السبب الخرفان ....

اهتزت يوم أمس الأول، مدينة الفنطرة الواقعة شمال عاصمة الولاية بسكرة بنحو 60 كلم،
على وقع جريمة شنعاء حدثت بمنطقة الولجة الفلاحية، ارتكبها الابن البالغ
من العمر 36 سنة في حق والده المسن البالغ من العمر 83 سنة، مستغلا
كبر سنه وعدم قدرته على المقاومة لينهي حياته بطريقة بشعة.
أجمعت العديد من المصادر بعين المكان أن الابن أقدم على توجيه طعنات قاتلة بآلة حادة حديدية، يحتمل أن تكون شاقورا، كان الضحية يستعملها في تقطيع الحطب، أصابت رأس الضحية قبل أن يوجه له طعنة أخرى في البطن مزقت أحشاءه التي خرجت من موضعها، مستغلا عدم قدرة والده الطاعن في السن على المقاومة وانعزاله في غرفة اعتاد المكوث فيها لحراسة بستانه ومتابعة عملية سقي مزروعاته وأشجاره، ثم أغلق الجاني باب غرفته لينهض صباحا ويخبر عمته بفعلته الدنيئة. ثم شاع خبرالجريمة، وتدخل الجيران ومصالح الدرك الذين وجدوا جثة الشيخ هامدة، غارقا في دمائه. وأكدت المعلومات التي استقيناها من موقع الحادث، أن العائلة تتشكل من الوالد وزوجته وولدين، أحدهما متزوج وله أولاد يقطن بعيد عنهم، والجاني الذي بقي رفقتهما.
وكانت هذه العائلة تقطن في عين التوتة، لكن الأب فضل في بداية التسعينيات، بعدما لم يتمكن ابنه الجاني من الحصول على شهادة البكالوريا ونظرا لميوله للعزلة والانطواء، التحول إلى مدينة الفنطرة، ليستقر بالولجة في بستان به مسكن بسيط، قبل أن يشتري مجموعة من رؤوس الأغنام لتربيتها. وتفيد الرويات المتطابقة أن الابن سبق وأن حاول ضرب والده بآلة فلاحية منذ نحو عام، لكن الوالد تفادى الضربة وتمكن من الهرب، وكان ذلك بسبب خلاف بسيط، بعدما طلب الوالد من ابنه بيع عدد من الأغنام التي عبثت بالأشجار. والملاحظ أن نفس المشكل أعيد طرحه قبل عيد الأضحى، إلا أن الابن رفض، وتطور الخلاف بين الطرفين إلى حد الملاسنات، إلى أن ارتكب الجريمة النكراء. وقد أوقفت فرقة الدرك الوطني بالفنطرة الفاعل وباشرت تحقيقا لمعرفة خلفيات الجريمة الشنيعة.