- المحترفمشرف منتدى أخبار و تاريخ مستغانم
- عدد الرسائل : 1490
نقاط : 2747
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 20/06/2008
ثورة عبدالله بن الزبير
الجمعة 03 ديسمبر 2010, 09:45
ثورة عبد الله بن الزبير
هو أول مولود ولد للمهاجرين بالمدينة بعد الهجرة (79) أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق , ووالده عبد الله بن الزبير أحد المبشرين بالجنة , عرف عنه شدة الدهاء , والشجاعة والنزاهة.(80)
أسباب ثورته
1) بعد مقتل الحسين أخذ عبد الله بن الزبير يدعو لنفسه بمكة .(81)
2) اتهام يزيد بن معاوية بترك الصلاة , وشرب الخمر وملاعبة الكلاب(82)، من قبل وفد المدينة الذي زاره فأحسن وفادتهم وأكرمهم بوافر المال.
3) قيام يزيد بشنّ حملة عسكرية على أهل المدينة الذين خلعوه ، سُميت بالحرة 63 هجري وهي منطقة شرقي المدينة . وبلغ جيش الأمويين حوالي 12000 مقاتل بقيادة مسلم بن عقبة . وقتل من أهل المدينة 1000 رجل معظمهم من الأنصار والمهاجرين واتهم جيش يزيد(83) بـ :
أ. إرسال رؤوس القتلى إلى يزيد .
ب. استباحة المدينة بأمر من يزيد –" فإن ظهرتَ عليهم فأبحها ثلاثاً , فما فيها من مال أو سلاح أو طعام فهو للجند فإن مضت الثلاث فأكفف عن الناس".(84)
ج. عن الإمام مالك : قتل يوم الحرة (700) رجل من حملة القرآن (85)
وهذه خسارة فادحة للأمة .
د. انتهاك حرمة المدينة وهي مدينة مقدسة عند الله ورسوله والمسلمين
فلا يحل فيها القتال .(86)
4) رفض عبد الله بن الزبير مبايعة يزيد ، وشجعه كثير من الصحابة والزعماء وعامة الناس .
5) انحطاط مكانة الحجاز الاقتصادية والاجتماعية بسبب انفراد الشام بالخيرات , وقد صعب على أهل الحجاز زوال النعم عنهم .
نتائج الثورة
1) احتمى عبد الله بن الزبير بالبيت الحرام داخل مكة ففرض حصاراً على مكة وأهلها .
2) تَّم رمي مكة بالمنجنيق .(87)
3) توفي يزيد أثناء الحصار فتم وقف القتال سنة 63 هجري .
4) رفض عبد الله بن الزبير عرضاً مغرياً للحصين بن نمير قائد القوات الأموية بأن يصبح خليفة , قال له : " أنت أحق بهذا الأمر هلم فلنبايعك , ثم اخرج معنا إلى الشام فإن هذا الجند الذين معي هم وجوه الشام وفرسانه فوالله لا يختلف عليك اثنان على أن تؤمن الناس وتهدر هذه الدماء التي كانت بيننا وبينك " . (88) وعلى الأرجح فإن ابن الزبير ضيع فرصة ذهبية سانحة ليصبح خليفة المسلمين الأوحد , لكنه ربما خاف أن يغدر به أهل الشام , ورفض أن يتخلى عن الحجاز ومكانته الهامة .
5) نجح عبد الله بن الزبير أن ينتزع السلطة من الأمويين في معظم الأقطار الإسلامية , الحجاز , فلسطين , العراق , مصر , وحتى أجزاء كبيرة من سوريا . (89)
6) حتى زعماء البيت الأموي كادوا يتنازلون لابن الزبير عن الخلافة وعلى رأسهم مروان بن الحكم الذي وحد كلمة الأمويين بعد معركة مرج رهط 684 م .(90)
7) نجح مصعب بن الزبير اخو عبد الله في القضاء على ثورة التوابين وهم من الشيعة وزعيمهم المختار 67 هجري .(91)
8) بسحق مصعب للشيعة في العراق يكون أيضا قد خدم الأمويين والخليفة عبد الملك بن مروان .
9) أراد عبد الملك أن يهاجم مصعب في العراق قبل أن يهاجمه في عقر داره , وشجعه تشجيع أهل العراق له بالقدوم وفي معركة مسكن في العراق سنة 72 هجري قتل مصعب وقتل معه عدد من الصحابة وآلاف الموالين (92) ويعود سبب خسارته لغدر أهل العراق به .
10) بقتل مصعب وخسارة العراق خسر عبد الله ساعده الأيمن وانكشف ظهره للأمويين ونقم على أهل العراق .
11) عين عبد الملك الحجاج بن يوسف الثقفي ليقارع ابن الزبير المتحصن في مكة فجهز له جيشاً قوياً .
12) رمى الحجاج الكعبة بالمنجنيق وألحق بها خسائر فادحة .(93)
13) احتراق الكعبة بسبب القصف وهنالك من يرجح ذلك أن جماعة عبد الله بن الزبير سبب الحريق بسبب إشعال النار بالقرب من الكعبة.(94)
14) قاتل عبد الله بن الزبير قتالاً شديداً بطولياً.(95)
15) نقص في المؤن وارتفاع بالأسعار مما زاد من تضايق الناس في مكة .
16) تخلى أكثر من عشرة آلاف مقاتل عن عبد الله بن الزبير وبينهم ولداه حمزة وخبيب وانضموا إلى صفوف الحجاج .
17) امتاز عبد الله بن الزبير بالبخل الشديد وربما التقشف المبالغ به فكانت بيوته مملوءة بالتمر والمؤن ولم يوزع على جنده , فلو كان كريماً ما خسر وما انتشرت المجاعة وما تخلى عنه جنده .
18) استشارة أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق" وكان عمرها مائة سنة لم تقع لها سن , ولا ابيضَّ لها شعر ولم يُنْكِر لها عقل "(96) فقالت له :-" إن كنت تعلم انك على حق وإليه تدعو فامض له , فقد قتل عليه أصحابك , ولا تمكن رقبتك يلعب بها غلمان بني أمية , وان كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت , أهلكت نفسك ومن قتل معك , فقبل رأسها وقال هذا الرأي الذي قمت به , ما ركنت إلى الدنيا
وما دعاني إلى الخروج إلا الغضب لله ,فانظري فاني مقتول فلا يشتد حزنك " .(97) لأن عبد الله بن الزبير خاف أن يمثلوا بجثته كما فعلوا مع الحسين بن علي يوم كربلاء فقال :-" يا أمه ، إني أخاف أن يمثل بي بعد القتل , فقالت : يا بني هل تتألم الشاة من ألم السلخ بعد الذبح " .(98)
19) قاتل عبد الله بن الزبير حتى استشهد , أصيب برأسه فقال :-
"ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا
ولكن على أحد منا تقطر الدما"
ولم يهب تمزيق جسده فقال :-
" ولست أبالي حين أُقتل مسلماً
على أي جنب كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وان يشأ
يبارك على أوصال شلوٍ ممزع ِ".
- كان عمره 72 سنة , قتل سنة 73 هجري .
20) لم يكتفِ الحجاج بقتله بل قطع رأسه وصلب جثته المعطرة بالمسك ولكي يذهب الرائحة الزكية صلب إلى جانبه كلبا ميتا و نسورا ".(99)
21) بعد تدخل أخيه عروة الذي أتى إلى عبد الملك مبايعا وطلب إنزال الجثة , قال عروة : " ليس الذليل من قتلتموه لكن الذليل من ملكتموه".(100) إن صلب جثة صحابي والتمثيل بها ورفض تسليمها لأمه أسماء بنت أبي بكر لهو مس بمشاعر المسلمين والصحابة وإساءة للإسلام , ويدل على صلابة الرجل وشدة محاربته للأمويين .
22) لما قتل ابن الزبير كبَّر أهل الشام فرحا بقتله فقال ابن عمر :" أنظروا إلى هؤلاء لقد كبر المسلمون فرحا بولادته وهؤلاء يكبرون فرحا بقتله"(101) .
23) هنالك من يتهم ابن الزبير أنه استغل حرمة المدينة ومكة .(102)
24) بمقتل ابن الزبير استتب الحكم لبني أمية .
قيل عنه
1) قال عثمان بن طلحة : كان الزبير لا ينازع في ثلاثة لا شجاعة ولا عبادة ولا بلاغة وكان له مائة غلام يتكلم كل واحد منهم بلغة وكان ابن الزبير يكلم كل واحد منهم بلغته ".(103)
2) بينما عبد الله بن الزبير مع بعض الغلمان يذكرهم بالجهاد إذ شاهدوا الفاروق عمر ابن الخطاب يتجه إليهم وهو في طريقه, ففر الغلمان من حوله هيبة إلا هو فسأله الفاروق: لمَ لم تفر مثل إخوانك يا عبد الله؟ فقال له: ليست الطريق ضيقة فأوسع لك, ولست مذنبا فأخاف منك".(104)
3) مر ابن عمر على ابن الزبير وهو مصلوب فقال :-
"يرحمك الله فإنك كنت, ما علمتُ, صواما قواما وصولا للرحم ِ, فإني لأرجو ألا يعذبك الله عز وجل".(105)
(79) - ابن الجوزي , صفوة الصفوة , ص 293 .
(80) - سيد أمير علي , تاريخ العرب , ص 84 .
(81) - 77) محمد أبو الفضل ابراهيم , أيام العرب في الإسلام , ص 418 .
(82) - 78) حمدي شاهين , الدولة الأموية المفترى عليها , ص 340 .
(83) - سيد أمير علي , تاريخ العرب , ص 75 .
(84) - محمد أبو الفضل إبراهيم , أيام العرب في الإسلام , ص 423 .
(85) - ابن كثير , البداية والنهاية , ص 229 .
(86) - محمد الخضري , الدولة الأموية , ص 329 .
(87) - ن . م , ص 239 .
(88) - محمد أبو الفضل إبراهيم , أيام العرب في الإسلام , ص 432 .
(89) - حابا لتصروم - يافه ، فصول في تاريخ العرب والإسلام، ص 135.
(90) - ن . م , ص 135 .
(91) - سيد احمد علي , تاريخ العرب والتمدن الإسلامي ص 80 .
(92) - نبيه عاقل , خلافة بني أمية , ص 100 .
(93) - سيد أمير علي , مختصر تاريخ العرب , ص 81 .
(94) - حمدي شاهين , الدولة الأموية المفترى عليها , ص 349 .
(95) - نبيه عاقل , تاريخ بني أمية , ص 107 .
(96) - المسعودي , مروج الذهب , ج 3 , ص 123 .
(97) - فواز سراج عبد القفار , سيرة شهداء الصحابة , ص 57 .
(98) - المسعودي , مروج الذهب , ج3 , ص 123 .
(99) - ابن الأثير , الكامل في التاريخ , المجلد الرابع , ص 309 .
(100) - ن . م , ص 358 .
(101) - ن . م , ص 356 .
(102) - حمدي شاهين , الدولة الأموية المفترى عليها .
(103) - محمد العربي التباني , تحذير العبقري من محاضرات الخضري , ص301 .
(104) - فواز بن سراج عبد الغفار , سيرة شهداء الصحابة , ص 504 .
(105) - ابن الجوزي , صفوة الصفوة , ج1 ص 290 .
هو أول مولود ولد للمهاجرين بالمدينة بعد الهجرة (79) أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق , ووالده عبد الله بن الزبير أحد المبشرين بالجنة , عرف عنه شدة الدهاء , والشجاعة والنزاهة.(80)
أسباب ثورته
1) بعد مقتل الحسين أخذ عبد الله بن الزبير يدعو لنفسه بمكة .(81)
2) اتهام يزيد بن معاوية بترك الصلاة , وشرب الخمر وملاعبة الكلاب(82)، من قبل وفد المدينة الذي زاره فأحسن وفادتهم وأكرمهم بوافر المال.
3) قيام يزيد بشنّ حملة عسكرية على أهل المدينة الذين خلعوه ، سُميت بالحرة 63 هجري وهي منطقة شرقي المدينة . وبلغ جيش الأمويين حوالي 12000 مقاتل بقيادة مسلم بن عقبة . وقتل من أهل المدينة 1000 رجل معظمهم من الأنصار والمهاجرين واتهم جيش يزيد(83) بـ :
أ. إرسال رؤوس القتلى إلى يزيد .
ب. استباحة المدينة بأمر من يزيد –" فإن ظهرتَ عليهم فأبحها ثلاثاً , فما فيها من مال أو سلاح أو طعام فهو للجند فإن مضت الثلاث فأكفف عن الناس".(84)
ج. عن الإمام مالك : قتل يوم الحرة (700) رجل من حملة القرآن (85)
وهذه خسارة فادحة للأمة .
د. انتهاك حرمة المدينة وهي مدينة مقدسة عند الله ورسوله والمسلمين
فلا يحل فيها القتال .(86)
4) رفض عبد الله بن الزبير مبايعة يزيد ، وشجعه كثير من الصحابة والزعماء وعامة الناس .
5) انحطاط مكانة الحجاز الاقتصادية والاجتماعية بسبب انفراد الشام بالخيرات , وقد صعب على أهل الحجاز زوال النعم عنهم .
نتائج الثورة
1) احتمى عبد الله بن الزبير بالبيت الحرام داخل مكة ففرض حصاراً على مكة وأهلها .
2) تَّم رمي مكة بالمنجنيق .(87)
3) توفي يزيد أثناء الحصار فتم وقف القتال سنة 63 هجري .
4) رفض عبد الله بن الزبير عرضاً مغرياً للحصين بن نمير قائد القوات الأموية بأن يصبح خليفة , قال له : " أنت أحق بهذا الأمر هلم فلنبايعك , ثم اخرج معنا إلى الشام فإن هذا الجند الذين معي هم وجوه الشام وفرسانه فوالله لا يختلف عليك اثنان على أن تؤمن الناس وتهدر هذه الدماء التي كانت بيننا وبينك " . (88) وعلى الأرجح فإن ابن الزبير ضيع فرصة ذهبية سانحة ليصبح خليفة المسلمين الأوحد , لكنه ربما خاف أن يغدر به أهل الشام , ورفض أن يتخلى عن الحجاز ومكانته الهامة .
5) نجح عبد الله بن الزبير أن ينتزع السلطة من الأمويين في معظم الأقطار الإسلامية , الحجاز , فلسطين , العراق , مصر , وحتى أجزاء كبيرة من سوريا . (89)
6) حتى زعماء البيت الأموي كادوا يتنازلون لابن الزبير عن الخلافة وعلى رأسهم مروان بن الحكم الذي وحد كلمة الأمويين بعد معركة مرج رهط 684 م .(90)
7) نجح مصعب بن الزبير اخو عبد الله في القضاء على ثورة التوابين وهم من الشيعة وزعيمهم المختار 67 هجري .(91)
8) بسحق مصعب للشيعة في العراق يكون أيضا قد خدم الأمويين والخليفة عبد الملك بن مروان .
9) أراد عبد الملك أن يهاجم مصعب في العراق قبل أن يهاجمه في عقر داره , وشجعه تشجيع أهل العراق له بالقدوم وفي معركة مسكن في العراق سنة 72 هجري قتل مصعب وقتل معه عدد من الصحابة وآلاف الموالين (92) ويعود سبب خسارته لغدر أهل العراق به .
10) بقتل مصعب وخسارة العراق خسر عبد الله ساعده الأيمن وانكشف ظهره للأمويين ونقم على أهل العراق .
11) عين عبد الملك الحجاج بن يوسف الثقفي ليقارع ابن الزبير المتحصن في مكة فجهز له جيشاً قوياً .
12) رمى الحجاج الكعبة بالمنجنيق وألحق بها خسائر فادحة .(93)
13) احتراق الكعبة بسبب القصف وهنالك من يرجح ذلك أن جماعة عبد الله بن الزبير سبب الحريق بسبب إشعال النار بالقرب من الكعبة.(94)
14) قاتل عبد الله بن الزبير قتالاً شديداً بطولياً.(95)
15) نقص في المؤن وارتفاع بالأسعار مما زاد من تضايق الناس في مكة .
16) تخلى أكثر من عشرة آلاف مقاتل عن عبد الله بن الزبير وبينهم ولداه حمزة وخبيب وانضموا إلى صفوف الحجاج .
17) امتاز عبد الله بن الزبير بالبخل الشديد وربما التقشف المبالغ به فكانت بيوته مملوءة بالتمر والمؤن ولم يوزع على جنده , فلو كان كريماً ما خسر وما انتشرت المجاعة وما تخلى عنه جنده .
18) استشارة أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق" وكان عمرها مائة سنة لم تقع لها سن , ولا ابيضَّ لها شعر ولم يُنْكِر لها عقل "(96) فقالت له :-" إن كنت تعلم انك على حق وإليه تدعو فامض له , فقد قتل عليه أصحابك , ولا تمكن رقبتك يلعب بها غلمان بني أمية , وان كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت , أهلكت نفسك ومن قتل معك , فقبل رأسها وقال هذا الرأي الذي قمت به , ما ركنت إلى الدنيا
وما دعاني إلى الخروج إلا الغضب لله ,فانظري فاني مقتول فلا يشتد حزنك " .(97) لأن عبد الله بن الزبير خاف أن يمثلوا بجثته كما فعلوا مع الحسين بن علي يوم كربلاء فقال :-" يا أمه ، إني أخاف أن يمثل بي بعد القتل , فقالت : يا بني هل تتألم الشاة من ألم السلخ بعد الذبح " .(98)
19) قاتل عبد الله بن الزبير حتى استشهد , أصيب برأسه فقال :-
"ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا
ولكن على أحد منا تقطر الدما"
ولم يهب تمزيق جسده فقال :-
" ولست أبالي حين أُقتل مسلماً
على أي جنب كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وان يشأ
يبارك على أوصال شلوٍ ممزع ِ".
- كان عمره 72 سنة , قتل سنة 73 هجري .
20) لم يكتفِ الحجاج بقتله بل قطع رأسه وصلب جثته المعطرة بالمسك ولكي يذهب الرائحة الزكية صلب إلى جانبه كلبا ميتا و نسورا ".(99)
21) بعد تدخل أخيه عروة الذي أتى إلى عبد الملك مبايعا وطلب إنزال الجثة , قال عروة : " ليس الذليل من قتلتموه لكن الذليل من ملكتموه".(100) إن صلب جثة صحابي والتمثيل بها ورفض تسليمها لأمه أسماء بنت أبي بكر لهو مس بمشاعر المسلمين والصحابة وإساءة للإسلام , ويدل على صلابة الرجل وشدة محاربته للأمويين .
22) لما قتل ابن الزبير كبَّر أهل الشام فرحا بقتله فقال ابن عمر :" أنظروا إلى هؤلاء لقد كبر المسلمون فرحا بولادته وهؤلاء يكبرون فرحا بقتله"(101) .
23) هنالك من يتهم ابن الزبير أنه استغل حرمة المدينة ومكة .(102)
24) بمقتل ابن الزبير استتب الحكم لبني أمية .
قيل عنه
1) قال عثمان بن طلحة : كان الزبير لا ينازع في ثلاثة لا شجاعة ولا عبادة ولا بلاغة وكان له مائة غلام يتكلم كل واحد منهم بلغة وكان ابن الزبير يكلم كل واحد منهم بلغته ".(103)
2) بينما عبد الله بن الزبير مع بعض الغلمان يذكرهم بالجهاد إذ شاهدوا الفاروق عمر ابن الخطاب يتجه إليهم وهو في طريقه, ففر الغلمان من حوله هيبة إلا هو فسأله الفاروق: لمَ لم تفر مثل إخوانك يا عبد الله؟ فقال له: ليست الطريق ضيقة فأوسع لك, ولست مذنبا فأخاف منك".(104)
3) مر ابن عمر على ابن الزبير وهو مصلوب فقال :-
"يرحمك الله فإنك كنت, ما علمتُ, صواما قواما وصولا للرحم ِ, فإني لأرجو ألا يعذبك الله عز وجل".(105)
(79) - ابن الجوزي , صفوة الصفوة , ص 293 .
(80) - سيد أمير علي , تاريخ العرب , ص 84 .
(81) - 77) محمد أبو الفضل ابراهيم , أيام العرب في الإسلام , ص 418 .
(82) - 78) حمدي شاهين , الدولة الأموية المفترى عليها , ص 340 .
(83) - سيد أمير علي , تاريخ العرب , ص 75 .
(84) - محمد أبو الفضل إبراهيم , أيام العرب في الإسلام , ص 423 .
(85) - ابن كثير , البداية والنهاية , ص 229 .
(86) - محمد الخضري , الدولة الأموية , ص 329 .
(87) - ن . م , ص 239 .
(88) - محمد أبو الفضل إبراهيم , أيام العرب في الإسلام , ص 432 .
(89) - حابا لتصروم - يافه ، فصول في تاريخ العرب والإسلام، ص 135.
(90) - ن . م , ص 135 .
(91) - سيد احمد علي , تاريخ العرب والتمدن الإسلامي ص 80 .
(92) - نبيه عاقل , خلافة بني أمية , ص 100 .
(93) - سيد أمير علي , مختصر تاريخ العرب , ص 81 .
(94) - حمدي شاهين , الدولة الأموية المفترى عليها , ص 349 .
(95) - نبيه عاقل , تاريخ بني أمية , ص 107 .
(96) - المسعودي , مروج الذهب , ج 3 , ص 123 .
(97) - فواز سراج عبد القفار , سيرة شهداء الصحابة , ص 57 .
(98) - المسعودي , مروج الذهب , ج3 , ص 123 .
(99) - ابن الأثير , الكامل في التاريخ , المجلد الرابع , ص 309 .
(100) - ن . م , ص 358 .
(101) - ن . م , ص 356 .
(102) - حمدي شاهين , الدولة الأموية المفترى عليها .
(103) - محمد العربي التباني , تحذير العبقري من محاضرات الخضري , ص301 .
(104) - فواز بن سراج عبد الغفار , سيرة شهداء الصحابة , ص 504 .
(105) - ابن الجوزي , صفوة الصفوة , ج1 ص 290 .
- المسلمعضو خبير
- عدد الرسائل : 687
العمر : 43
الموقع : بورسعيد
البلد :
نقاط : 1007
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
رد
السبت 04 ديسمبر 2010, 10:54
بارك الله فيك
ايام حزينه من تاريخ امتنا المجيد والحمد لله
بالنسبه الى بخل عبد الله بن الزبير فهذا صحيح وقد سمعت الشيخ ابو اسحق الحوينى يروى روايه جميله عندما كان يريد ان يحجر على السيده عائشه رضى الله عنها ولم تكن تريد ان تقابله او تفتح له بيتها عقوبه له على ذلك حتى احتال للدخول وطلب العفو منها
بارك الله فيك اخى المحترف
ايام حزينه من تاريخ امتنا المجيد والحمد لله
بالنسبه الى بخل عبد الله بن الزبير فهذا صحيح وقد سمعت الشيخ ابو اسحق الحوينى يروى روايه جميله عندما كان يريد ان يحجر على السيده عائشه رضى الله عنها ولم تكن تريد ان تقابله او تفتح له بيتها عقوبه له على ذلك حتى احتال للدخول وطلب العفو منها
بارك الله فيك اخى المحترف
- gramoعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 2387
البلد :
نقاط : 4450
السٌّمعَة : 37
تاريخ التسجيل : 19/03/2009
رد: ثورة عبدالله بن الزبير
السبت 04 ديسمبر 2010, 11:36
النقطة المهمة:
ان "بن الزبير" هو من كان من المعارضين الأولين ليس لإستخلاف "يزيد" و لكن كان ضد النظام الوراثي الملكي.
و لذا قال لمعاوية: و هو ضد مباعية ابنه "يزيد"
نخيرك بين ثلات:
1) تفعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه و سلم قبض و لم يستخلف احدا فارتض الناس أبا بكر
2) تصنع مثل ما صنع ابو بكر فاختار رجلا من قصية قريش
3) او كما فعل عمر جعل الأمر شورى بين الناس.
شكرا المحترف
ان "بن الزبير" هو من كان من المعارضين الأولين ليس لإستخلاف "يزيد" و لكن كان ضد النظام الوراثي الملكي.
و لذا قال لمعاوية: و هو ضد مباعية ابنه "يزيد"
نخيرك بين ثلات:
1) تفعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه و سلم قبض و لم يستخلف احدا فارتض الناس أبا بكر
2) تصنع مثل ما صنع ابو بكر فاختار رجلا من قصية قريش
3) او كما فعل عمر جعل الأمر شورى بين الناس.
شكرا المحترف
رد: ثورة عبدالله بن الزبير
السبت 04 ديسمبر 2010, 13:24
ما كان عبد الله بن الزبير بخيلا , و لكنه لم يرد شراء الذمم و أراد أن يلتحق به كل من يؤمن بمبادئه , و للأسف فإن الفتح قد اتسع و لم يكن المسلمون كالصحابة و التابعين بل تغيرت أنفسهم و تمكن بنو أمية من شراء ذممهم أو ترهيب الآخرين بالحجاج.
رد: ثورة عبدالله بن الزبير
الجمعة 10 ديسمبر 2010, 07:46
الشهيد العائذ بالبيت
عبد الله بن الزبير
إنه أبو بكر عبد الله بن الزبير بن العوام -رضي الله عنه-، ابن ذات النطاقين
أسماء بنت أبي بكر، وقد وضعته أمه حين وصلت قُباء، فكان أول مولود للمهاجرين بعد الهجرة، ثم أتت به أمه الرسول
( فوضعه في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها ثم وضعها في فمه، فكان أول شيء دخل بطنه ريق النبي (، ثم دعا له بالبركة، وسماه عبد الله على اسم جده
أبي بكر وكناه بكنيته. [مسلم]، وكان ميلاده حدثًا عظيمًا أبطل مزاعم اليهود الذين زعموا أنهم سحروا المسلمين فلن يولد لهم بالمدينة ولد، وكبَّر الصحابة حين ولد تكبيرة اهتزت المدينة منها.
ونشأ عبد الله في بيت النبوة حيث تربى في حجر خالته عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-، وظهرت عليه علامات الشجاعة منذ طفولته. وذات يوم تحدث بعض الصحابة مع النبي ( في أمر أبناء المهاجرين والأنصار الذين ولدوا في الإسلام حتى ترعرعوا من أمثال عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن جعفر، وعمر بن أبي سلمة، وقالوا له: لو بايعتهم فتصيبهم بركتك، ويكون لهم ذكر؟، وجاءوا بهم إلى النبي ( فخافوا ووجلوا من النبي ( إلا عبد الله بن الزبير الذي اقتحم أولهم، فرآه النبي ( فتبسَّم، وقال: (إنه ابن أبيه). وبايعه النبي ( وهو ابن سبع سنين. [مسلم].
وكان عبد الله فارسًا شجاعًا يحب الجهاد، ويذهب مع أبيه ليتدرب على ركوب الخيل والمبارزة، وشهد معه معارك عديدة منها اليرموك، واشترك في فتح إفريقية، وهو الذي حمل البشرى إلى الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بفتحها. وكان -رضي الله عنه- عابدًا لله، قارئًا لكتاب الله، قوامًا لليل، صوامًا للنهار، قال عنه عمرو بن دينار: ما رأيت مصليًا أحسن صلاة من ابن الزبير. وقال ثابت البناني: كنت أمرُّ بابن الزبير وهو خلف المقام يصلي، كأنه خشبة منصوبة لا تتحرك. وكان أحد الذين أمرهم عثمان -رضي الله عنه- بنسخ المصاحف.
قال عمر بن عبد العزيز يومًا لابن أبي مليكة: صف لنا عبد الله بن الزبير فقال: والله ما رأيت نفسًا رُكبت بين جنبين مثل نفسه، ولقد كان يدخل في الصلاة، فيخرج من كل شيء إليها، وكان يركع أو يسجد فتقف العصافير فوق ظهره وكاهله لا تحسبه من طول ركوعه وسجوده إلا جدارًا.
واشترك -رضي الله عنه- مع أبيه في موقعة الجمل، وبعد أن أصبح الحكم في
يد بني أمية ظل عبد الله على خلاف معهم، فاعترض على ولاية يزيد بن معاوية. ولما توفي يزيد بايعت جميع الولايات الإسلامية عبدالله بن الزبير أميرًا للمؤمنين، واتخذ عبدالله من مكة عاصمة لدولته، وبسط يده على الحجاز واليمن والبصرة والكوفة والشام كلها ما عدا دمشق، وظل عبدالله باسطًا يده على هذه البلاد حتى استطاع مروان بن الحكم أن ينتزع منه هذه الولايات عدا الحجاز التي ظلت تحت سيطرة عبدالله.
ورغم ذلك لم يهدأ الأمويون، فأخذوا يشنون حروبًا متصلة ضد ابن الزبير، انهزموا في أكثرها حتى جاء عهد عبد الملك بن مروان الذي أرسل
الحجاج بن يوسف الثقفي على رأس جيش كبير لغزو مكة عاصمة ابن الزبير، فحاصرها ستة أشهر مانعًا عن الناس الماء والطعام كي يحملهم على ترك عبد الله بن الزبير، وتحت وطأة الجوع استسلم الكثير من جنوده، ووجد عبد الله نفسه وحيدًا، فقرر أن يتحمل مسئوليته حتى النهاية، وراح يقاتل جيش الحجاج في شجاعة فائقة، وكان عمره يومئذ سبعين سنة.
وأثناء ذلك ذهب عبد الله إلى أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنها-، وأخذ يشرح لها موقفه، فقالت له: يا بني، إنك أعلم بنفسك، إن كنت تعلم أنك على حق، وتدعو إلى حق، فاصبر عليه حتى تموت في سبيله، ولا تملك من رقبتك غلمان بني أمية، وإن كنت تعلم أنك أردت الدنيا فلبئس العبد أنت أهلكت نفسك، وأهلكت من قتل معك. فقال عبد الله: والله يا أماه، ما أردت الدنيا، ولا ركنت إليها، وما جُرْتُ في حكم الله أبدًا، ولا ظلمت، ولا غدرت.
فقالت أمه أسماء: أني لأرجو الله أن يكون عزائي فيك حسنًا، إن سبقتني إلى الله
أو سبقتك، اللهم ارحم طول قيامه في الليل، وظمأه في الهواجر (الأيام الشديدة الحر)، وبرَّه بأبيه وبي، اللهم أني أسلمته لأمرك فيه، ورضيت بما قضيت، فأثبني في عبد الله ثواب الصابرين الشاكرين.
وانطلق عبد الله يقاتل الحجاج مع مَنْ تبقَّى معه من المسلمين حتى استشهد ومعه كثير من المسلمين وكان ذلك عام (37هـ). ولما قتل عبد الله كبر أصحاب الحجاج فسمعهم ابن عمر، فقال: أما والله للذين كبروا عند مولده خير من هؤلاء الذين كبروا عند قتله. ثم صلبه الحجاج على إحدى الطرق، فمرَّ به ابن عمر وهو مصلوب فقال: السلام عليك يا أبا خبيب، قالها ثلاث مرات، أما والله، لقد كنت أنهاك عن هذا (يقصد قتال بني أمية) ثم أخذ يثني عليه ويذكر صيامه وقيامه ومكانته. وجاءت أمه أسماء بنت أبي بكر وكانت عجوزًا مكفوفة البصر، فقالت للحجاج: أما آن لهذا الراكب أن ينـزل (تقصد عبد الله المصلوب)؟ فأنزله، فغسله المسلمون ودفنوه -رضي الله عنه-.
عبد الله بن الزبير
إنه أبو بكر عبد الله بن الزبير بن العوام -رضي الله عنه-، ابن ذات النطاقين
أسماء بنت أبي بكر، وقد وضعته أمه حين وصلت قُباء، فكان أول مولود للمهاجرين بعد الهجرة، ثم أتت به أمه الرسول
( فوضعه في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها ثم وضعها في فمه، فكان أول شيء دخل بطنه ريق النبي (، ثم دعا له بالبركة، وسماه عبد الله على اسم جده
أبي بكر وكناه بكنيته. [مسلم]، وكان ميلاده حدثًا عظيمًا أبطل مزاعم اليهود الذين زعموا أنهم سحروا المسلمين فلن يولد لهم بالمدينة ولد، وكبَّر الصحابة حين ولد تكبيرة اهتزت المدينة منها.
ونشأ عبد الله في بيت النبوة حيث تربى في حجر خالته عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-، وظهرت عليه علامات الشجاعة منذ طفولته. وذات يوم تحدث بعض الصحابة مع النبي ( في أمر أبناء المهاجرين والأنصار الذين ولدوا في الإسلام حتى ترعرعوا من أمثال عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن جعفر، وعمر بن أبي سلمة، وقالوا له: لو بايعتهم فتصيبهم بركتك، ويكون لهم ذكر؟، وجاءوا بهم إلى النبي ( فخافوا ووجلوا من النبي ( إلا عبد الله بن الزبير الذي اقتحم أولهم، فرآه النبي ( فتبسَّم، وقال: (إنه ابن أبيه). وبايعه النبي ( وهو ابن سبع سنين. [مسلم].
وكان عبد الله فارسًا شجاعًا يحب الجهاد، ويذهب مع أبيه ليتدرب على ركوب الخيل والمبارزة، وشهد معه معارك عديدة منها اليرموك، واشترك في فتح إفريقية، وهو الذي حمل البشرى إلى الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بفتحها. وكان -رضي الله عنه- عابدًا لله، قارئًا لكتاب الله، قوامًا لليل، صوامًا للنهار، قال عنه عمرو بن دينار: ما رأيت مصليًا أحسن صلاة من ابن الزبير. وقال ثابت البناني: كنت أمرُّ بابن الزبير وهو خلف المقام يصلي، كأنه خشبة منصوبة لا تتحرك. وكان أحد الذين أمرهم عثمان -رضي الله عنه- بنسخ المصاحف.
قال عمر بن عبد العزيز يومًا لابن أبي مليكة: صف لنا عبد الله بن الزبير فقال: والله ما رأيت نفسًا رُكبت بين جنبين مثل نفسه، ولقد كان يدخل في الصلاة، فيخرج من كل شيء إليها، وكان يركع أو يسجد فتقف العصافير فوق ظهره وكاهله لا تحسبه من طول ركوعه وسجوده إلا جدارًا.
واشترك -رضي الله عنه- مع أبيه في موقعة الجمل، وبعد أن أصبح الحكم في
يد بني أمية ظل عبد الله على خلاف معهم، فاعترض على ولاية يزيد بن معاوية. ولما توفي يزيد بايعت جميع الولايات الإسلامية عبدالله بن الزبير أميرًا للمؤمنين، واتخذ عبدالله من مكة عاصمة لدولته، وبسط يده على الحجاز واليمن والبصرة والكوفة والشام كلها ما عدا دمشق، وظل عبدالله باسطًا يده على هذه البلاد حتى استطاع مروان بن الحكم أن ينتزع منه هذه الولايات عدا الحجاز التي ظلت تحت سيطرة عبدالله.
ورغم ذلك لم يهدأ الأمويون، فأخذوا يشنون حروبًا متصلة ضد ابن الزبير، انهزموا في أكثرها حتى جاء عهد عبد الملك بن مروان الذي أرسل
الحجاج بن يوسف الثقفي على رأس جيش كبير لغزو مكة عاصمة ابن الزبير، فحاصرها ستة أشهر مانعًا عن الناس الماء والطعام كي يحملهم على ترك عبد الله بن الزبير، وتحت وطأة الجوع استسلم الكثير من جنوده، ووجد عبد الله نفسه وحيدًا، فقرر أن يتحمل مسئوليته حتى النهاية، وراح يقاتل جيش الحجاج في شجاعة فائقة، وكان عمره يومئذ سبعين سنة.
وأثناء ذلك ذهب عبد الله إلى أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنها-، وأخذ يشرح لها موقفه، فقالت له: يا بني، إنك أعلم بنفسك، إن كنت تعلم أنك على حق، وتدعو إلى حق، فاصبر عليه حتى تموت في سبيله، ولا تملك من رقبتك غلمان بني أمية، وإن كنت تعلم أنك أردت الدنيا فلبئس العبد أنت أهلكت نفسك، وأهلكت من قتل معك. فقال عبد الله: والله يا أماه، ما أردت الدنيا، ولا ركنت إليها، وما جُرْتُ في حكم الله أبدًا، ولا ظلمت، ولا غدرت.
فقالت أمه أسماء: أني لأرجو الله أن يكون عزائي فيك حسنًا، إن سبقتني إلى الله
أو سبقتك، اللهم ارحم طول قيامه في الليل، وظمأه في الهواجر (الأيام الشديدة الحر)، وبرَّه بأبيه وبي، اللهم أني أسلمته لأمرك فيه، ورضيت بما قضيت، فأثبني في عبد الله ثواب الصابرين الشاكرين.
وانطلق عبد الله يقاتل الحجاج مع مَنْ تبقَّى معه من المسلمين حتى استشهد ومعه كثير من المسلمين وكان ذلك عام (37هـ). ولما قتل عبد الله كبر أصحاب الحجاج فسمعهم ابن عمر، فقال: أما والله للذين كبروا عند مولده خير من هؤلاء الذين كبروا عند قتله. ثم صلبه الحجاج على إحدى الطرق، فمرَّ به ابن عمر وهو مصلوب فقال: السلام عليك يا أبا خبيب، قالها ثلاث مرات، أما والله، لقد كنت أنهاك عن هذا (يقصد قتال بني أمية) ثم أخذ يثني عليه ويذكر صيامه وقيامه ومكانته. وجاءت أمه أسماء بنت أبي بكر وكانت عجوزًا مكفوفة البصر، فقالت للحجاج: أما آن لهذا الراكب أن ينـزل (تقصد عبد الله المصلوب)؟ فأنزله، فغسله المسلمون ودفنوه -رضي الله عنه-.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى