دولة حقّارة وعملاء "رخاص"!

هل يعقل أن يأخذ ديبلوماسيون أمريكيون وقادة عسكريون برأي ونصيحة أمير، ولي عهد في إمارة خليجية، ثلاثة أرباع سكانها من المهاجرين، ولكل رجل من رجالها سبع نساء، ولكل طفل من أطفالها امرأة فيلبينية، تعمل في خدمته ليل نهار؟! ما قيمة الكلام الذي يصدر عن مثل هذا الأمير، على افتراض أنه صدر عنه، ولماذا يسوقه الذين يسوقونه في إطار هذه الهرجة والمرجة الإعلامية التي طلعت علينا منذ عدة أيام؟!

منذ مدة، قدم ديبلوماسي أمريكي، يهتم بقضايا الشرق الأوسط، وبموضوع لبنان على وجه الخصوص، تقريرا قال فيه إن بلاده دفعت في لبنان 500 مليون دولار، من أجل تشويه صورة حزب الله. هل كان يقصد أن خصوم حزب الله في لبنان، من اللبنانيين وربما من العرب أيضا، هم في الحقيقة أعداء له، والدليل على ذلك أنهم يخدمون الولايات المتحدة الأمريكية، ويتقاضون أجرا منها، أي بمعنى أوضح يرتزقون، وذلك لضرب حزب الله، أم أن القصد تحريض حزب الله ضد هؤلاء الخصوم، وجر الطرفين إلى الاقتتال؟!

ومهما يكن، فإن اللبنانيين يعيشون على وقع، التسربات الأمريكية والأوروبية، منذ اغتيال السيد رفيق الحريري. فهناك قرار ظني، باتهام الجهة التي اغتالت هذا الرجل. تارة تقول صحيفة ألمانية إن القتلة هم سوريون، وتارة أخرى نسمع أنهم أعضاء في حزب الله. أما القرائن على هذا الاتهام، فيبدو، بحسب التسريبات، أنها اعتمدت على مكالمات هاتفية خلوية، ولكن اللبنانيين يقولون أن مدراء شبكاتهم الخلوية، هم عملاء إسرائيليون، وقد ألقي القبض عليهم، وأن رموز شبكتهم، كلها بيد الإسرائيليين، وأن هؤلاء يستطعيون استخدامها واستخدام هواتف وأرقام المشتركين، دون علمهم إذا شاءوا.
مساكينٌ العرب، وحقا أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة حقّارة.
عماد سالم درويش

ملاحظة من kantila: الجزائر
سيد بوعقبة لأنك صحفي عربي حتى لا أقول شيئا آخر فأنت سجين لنظرية المؤامرة وحبيس في قالب قصص الأغوال والأغلال والفزاعات على رأي شيخ زميل لك. فلن تستوعب أن صحفيا أستراليا شابا يمكن أن يتحدى جبروت الفزاعة العظمى سلاحه الوحيد المادة الدستورية الأولى لنفس بلد الفزاعة.. أقدم دستور وضعي بشري وأقصرها مواد وصلابة "غير مرنة"، أي غير قابلة للتعديل الوراثي!
مؤسس موقع ويكيليكس "فرع من فروع ويكيبيديا"، الأسترالي جوليان أسونج، وطاقمه من الصحفيين وناشطين في حقوق الإنسان وضعوا طريقة فعالة وبسيطة جدا (أي موظف أو شخص يمتلك وثيقة تمثل عبئا أخلاقيا وتتناقض مع ضميره الإنساني يمكن له نشرها في الموقع مع ضمان التكتم على هويته).

مدير ويكيليكس ملاحق الآن من شرطة الأنتربول بتهم ملفقة في السويد حيث كان يقيم سابقا، وهو الآن مختبئ في أيسلندا الجزيرة صاحبة القوانين الأكثر تشددا في منع ملاحقة أي إعلامي.
ولا يمكن المقارنة بين الجزيرتين "أيسلندا وقطر" لأن الأخيرة هي عبارة عن دار خلاء أخرى في المنطقة يستعملها الماريكان لقضاء حاجاته البيولوجية. المهم في كل هذا صعب حتى على جبروت الحكومة الماريكانية أن تفضح حلفائها المباشرين بهذه الطريقة الميكي ماوسية والأهم بالنسبة لنا مهما كانت خلفيات هذا التسريب فهو أحسن مئة مرة من التعتيم المعلوماتي المظلم على الأقل لدينا حرية تصديقها وتكذيبها حسب "فهامة" كل واحد منا.

سعد بوعقبة