مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
فاروق
فاروق
مشرف منتدى الأخبار
مشرف منتدى الأخبار
عدد الرسائل : 7766
العمر : 52
الأوسمة : القرضاوي: مشاركة الإسلاميين بالانتخابات مطلوبة ولكن  110
البلد : القرضاوي: مشاركة الإسلاميين بالانتخابات مطلوبة ولكن  Male_a11
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008

القرضاوي: مشاركة الإسلاميين بالانتخابات مطلوبة ولكن  Empty القرضاوي: مشاركة الإسلاميين بالانتخابات مطلوبة ولكن

الجمعة 29 أكتوبر 2010, 12:23
القرضاوي: مشاركة الإسلاميين بالانتخابات مطلوبة ولكن  Kardawy

س: سماحة الشيخ، لعلكم تابعتم الأزمة التي ثارت في مصر بعد حوار الدكتور محمد سليم العوا في قناة الجزيرة في برنامج (بلا حدود) مع الإعلامي المعروف الأستاذ أحمد منصور، هل ترى أن الدكتور العوا أشعل الفتنة كما يتهمه البعض، أم أنك توافقه فيما ذهب إليه؟

ج: أنا استمعت إلى الحلقة كاملة، حرفا حرفا، وكلمة كلمة، على غير عادتي، حيث يصعب علي متابعة البرامج والتلفازات، ولكني عرَفت بالحلقة، فانتظرتها، وجلست لأستمع إليها، وظللت إلى نهايتها، وأرى أن أخانا الدكتور العوا لم يكن مثيرا ولا مهيِّجا، بل كان كلامه في غاية الاتزان، وعلى قدر كبير جدا من المسئولية، وكان علميًّا وموضوعيًّا، يعتمد على المعلومات الموثَّقة لا على الشائعات. وأنا معه فيما قاله وذهب إليه، فهو لم يأتِ بكلام من عنده، بل جاء بأدلة ووقائع، ومواقف، تُجلِّي تطورات الملف القبطي الإسلامي في مصر، فقد كان الرجل نذيرا لخطر يصيب الوطن، ويهدد الوحدة الوطنية، في ظل تغول كبير للكنيسة، وانحسار لدور الدولة، بل انسحاب من القيام بواجبها.
س: سماحة الشيخ، الملف الذي يتصاعد في مصر وربما في بلاد أخرى من حين إلى آخر هو ملف العلاقة بين المسلمين والمسيحيين.. وقد شهدت مصر خلال الفترة الماضية جدلا حول مسألتين مهمتين الأولى: هي حرية الاعتقاد والانتقال من دين إلى دين. والثانية: حول هوية الوطن، والحديث القبطي عن أن المسلمين هم "ضيوف" على الأقباط في مصر، فما رأيكم في مسألة الانتقال بين الأديان، وحد الردة؟

ج: للإنسان حرية اختيار ديانته، دون إكراه عليها، وأحب أن أقول: إن مسألة الردة لا تمثل أزمة عندنا نحن المسلمين، ففي حوار هرقل مع أبي سفيان، سأله عن أتباع محمد صلى الله عليه وسلم: هل يزيدون أم ينقصون؟ قال أبو سفيان: بل يزيدون. فقال هرقل: وكذلك أمر الإيمان حتى يتم. ثم قال: أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قال أبو سفيان: لا. قال هرقل: وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب.
طبعا أنا لا أحب لمسلم أن يترك دينه، لكن لو أن مسلما تحول إلى ديانة أخرى، عن قناعة من داخله، فهو حر وحسابه على الله، أما ما يمارس حاليا من تنصير، باستغلال حاجات الناس، وفقرهم، وجهلهم، والعبث بعقائدهم، والتشويش عليها بالأكاذيب، كما يفعل (المنصرون) الغربيون، فهو ما نرفضه تماما.
س: وما يحدث من مناقشة لجنة من القساوسة لمن يريد الدخول في الإسلام ليرجع عن قراره، هل توافق على هذا الإجراء أم لا؟

ج: أنا مع هذا الإجراء إن كان مناقشة حرَّة، أما إن كان عملية ضغط وترهيب وتهديد، فلا، وليت ما يحدث مع المسيحيين الذين يسلمون، يحدث مع المسلمين الذين يرتدون، فيترك للجميع حق المناقشة، والإنسان إذا كان واثقا من عقيدته، لن يؤثر فيه جلسة يقوم بها دعاة أحد الديانتين، ولكن هو مفيد له ليكون معتقده عن ثقة منه وقناعة، ربما كانت لديه شبهات وشكوك فأزالها عنه من جلسوا معه.
لكن للأسف ما يحدث هو جلسات من طرف واحد، حيث تكون مع من أسلم أو أسلمت من المسيحيين، بينما هذا لا يحدث مع المسلم الذي ارتد عن الإسلام، وإن كان هذا في غاية الندرة.

س: هل تنصح بإعلان إسلام من أسلم، بصورة فيها دعاية له، أو إعلان على مستوى واسع ومنتشر، كمواقع الإنترنت، أو الفيديو وغيره؟

ج: لا أحبذ هذا الأمر، لأنه يؤدي إلى استفزاز الآخرين، فمن يسلم من أي ديانة أخرى لا يحتاج إلا إلى إعلام من حوله من المسلمين، ليعرفوه، ويألفوه، ويقفوا بجانبه إن احتاج إلى مساعدة، لأنه غالبا بعد تحوله عن دينه، ربما قاطعه أهله، أو انسحبوا من حياته، أو ضيَّقوا عليه، فهنا لا شك سيحتاج إلى إخوانه في دينه الجديد؛ ليقفوا بجانبه، ويعينوه على أمر حياته، فالإعلان يكون على مستوى احتياجه، ومجتمعه الذي يحوطه.

س: صدرت من الأنبا بيشوي في حواره مع المصري اليوم وصف للمسلمين في مصر بأنهم (ضيوف)، ودعوته لمراجعة القرآن، وشكك في بعض الآيات التي قال عنها: لا ندري هل هي من القرآن المحمدي، أم وضعت بعد موته؟

ج: كلمة (ضيوف) كلمة مرفوضة، وليست صحيحة مطلقا، كيف تكون الأكثرية المسلمة (94%) ضيوفا على الأقلية القبطية (6%)، فمن الضيوف إذن؟ ومن أين جاء المسلمون؟ إنهم أقباط دخلوا في الإسلام.
لقد دخل الإسلام مصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وقد فتحها عمرو بن العاص بجيش قوامه ثمانية آلاف، كانوا أربعة آلاف، وطلب مددا فأمده عمر بن الخطاب بأربعة آلاف أخرى، ولما فتحها عمرو لم يستقر الثمانية آلاف في مصر، بل استقر حوالي أربعة آلاف، هل أربعة آلاف حوَّلت مصر إلى مسلمين.
والمصريون لم يتحولوا فجأة إلى الإسلام، بل أخذ ذلك وقتا، حين رأى المصريون عدل المسلمين العرب، وأخلاقهم، وتعاملهم، بعد أن ذاقوا صنوف العذاب من الرومان المسيحيين مثلهم، بل لما شكا الشاب القبطي الذي ضربه ابن عمرو بن العاص، وقال له: أنا ابن الأكرمين، وذهب يشكوه إلى عمر بن الخطاب، وقال له: اضرب مَن ضربك. وقال عمر قولته المشهورة: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟!
هذا الشاب القبطي الذي لم يكن يرفع رأسه من قبل على عهد الرومان، ولم يكن يجرؤ أن ينبس ببنت شفة شكاية من ولاته الرومان، ذهب إلى المدينة وشكا ابن عمرو العاص، واقتص له عمر بن الخطاب من ضاربه، ومع ذلك لم يُسلِم هذا القبطي.
وعندما بدأ المصريون يدخلون في الإسلام، وكان بعض حكام بني أمية يفرض الجزية على مَن يُسلِم، لحاجة الميزانية إلى موارد، وهو إذا أسلم سقطت عنه الجزية، ولا تجب عليه الزكاة إلا بعد حولان الحول، فيفرضون الجزية على الداخلين في الإسلام، خلافا لما هو معروف شرعا، فلما جاء عمر بن عبد العزيز، كتب إلى واليه على مصر يستأذنه في فرض الجزية على مَن أسلم، فردَّ عليه قائلا: قبح الله رأيك، إن الله بعث محمدا هاديا، ولم يبعثه جابيا.
ظلَّ الإسلام ينتشر شيئا فشيئا بالإقناع وبالأسوة، حتى صار المسلمون أغلبية، بدخول الناس الإسلام طواعية، ولا نعرف من أصله مصري، ومن أصله عربي، رغم أن كلمة قبطي ليس معناها المسيحي، بل هي المصري، وأنا شخصيا وأنا عالم مسلم لا أعرف هل كان جدي أحد العرب، أم جدي تحتمس، أو أحمس، أو أي من الفراعنة؟
وقبل دخول الإسلام مصر، دخلت المسيحية، وآمنت بها وضحت في سبيلها، ولكن قبل دخول المسيحية مصر ماذا كانت؟ كانت وثنية، هل معنى ذلك أن أصل البلد: هم الوثنيون، عباد الشمس، وعباد الأصنام في مصر، وأن المسيحيين بالتالي ضيوف عليهم؟! وقد انقرضوا بالتحول إلى النصرانية.
البلاد ثابتة، ولكن أديان أهلها تتغير، والعبرة بالواقع، وهو مدار الحكم، وقبل الإسلام كانت مصر نصرانية، وبعد الإسلام تحولت إسلامية بحكم الأغلبية.

س: وماذا عن قول الأنبا بيشوي بدعوته لمراجعة القرآن، وتشكيكه في نصوص هل قيلت في عهد محمد صلى الله عليه وسلم، أم بعده؟

ج: الدعوة للتشكيك في صحة القرآن، وهل قيل في عهد محمد صلى الله عليه وسلم أم بعده؟ هذا كلام هراء، لا سند له ولا زمام ولا خطام، فالقرآن الكريم آياته محفوظة بعناية الله أولا، يقول تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" [الحجر:9]، ومع ذلك عني بحفظه المسلمون، منذ عهد النبوة، وإلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها، ففي عهد النبوة بكتابته، وحفظه في الصدور، ومنذ جمع أبي بكر الصديق له، وبعد ذلك المصحف العثماني، الذي لا نزال نحافظ على شكله، فنحن نقرأ كلماته كما كان يتلوها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمدِّه وغَنِّه، نمدُّ هذه الكلمة حركتين، وهذه أربع، وهذه ست حركات، وهكذا.
بل في كتابة كلمات القرآن، التزمنا بالرسم العثماني، دلالة على حفظه وعدم العبث به، كما حدث في التوراة والإنجيل، فكلمة (زكاة) و(صلاة) و(ربا)، لا نكتبها كما نكتب اليوم، بل تكتب (زكوة) و(صلوة) و(ربوا)، والواو عليها ألف صغيرة، فأيُّ دقة نراها في كتاب سماوي مثل القرآن الكريم؟!
بل ونحن نقرؤه نلتزم بقراءته كما كان يقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم. أذكر مرة ونحن في الكُتَّاب في الصغر، وكنا نقرأ قوله تعالى: "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ" [آل عمران:144]، فقرأ أحد الأطفال: (وما محمد صلى الله عليه وسلم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل)، فنظرنا إليه كلنا منكرين ومستهجنين، ومخطِّئين له في قراءته.
ولم يحفظ القرآن الكبار فقط، بل وعته صدور صغار المسلمين، وهذا ما لا نجد له نظيرا في أمة من الأمم، أتحدى أن نجد قسيسا يحفظ الإنجيل، أو الكتاب المقدس، لن نجد، لكننا نجد مئات وآلاف الأطفال -فضلا عن الكبار- في المسلمين، يحفظون القرآن الكريم كاملا عن ظهر قلب.

فمن الذي يجترئ على القرآن فيزيد آية أو آيات فيه، أو ينقص آية أو آيات منه؟

س: هل النصارى كفار؟

ج: أودُّ أن أبيِّن أن مسألة الحكم بكفر النصارى تُفهم على غير وجهها الصحيح، فما معنى أنهم كفار؟ ليس معنى الحكم بكفرهم أنهم ملحدون لا يؤمنون بالله، ولا باليوم الآخر، وبالوحي والنبوة، بل معنى حكمي عليهم بالكفر، أنهم مؤمنون بالله بالجملة، لكنهم كفار بمحمد وبرسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ويقولون: إنه اختلق القرآن، فهو ليس كلام الله كالتوراة والإنجيل!
على أن تأليه المسيح عليه السلام، أو القول بالتثليث يعد كفرا في الإسلام، يقول تعالى: "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ ..." [المائدة:72، 73].
فكما أني كافر بمسيحيته الحالية التي أراها حرفت عن أصلها، فهو كذلك كافر بإسلامي، وإلا لم يكن هناك معنى لوجود ديانتين: نصرانية وإسلام، إذا كنت سأحكم عليه بأنه ليس كافرا بديني، بل إن المسيحيين في مذاهبهم المختلفة، يكفر بعضهم بعضا، لمخالفتهم في المذهب المسيحي، فحكمنا بكفر غير المسلم، ليس معناه التجني عليه، بل هو بيان حاله العقدي من ديني.

س: ما رأيك في الدعوة الصادرة عن جبهة علماء الأزهر، وبعض الدعاة لعامة المسلمين بمقاطعة المسيحيين في مصر اقتصاديا، والتهديد بالدعوة لمقاطعتهم اجتماعيا؟

ج: لست مع هذه الدعوة، وهي غير مقبولة، ولا تجوز، إلا في حالة واحدة لو دعا البابا لمقاطعة المسلمين، أو الإضرار بهم، واستجاب له المسيحيون، عندئذ يكون من حقنا الرد بالمقاطعة، وهو ما لا أتوقعه أن يصدر، ولا أن يستجيب المسيحيون له فيه، فمصر نسيج واحد منذ القدم، وحاول المستعمرون تفرقته عن طريق ضرب وحدته الوطنية وفشلت مخططاته، وباءت مؤامراته بالخيبة.

س: لماذا لم تقم سماحتك بدور في الوساطة أو التدخل، بوصفك رئيسا للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وكذلك لم يقم الاتحاد بدور؟

ج: هذا الدور الأفضل أن يقوم به العلماء في مصر، لأنه ملف داخلي، والتدخل فيه سيفسر خطأ، ولا يفيد، وربما ضر أكثر مما نفع، فنحن لا نتخلى عن واجبنا كاتحاد عالمي لعلماء المسلمين، ونتحرك في كل قضايا المسلمين في العالم بما يخدم قضيتها، ويفيد في حل أزماتها، لكن في موقف كهذا لن يكون الأصلح أن نتدخل، بل الأصلح أن يتحرك فيه أهل مصر، وعلماؤها.

أعني: أننا ندع هذا للمؤسسة الرسمية الدينية الكبرى في مصر، وهي الأزهر، بمشيخته، ومجمع بحوثه، وعلمائه، وننصح أن يعالجوا الأمر بالمصارحة لا بالمداراة، وأن يعهد بالأمر لأهل الرأي والحكمة، لا للعامة والغوغاء.

س: فيما يتعلق بالأوضاع داخل الأوطان العربية والإسلامية .. تتعرض الأنظمة الحاكمة على مدى سنوات طويلة لضغوط كثيرة من جانب القوى الفاعلة لإجراء إصلاحات ديمقراطية حقيقية، لكن استجابة الأخيرة تبدو في أعين الكثيرين ضعيفة للغاية.. كيف ترون الدعوات للعصيان التي ينادي بها البعض كوسيلة يرونها الآن وحيدة للضغط على الحكومات.. هل هي مشروعة فقها أم لا؟ وإن كانت مشروعة فما الضوابط؟

ج: لم أكوِّن رأيي بعد في هذه المسألة (مسألة العصيان المدني) وهي مسألة مستحدثة، مطلوب منا أن ندرسها جيدا، وأن نقف على تجارب الآخرين لها، وننظر مدى فاعليتها، وما إيجابياتها وسلبياتها، بعدها نقول رأينا فيها، وهل أفادت الأمم التي جربت هذه الطريقة، إذا كانت تفيد وتؤدي إلى إصلاح فمرحبا بها، وإلا أجلت حتى يأتي أوانها، حينئذ يكون حكمها بناء على ما ينتج عنها من آثار.

س: ينادي جانب من النشطاء -ومن بينهم إسلاميون- في مصر والأردن المقبلتين على انتخابات برلمانية بمقاطعة الانتخابات، بينما يقول آخرون أن المشاركة هي الطريق الأرجى للإصلاح كيف تقيمون ذلك هل المشاركة أجدى أم المقاطعة هي الخيار الأفضل؟

ج: الأصل عندي مشروعية أن يشارك الإسلاميون في كل الانتخابات، من باب الإصلاح، وإيصال كلمة الإسلام إلى كل موضع، ولكن قد تقف عقبات في سبيل ذلك، تجعل المشاركة عبثا، فهي مسألة تُبنى على الموازنة بين المصالح والمفاسد، وغلبة إحداها على الأخرى، فإن غلبت المصالح على المفاسد في هذه الحالة وجب الدخول، لما سيتحقق من ورائه من فوائد.



أما إن غلبت المفاسد على المصالح فعندئذ لا ندخل، إذا وجدنا أنها ستزور، وأن الأفراد في الجماعة أو الحركة الإسلامية سيصيبهم أذى شديد، كما رأينا في بعض الانتخابات قتلى وجرحى بأعداد ليست قليلة، وأن الدخول سيكبدنا خسائر لا تعدل المصلحة التي نرجوها؛ عندئذ ينبغي علينا أن نتوقَّف ولا ندخل، وذلك يكون بناء على دراسة علمية واقعية يقوم بها خبراء، تقوم على دراسة الواقع، وتقييمه، وتحديد المصالح والمفاسد اليقينية لا الظنية، أو المحتملة احتمالا ضعيفا، بل بما يغلب به أحدهما على الآخر، وضرورة الاستفادة من تجاربنا السابقة، وتجارب الآخرين من حولنا.

س: هل تؤيد انضمام العلماء للأحزاب؟

ج: نعم أؤيد انضمام العالم لعمل جماعي لنصرة الإسلام وتحقيق أهدافه الكبرى، قد يسمى جماعة، أو هيئة، أو اتحادا، أو حزبا، أو غير ذلك. وكل عالم يعمل في هذا المجال بما يناسبه، ويقدر عليه. قد يُدعى للترشُّح في الانتخابات، فلا ينبغي أن يأبى، إذا كان أهلا لذلك؛ لأن الصوت الإسلامي ينبغي أن يوجد، وكيف يوجد وهو يعمل وحده؟ إن عمل وحده سيكون ضعيفا، إن المرء ضعيف بمفرده قوي بجماعته، و"المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا".
والكيانات الكبيرة في عصرنا مثل الدول المتحضرة، تتكاتف معا لعمل واحد، نرى ثلاث دول كبرى تتعاون لصنع طائرة بأوصاف معينة، وأوروبا على ما كان بين دولها من حروب عالمية، سقطت فيها ملايين الضحايا، رأت أن الأصلح لها: أن تنسى الماضي تماما، وأن تقوم بين دولها اتحاد سمي بالاتحاد الأوربي، فمن المهم أن يتقوى العالم الذي يدخل الانتخابات بحزب أو تجمع يقويه، ويقوي هو الحزب أو التجمع بآرائه ونشاطه.

س: هل ترون أن تشارك الحركات الإسلامية في الأحزاب السياسية، أم تنشئ أحزابا؟

ج: لا بد من المشاركة السياسية للإسلاميين، وأن يدخل المشايخ أيضا الانتخابات، فالميدان يحتاجهم، وللحركات أن تتحالف أو تنضم مع الأحزاب، أو أن تنشئ حزبا خاصا بها؛ فهذه وسائل الوصول إلى الهدف الواجب، والقاعدة الشرعية عندنا تقول: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى