انتخابات محسومة.. لكنها مثيرة!

شراسة النظام المصري يواجهها المصريون بمقاومة فاعلة تثير الإعجاب..! وحجم المشكلات التي تواجه المواطن المصري يوميا لم تجعله يستسلم ويرفع الراية البيضاء.. بل دفعته المشاكل الحادة التي تواجهه إلى مزيد من الكفاح السياسي وغير السياسي..! المجتمع المصري يخاطب رعونة الحزب الحاكم عبر جبهتين تكمل الواحدة منها الأخرى.

جبهة المقاطعة للانتخابات.. وهي الجبهة التي تضم مجموعات الرفض المطلق لما هو قائم.. وهذه تضم ما يسميه المصريون بالأغلبية الصامتة.. أو الأغلبية المطعونة اجتماعيا! والجبهة الثانية هي جبهة المقاومة بمختلف الوسائل ومنها وسيلة إقلاق النظام وزبانيته في صناديق الاقتراع..!

النظام أيضا أبدع أساليب حديثة جدا في ترويض الرافضين له مستخدما ترسانة من القوانين مدعومة بترسانة من رجاله المهيكلين في جسم الدولة.. والذين تؤيدهم ترسانة أخرى من رجال المال والأعمال..!
عبقرية النظام المصري أنه ابتدع أساليب حديثة في التعامل مع الناخبين.. بحيث أينما صوت المصوت فصوته الانتخابي سيذهب إلى الحزب الوطني في نهاية الأمر!

ومن الحيل الانتخابية المصرية: ابتداع ظاهرة المرشحين الأحرار والذين هم أكبر قوة سياسية في مصر من حيث الترشح أو التصويت.. وهذا يعني نظريا أن المستقلين عن النظام هم الأغلبية.. لكن في الحقيقة هؤلاء ليسوا سوى شبكات لصيد المقاعد لحساب الحزب الحاكم والذي ينضم إليه هؤلاء بعد نجاحهم كما حدث في الانتخابات السابقة!
وعندما يصبح الاحتيال على الشعب المصري بهذه الطريقة المفضوحة أمرا شرعيا.. فذاك يعني أن القطيعة بين الشعب والحزب الحاكم أصبحت كارثية!

لكن الشعب المصري رغم الضغط الهائل الذي يتعرض له من طرف زبانية النظام إلا أنه يمارس مقاومة عجيبة ومهمة تجعل الشعب المصري محل احترام وإعجاب لدى الجميع!
نعم الانتخابات المصرية محسومة مسبقا مثل كل الانتخابات العربية.. لكنها مثيرة في وقائعها وخاصة في طرائق مواجهة السيناريو الذي وضعه النظام لإخراج هذه الانتخابات وفق ما يريد!؟

سعد بوعقبة