- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
عندما تكون الفصاحة منجاة
الجمعة 31 ديسمبر 2010, 07:03
كان تميم بن جميل السدوسي قد أقام بشاطئ الفرات وجمع إليه كثير من الأعراب وعظم أمره، فكتب المعتصم إلى مالك بن طوق في النهوض إليه.
فتبدد جمعه وجاء به إلى المعتصم موثقاً.
فقال أحمد بن داود: "مارأيت رجلاُ عاين الموت فما هاله ولا شغله عما يجب عليه أن يفعله إلا تميم بن جميل، فإنه لما مثل بين يدي المعتصم وأُحْضر السيف والنطع، ووقف بينهما تأمله المعتصم -وكان جميلاً وسيما- فأحب أن يعلم أين لسانه من منظره، فقال تكلم يا تميم، فقال:
أما إذ أذنت يا أمير المؤمنين فأنا أقول:
الحمد لله الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين. يا أمير المؤمنين جبر الله بك صدع الدين ولمّ بك شعث المسلمين، وأوضح بك سبل الحق، وأخمد بك شهاب الباطل، إن الذنوب تخرس الألسن الفصيحة، وتُعْيِي الأفئدة الصحيحة، وقد عظمت الجريرة، وانقطعت الحجة، وساء الظن، فلم يبق إلا عفوك وانتقامك، وأرجو أن يكون أقربهما مني وأسرعهما إليَّ أشبههما بك، وأولاهما بكرمك.
ثم أنشـد قائلاً:
أرى الموت بين السيف والنطع كامنا ** يـلاحظـــــني من حيثـما أتلفّ
وأكبر ظني أنك الـــــيوم قاتــــــلـي ** وأيّ امرئ مما قضى الله يفلـت
وأيّ امــــرئ يأتي بعــــــــذر وحجة ** وسيف المنايا بين عيـيه مصلت
وما جزعي من أن أموت وإننــــــــي *** لأعلم أن المـوت شـــيء موقّت
ولكنّ خلـــــفي صــــــبية قـد تـركتهم *** وأكبادهم من حســـــرة تــــتفتت
فإن عشت عاشـوا سالمين بغبــــــــطة *** أذود الردى عنهـم وإن مت موَّتوا
وكـــم قائـــــــــــــل لا يبعـد الله داره *** وآخــر جذلان يُســـــر ويشــــمتُ
فتبسم المعتصم وقال:
ياجميـل قد وهبتك للصبية وغفرت لك الصبوة، ثم أمر بفك قيوده، وخلع عليه، وعقد له على شاطئ الفرات
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى