لعنة أخرى من لعنات آل بوش

كل من تتبع التحضيرات للحرب على العراق يدرك أن ما جاء في مذكرات الرئيس الأمريكي السابق، جورج ولكر بوش، بأن الرئيس المصري، حسني مبارك، طلب من أمريكا الإسراع بضرب العراق لأنه يملك أسلحة كيماوية، هي كذبة أخرى من أكاذيب بوش الكثيرة حول ملف العراق، سبق وأن كشف بعضها كاتب الدولة للخارجية، كولن باول، وقبله بوب وود ورد في كتابه “خطة حرب”، حيث قال إن الرئيس الابن فور اعتلائه سدة الحكم بدأ يبحث مع رجال “السي أي أي” عن ذريعة لضرب العراق والتخلص من الرئيس صدام حسين، وقال باول إن الكل كان يعرف أن قضية أسلحة الدمار الشامل غير موجودة في العراق، ومع ذلك اتخذت كذريعة لاحتلاله.

صحيح أن مصر شاركت في الحرب الأولى على العراق التي قادتها أمريكا وحليفاتها لإجبار صدام على الخروج من الكويت التي احتلها في صائفة 1990، لكن من المستبعد أن تكون من أعطت الضوء الأخضر مثلما فعلت مع إسرائيل في العدوان على غزة، وقبلها على لبنان في صيف 2006.

الرئيس الأمريكي سبق وكذب على الله عز وجل، وقال إن الله هو من أمرني بضرب العراق، فكيف لا يكذب اليوم على الرئيس المصري، الذي في الحقيقة هو يدفع اليوم ثمن رضوخه لإدارة أمريكا وحليفتها إسرائيل، وجعلت مواقفه المعادية للمصالح العربية عرضة لمثل هذه الاتهامات.

المخزي في كل هذا، كيف تسمح أمريكا التي تريد أن تتزعم العالم، لمجنون مثل بوش، أن يتلاعب بمصيرها ومصير العالم طوال ثماني سنوات، وهي التي نصبت نفسها دركي العالم، تراقب تصرفات حكامه، توزع الإهانات والحسنات على من تشاء، في حين سمحت لمثل بوش بإدخالها في حروب مازالت لم تجد كيف تخلص نفسها منها بناء على تخيلات وأكاذيب مفضوحة.
لست هنا لأدافع عن الموقف المصري، فمصر قامت بأسوإ من هذا، بل لأن لعنات بوش وسمومه التي بثها في العالم العربي باحتلال العراق وإدخاله في دوامة من العنف سوت مؤسساته بالأرض مازالت تلاحقنا لنسف كل محاولة التقارب العربي ..

حدة حزام