عالم جزائر يطلب من علماء العربي الاهتمام باكتشافاته ....

عندما كانت الأندلس تحتضر في نهاية القرن الخامس عشر، تمكن باحث في الرياضيات من اكتشاف النظام الثنائي الذي يعتمد على رقمين: الصفر وواحد، على عكس النظام العشري الذي يعتمد على عشرة أرقام، من الصفر إلى تسعة والتي هي أساس تعاملاتنا الحسابية، لكن هذا الاكتشاف الذي أعيد فيما بعد اكتشافه من قبل باحثين غربيين، شكل ويشكل الآن أساس علم الإعلام الآلي الذي يعد ثورة القرن، ولم يكتب للعالم الأندلسي أن يسجل اسمه في قائمة العلماء ولا لاكتشافه أن يخدم الإنسانية طوال هذه القرون، لأن الأندلس وقتها لم تعد مركز إشعاع علمي وحضاري الذي مارسته عن جدارة لقرون مضت عندما كانت العربية هي لغة العلم، ليس في العالم الإسلامي فقط، بل في أوربا نفسها، فأي اكتشاف علمي لن يكون مفيدا إن لم يكن هناك مناخ سياسي واقتصادي مواتٍ ومجتمع يتطور ويتلقف كل نتيجة علمية ليستعملها في الصناعة أو في مجالات البحث المختلفة.

ويبدو أن الوناس موسى، هذا المهندس المتخصص في الغابات والمولع بالرياضيات، يمر بنفس الظروف التي عاشها العالم الأندلسي مكتشف النظام الثنائي، وقد لا يكتب لاكتشافه في الرياضيات النجاح، والذي يقول عنه إنه فك شفرة إحدى أهم الفرضيات المطروحة في العالم، لكنه ورغم أنه طرق كل الأبواب، إلا أنه لم يجد من يهتم لأمره أو حتى يسأله ما الفائدة من هذا الحل الذي عجزت وكالة الفضاء الأمريكية عن الوصول إليه، وهي في حاجة الى هذا الحل لاستعماله في بحوثها الفضائية ووضعت من أجل ذلك جائزة بقيمة مليون دولار لمن يجد حلا لهذه الفرضية.

كل ما يريده هذا العالم، هو فريق من الأساتذة المتخصصين في الرياضيات من مقام علي بن زاغو، عميد جامعة باب الزوار، أو فريق من رجال الإعلام ليطرح ويشرح أمامهم ما توصل إليه في بحثه، حتى يتسنى له تسجيل نشر اكتشافه في نشرية مختصة معترف بها عالميا، حتى لا يسرق منه اكتشافه الذي يسجل على اسمه، ويقول إن هذا هو ما يهمه أكثر من اهتمامه بالمليون دولار.
كم هم أمثال الوناس الذين قاموا ببحوث كانت ستعطي دفعا للعلم وتساهم في تطور، ليس الصناعة الوطنية فحسب، بل في تطور الإنسانية كلها، لكن لا أحد التفت لأعمالهم، فالجامعات الجزائرية تزخر بآلاف البحوث القيمة التي ترقد على الرفوف، لأن الأولوية في الجزائر هي لكل شيء إلا للعلم!!



حدة حزام