنواعاً، ومن القبائح أصنافاً. مجاملات أو قل مصالح وسياسات غير أنها في حقيقة الأمر لا تخرج عن خلق النفاق، وتحكي صورة تدمي القلب عن تردي أخلاقنا، وهبوط علاقاتنا وتعاملاتنا إلى درجة أصبح بها النفاق خلقا مقبولا لا نستطيع إنكاره أو الاعتذار عنه فضلا عن رفضه وإزالته من قاموسنا.
موقف الإسلام من النفاق
والإسلام قد شن حملة شعواء على هذا الخلق الذميم، فبين النبي - صلى الله عليه وسلم - علامات أهله وحذر منهم في قوله: ''أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر'' (رواه البخاري ومسلم). وكلها علامات تدل على مدى انحطاط المنافق في أخلاقه، فهو غير صادق مع نفسه، غير صادق مع الآخرين، يخون الأمانة ولا يصدُقُ بوعد، ولا يلزم حدود الله عند الخصومة، فالكذب يلف حياته في شتى جوانبها. ولعل من أسباب تسمية النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الأخلاق نفاقاً، هو أن القاسم المشترك فيمن يتصف بها إظهار خلاف ما يبطن، فهو يظهر الصدق مع من يحدثه مع أنه كاذب في حديثه، ويظهر الوفاء عند إطلاقه الوعود لكنه يخفي عزمه على الإخلاف بها، ويظهر الإنصاف والعدل مع الآخرين فإذا وقع في خصومة تناسى كل ذلك وفجر في خصومته، ويظهر الأمانة حتى إذا استلمها خانها، وهكذا ديدنه في حياته كلها.
النفاق الأصغر يؤدي إلى النفاق الأكبر
وهذه الأخلاق وإن كان العلماء يعتبرونها من النفاق الأصغر، إلا أنه يخشى على من اتصف بها أن تنتقل به عدوى النفاق من الأخلاق العملية إلى أمور الاعتقاد والإيمان، أو يبلغ به الضلال فيعامل ربه بالنفاق كما يعامل الناس، فيكذب على الله - عز وجل - في دينه وشرعه، أو يعاهد الله بأمر ينوي الإخلاف به، فيعاقبه الله بنزع الإيمان من قلبه ويبدله نفاقاً، كما حكى الله قصة الرجل الذي عاهد الله لئن أعطاه من فضله، ليتصدقن وليبذلن من ماله في سبيل الله، فلما أعطاه الله المال، أخلف وعده، فأبدله الله نفاقا في قلبه، قال تعالى: ''ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون'' (التوبة: 75- 77).
- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
رد: من صور النفاق في حياتنا
الإثنين 18 أكتوبر 2010, 06:36
لمن كــان له قـــــلب
علاج القلوب
إذا أردت معالجة قلبك من كل أمراضه فهاك سبع وصفات علاجية تعالج بها قلبك
العلاج الأول: قراءة القرآن بتدبر: قال الله تبارك اسمه وتعالى قدره: ''يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور''. وقال عز من قائل: ''وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين'' (الإسراء الآية 82). ويقول أحد الرجال من السلف: ''والله لو طهرت قلوبنا ما مللنا من قراءة القرآن:.
العلاج الثاني: العلم النافع: أمراض القلوب أي الروح أصعب من أمراض الأبدان أي الجسد لأن مرض البدن يفضي للموت؛ أما مرض القلب بالشرك والجهل والنفاق يفضي بصاحبه إلى الشقاء الأبدي أي خسران الدنيا والآخرة ولا شفاء لهذا المرض إلا بالعلم ''فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك....''.
العلاج الثالث: ذكر الله تعالى: اعلم رحمك الله بأن ذكر الله شفاء القلب ودواؤه؛ والغفلة مرضه؛ فالقلوب أصعب مريضة وشفاؤها ذكر الله تعالى؛ والذكر يجلو صدأ القلوب ويذهب ما ران عليها من آثام ومعاص؛ ويزيد من قرب الإنسان لربه لا سيما إذا كان مستشعرا للذكر؛ مصاحبا له في كل أحواله وكل حركاته وسكناته وهيئاته ''ألا بذكر الله تطمئن القلوب'' واطمئنان القلوب شفاؤها .
العلاج الرابع: محبة الله عز وجل: إذا أردت أن تعالج قلبك فلا بد لك من محبة عظيمة خالصة لله عز وعلا وأن يكون حبك لله وفي الله وكذا البغض في الله ولله وهذا هو الولاء والبراء الذي هو من صميم عقيدتنا وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : أن من أعظم وسائل علاج القلب : أن يمتلئ قلب الإنسان بحب الله قال تعالى: ''والذين آمنوا أشد حبا لله''.
العلاج الخامس: غض البصر: اعلموا إخواني إن للبصر أثر بالغ على القلب فإذا نظرت إلى حلال سر قلبك وانشرحت بصيرتك؛ ولو نظرت إلى حرام اكتأب قلبك وانقبضت بصيرتك لهذا سمى الله القلب بصيرة والعين بصر قال تعالى: فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. وقال عز و جل: ''قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم''؛ وقال: ''وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن''.
فحافظ على بصرك تحفظ بصيرتك.
العلاج السادس: أكل الحلال واتقاء الشبهات: إن صلاح الجسد وفساده متوقف على صلاح المضغة ولا تصلح هذه المضغة إلا باجتناب الحرام وكذا المشتبهات فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''إن الحلال بين وإن الحرام بين؛ وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس؛ فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه؛ ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام؛ كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه؛ ألا وإن لكل ملك حمى؛ ألا وإن حمى الله محارمه؛ ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله؛ وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب''.
العلاج السابع: محاسبة النفس: نختم هذه العلاجات السبع بأهم علاج ألا وهو محاسبة النفس فإذا حاسب الإنسان نفسه طهر قلبه من كل الأمراض فعاش سليم القلب ومات ولقي الله بقلب سليم؛ واعلموا إخوة الإيمان أن محاسبة النفس من الدواء الناجع لعلاج القلوب؛ وقد ذكر ابن القيم رحمه الله: أنها من أهم العوامل لعلاج القلب واستقامته؛ ولما ترك الناس اليوم محاسبة النفس عاشوا في الهموم والغموم؛ وكلما اجتهدت في نفسك اليوم استرحت منها غدا؛ وكلما أهملتها اليوم اشتد عليك الحساب غدا قال تعالى: ''قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها''. وقال: ''كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا'' وقال عمر الفاروق رضي الله عنه: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم.
علاج القلوب
إذا أردت معالجة قلبك من كل أمراضه فهاك سبع وصفات علاجية تعالج بها قلبك
العلاج الأول: قراءة القرآن بتدبر: قال الله تبارك اسمه وتعالى قدره: ''يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور''. وقال عز من قائل: ''وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين'' (الإسراء الآية 82). ويقول أحد الرجال من السلف: ''والله لو طهرت قلوبنا ما مللنا من قراءة القرآن:.
العلاج الثاني: العلم النافع: أمراض القلوب أي الروح أصعب من أمراض الأبدان أي الجسد لأن مرض البدن يفضي للموت؛ أما مرض القلب بالشرك والجهل والنفاق يفضي بصاحبه إلى الشقاء الأبدي أي خسران الدنيا والآخرة ولا شفاء لهذا المرض إلا بالعلم ''فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك....''.
العلاج الثالث: ذكر الله تعالى: اعلم رحمك الله بأن ذكر الله شفاء القلب ودواؤه؛ والغفلة مرضه؛ فالقلوب أصعب مريضة وشفاؤها ذكر الله تعالى؛ والذكر يجلو صدأ القلوب ويذهب ما ران عليها من آثام ومعاص؛ ويزيد من قرب الإنسان لربه لا سيما إذا كان مستشعرا للذكر؛ مصاحبا له في كل أحواله وكل حركاته وسكناته وهيئاته ''ألا بذكر الله تطمئن القلوب'' واطمئنان القلوب شفاؤها .
العلاج الرابع: محبة الله عز وجل: إذا أردت أن تعالج قلبك فلا بد لك من محبة عظيمة خالصة لله عز وعلا وأن يكون حبك لله وفي الله وكذا البغض في الله ولله وهذا هو الولاء والبراء الذي هو من صميم عقيدتنا وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : أن من أعظم وسائل علاج القلب : أن يمتلئ قلب الإنسان بحب الله قال تعالى: ''والذين آمنوا أشد حبا لله''.
العلاج الخامس: غض البصر: اعلموا إخواني إن للبصر أثر بالغ على القلب فإذا نظرت إلى حلال سر قلبك وانشرحت بصيرتك؛ ولو نظرت إلى حرام اكتأب قلبك وانقبضت بصيرتك لهذا سمى الله القلب بصيرة والعين بصر قال تعالى: فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. وقال عز و جل: ''قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم''؛ وقال: ''وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن''.
فحافظ على بصرك تحفظ بصيرتك.
العلاج السادس: أكل الحلال واتقاء الشبهات: إن صلاح الجسد وفساده متوقف على صلاح المضغة ولا تصلح هذه المضغة إلا باجتناب الحرام وكذا المشتبهات فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''إن الحلال بين وإن الحرام بين؛ وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس؛ فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه؛ ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام؛ كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه؛ ألا وإن لكل ملك حمى؛ ألا وإن حمى الله محارمه؛ ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله؛ وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب''.
العلاج السابع: محاسبة النفس: نختم هذه العلاجات السبع بأهم علاج ألا وهو محاسبة النفس فإذا حاسب الإنسان نفسه طهر قلبه من كل الأمراض فعاش سليم القلب ومات ولقي الله بقلب سليم؛ واعلموا إخوة الإيمان أن محاسبة النفس من الدواء الناجع لعلاج القلوب؛ وقد ذكر ابن القيم رحمه الله: أنها من أهم العوامل لعلاج القلب واستقامته؛ ولما ترك الناس اليوم محاسبة النفس عاشوا في الهموم والغموم؛ وكلما اجتهدت في نفسك اليوم استرحت منها غدا؛ وكلما أهملتها اليوم اشتد عليك الحساب غدا قال تعالى: ''قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها''. وقال: ''كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا'' وقال عمر الفاروق رضي الله عنه: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم.
- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
رد: من صور النفاق في حياتنا
الأربعاء 20 أكتوبر 2010, 07:05
.
الفرق بين النفاق الأصغر والنفاق الأكبر
يختلف النفاق العملي عن النفاق الإعتقادي .
بأن النفاق العملي: يختص بالأفعال والسلوكيات كالكذب والغدر والخيانة.
وأما النفاق الإعتقادي: فيختص بالإعتقادات وهو إظهار الإسلام وإبطان الكفر، وله كثير من الصور والمظاهر العملية التي تبرز ما خفي من سوء اعتقاد صاحبه وكفره بالله، كالفرح بانتصار الكافرين على المسلمين، والإستهزاء بالعلماء وأهل الخير في الأمة.
وصاحب النفاق الأكبر حكمه الكفر عند الله، بل إن كفره أسوأ أنواع الكفر، ومصيره في الدرك الأسفل من النار كما قال - تعالى -: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا) «النساء:145»، وذلك لأنه زاد على الكفر الخداع لله وللمؤمنين، كما وصفهم الله في كتابه بقوله: (يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون) «البقرة»
خوف الصالحين من النفاق
إن معرفة المسلم بخطورة النفاق كمرض انتشر في الأمة وأصاب شرائح كثيرة منها يوجب عليه الخوف والحذر منه، والتدقيق في أخلاقه، لينظر هل ابتلي بشيء من صفات المنافقين، وقد كان هذا هو هدي سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين، فتجد الرجل منهم مع إيمانه وصلاحه يخشى أن يكون تلبس بشيء من صفات المنافقين وهو لا يعلم، فعن ابن أبي مليكة قال: «أدركت ثلاثين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كلهم يخاف النفاق على نفسه». ويقول الحسن البصري عن النفاق: «ما خافه إلا مؤمن ولا آمنه إلا منافق». ويقول إبراهيم التيمي: «ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا».
ما ليس من النفاق
هناك أخلاق يلتبس على البعض فهمها فيظنونها من النفاق وليست منه، كالتبسم في وجه من لا تحب، والسلام على من تكره، والمداراة وهي: لين الكلام والملاطفة في حق من تعتقد شره وفسقه، فكل هذا ليس من النفاق وإنما هو من كرم المسلم وحسن خلقه.
فالنفاق العملي هو أن تظهر الأخلاق الفاضلة وأنت تبطن خلافها، كمن يطلق الوعود ناويا الإخلاف بها، أو يظهر العفو وهو يضمر الخصومة، أما المداراة فالمسلم يعامل بالأخلاق الحسنة من ليس جديرا بها، فيبستم في وجه عاص تأليفا لقلبه، أو يصافح رجلا سيئاً اتقاء لفحش لسانه، فهذا مما حث الله عليه في كتابه حيث أمر أن ندفع بالحسنة السيئة وألا نقابل السيئة بالسيئة بل نعفو ونغفر، فقال - تعالى -: (إدفع بالتي هي أحسن السيئة)، وهذا هو خلق النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد جاءه رجل سيء الطباع، واستأذن في الدخول عليه، فقال - عليه الصلاة والسلام - مبينا حاله، ومحذرا من سوء خلقه: إئذنوا له، بئس أخو العشيرة، فلما دخل عليه عامله بلطف وكرم وأظهر له البشاشة في وجهه. فاستغربت عائشة - رضي الله عنها - هذا الموقف.
فقال - صلى الله عليه وسلم -: (إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه). وهو أدب نبوي رفيع يبين كيف يتقي المسلم الأشرار بالبسمة والمعاملة الحسنة ليصون نفسه وعرضه بكرم أخلاقه، ولا يعني ذلك أن يمتدح ظالما أو يؤيده على ظلمه فإنه بهذا يخرج عن حدود المداراة المسموح بها إلى المداهنة المذمومة المحرمة.
كان ذلك تعريفا بالنفاق العملي وبيان أخطاره وآثاره، التي تقضي على الروابط الاجتماعية الصادقة، ليحل محلها الخداع والتلبيس والغش، فتنعدم الثقة بين الناس، وتنحسر المودة في تعاملاتهم، ويسود الحذر والحيطة والشك والريبة بدلاً من الثقة والأمانة، وقد انتشرت - للأسف - تلك الأخلاق السيئة انتشارا عظيما، وإذا كان الحسن البصري - رحمه الله - يقول عن زمنه: «لو كان للمنافقين أذناب لضاقت بكم الطرق»، فكيف لو رأى زماننا؟! حفظنا الله من النفاق والشقاق وسيئ الأخلاق.
الفرق بين النفاق الأصغر والنفاق الأكبر
يختلف النفاق العملي عن النفاق الإعتقادي .
بأن النفاق العملي: يختص بالأفعال والسلوكيات كالكذب والغدر والخيانة.
وأما النفاق الإعتقادي: فيختص بالإعتقادات وهو إظهار الإسلام وإبطان الكفر، وله كثير من الصور والمظاهر العملية التي تبرز ما خفي من سوء اعتقاد صاحبه وكفره بالله، كالفرح بانتصار الكافرين على المسلمين، والإستهزاء بالعلماء وأهل الخير في الأمة.
وصاحب النفاق الأكبر حكمه الكفر عند الله، بل إن كفره أسوأ أنواع الكفر، ومصيره في الدرك الأسفل من النار كما قال - تعالى -: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا) «النساء:145»، وذلك لأنه زاد على الكفر الخداع لله وللمؤمنين، كما وصفهم الله في كتابه بقوله: (يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون) «البقرة»
خوف الصالحين من النفاق
إن معرفة المسلم بخطورة النفاق كمرض انتشر في الأمة وأصاب شرائح كثيرة منها يوجب عليه الخوف والحذر منه، والتدقيق في أخلاقه، لينظر هل ابتلي بشيء من صفات المنافقين، وقد كان هذا هو هدي سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين، فتجد الرجل منهم مع إيمانه وصلاحه يخشى أن يكون تلبس بشيء من صفات المنافقين وهو لا يعلم، فعن ابن أبي مليكة قال: «أدركت ثلاثين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كلهم يخاف النفاق على نفسه». ويقول الحسن البصري عن النفاق: «ما خافه إلا مؤمن ولا آمنه إلا منافق». ويقول إبراهيم التيمي: «ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا».
ما ليس من النفاق
هناك أخلاق يلتبس على البعض فهمها فيظنونها من النفاق وليست منه، كالتبسم في وجه من لا تحب، والسلام على من تكره، والمداراة وهي: لين الكلام والملاطفة في حق من تعتقد شره وفسقه، فكل هذا ليس من النفاق وإنما هو من كرم المسلم وحسن خلقه.
فالنفاق العملي هو أن تظهر الأخلاق الفاضلة وأنت تبطن خلافها، كمن يطلق الوعود ناويا الإخلاف بها، أو يظهر العفو وهو يضمر الخصومة، أما المداراة فالمسلم يعامل بالأخلاق الحسنة من ليس جديرا بها، فيبستم في وجه عاص تأليفا لقلبه، أو يصافح رجلا سيئاً اتقاء لفحش لسانه، فهذا مما حث الله عليه في كتابه حيث أمر أن ندفع بالحسنة السيئة وألا نقابل السيئة بالسيئة بل نعفو ونغفر، فقال - تعالى -: (إدفع بالتي هي أحسن السيئة)، وهذا هو خلق النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد جاءه رجل سيء الطباع، واستأذن في الدخول عليه، فقال - عليه الصلاة والسلام - مبينا حاله، ومحذرا من سوء خلقه: إئذنوا له، بئس أخو العشيرة، فلما دخل عليه عامله بلطف وكرم وأظهر له البشاشة في وجهه. فاستغربت عائشة - رضي الله عنها - هذا الموقف.
فقال - صلى الله عليه وسلم -: (إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه). وهو أدب نبوي رفيع يبين كيف يتقي المسلم الأشرار بالبسمة والمعاملة الحسنة ليصون نفسه وعرضه بكرم أخلاقه، ولا يعني ذلك أن يمتدح ظالما أو يؤيده على ظلمه فإنه بهذا يخرج عن حدود المداراة المسموح بها إلى المداهنة المذمومة المحرمة.
كان ذلك تعريفا بالنفاق العملي وبيان أخطاره وآثاره، التي تقضي على الروابط الاجتماعية الصادقة، ليحل محلها الخداع والتلبيس والغش، فتنعدم الثقة بين الناس، وتنحسر المودة في تعاملاتهم، ويسود الحذر والحيطة والشك والريبة بدلاً من الثقة والأمانة، وقد انتشرت - للأسف - تلك الأخلاق السيئة انتشارا عظيما، وإذا كان الحسن البصري - رحمه الله - يقول عن زمنه: «لو كان للمنافقين أذناب لضاقت بكم الطرق»، فكيف لو رأى زماننا؟! حفظنا الله من النفاق والشقاق وسيئ الأخلاق.
- العجيسيعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 1595
البلد :
نقاط : 1727
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
رد: من صور النفاق في حياتنا
الجمعة 22 أكتوبر 2010, 17:43
تأملات في واقعنا وواقع الحق المجرد...
في حياتنا غالب ومغلوب والمنافق يحترم رأي الغالب او السيد ,وربما في بعض الاحيان يعتبر دلك أحترام لرأى الاخر ,كالمتعصب حين يدافع عن رأيه بأسم حرية التعبير ودلك موجود بكثرة على صفحات النت وعلى كراسي المقاهى.
لا ترانى في مقابل لا اراك....هكدا لغة اليومي...او لغة الزيف على الاقل من منظور الحق.المنافق في نظر الطهرانيين غير قادر على تحمل الامانة -دفع المضاروجلب المصلحة- .
ربما لا طريق للمنافق الا تجربة النفاق لأدراك غبنه وتورمه والوصول الى ذاته الحقة او أعلان توبته بعد ظلم نفسه أنتقاما من ظلم الناس له ,وبما انه أناني وعاجز ومحرف ومقدس لزيف الا انه يقظ و لا يؤمن بحقيقة نائمة....والفارق عنده كبير بين زيف حي وحقيقة نائمة._المنافق في حالة مواجهة اللاحظة_لا يغيب ابدا.
أعتقد بأننا في منتصف الطريق والكلام عن النفاق محفوف بالمخاطر !!!! او كما يقال الزيف حامينى وحاميك.
في حياتنا غالب ومغلوب والمنافق يحترم رأي الغالب او السيد ,وربما في بعض الاحيان يعتبر دلك أحترام لرأى الاخر ,كالمتعصب حين يدافع عن رأيه بأسم حرية التعبير ودلك موجود بكثرة على صفحات النت وعلى كراسي المقاهى.
لا ترانى في مقابل لا اراك....هكدا لغة اليومي...او لغة الزيف على الاقل من منظور الحق.المنافق في نظر الطهرانيين غير قادر على تحمل الامانة -دفع المضاروجلب المصلحة- .
ربما لا طريق للمنافق الا تجربة النفاق لأدراك غبنه وتورمه والوصول الى ذاته الحقة او أعلان توبته بعد ظلم نفسه أنتقاما من ظلم الناس له ,وبما انه أناني وعاجز ومحرف ومقدس لزيف الا انه يقظ و لا يؤمن بحقيقة نائمة....والفارق عنده كبير بين زيف حي وحقيقة نائمة._المنافق في حالة مواجهة اللاحظة_لا يغيب ابدا.
أعتقد بأننا في منتصف الطريق والكلام عن النفاق محفوف بالمخاطر !!!! او كما يقال الزيف حامينى وحاميك.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى