مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
المسلم
المسلم
عضو خبير
عضو خبير
عدد الرسائل : 687
العمر : 42
الموقع : بورسعيد
البلد : البربر والاصول التاريخيه لهم  Female31
نقاط : 1007
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 01/07/2010

البربر والاصول التاريخيه لهم  Empty البربر والاصول التاريخيه لهم

السبت 01 يناير 2011, 00:07
لبربر وأصولهم التاريخية (القصة الأولى)
ينحدرون من فلسطين وجدهم جالوت وبعضهم دخل المغرب مع موسى بن نصير
البربر وأصولهم التاريخية (القصة الأولى)



"أجدادنا الأولون هم البربر" جملة حفظناها عن ظهر قلب في مدارسنا الابتدائية أو حفظت لنا، وكلمة بربر حورت مع مرور الزمن إلى "أمازيغ" دون أن يكون لهذا التحول اللفظي سند واقعي ولا تاريخي ولا لغوي حتى…
الكثير من المؤرخين وعلماء الاجتماع أفاضوا في الحديث عن أصول البربر وتاريخهم وعاداتهم وتقاليدهم، لكن أحفاد البربر الذين أطلقوا على أنفسهم اسم "الأمازيغ" بسهولة ويسر يعتقدون أنهم نبتوا في مناطق متعددة وأسسوا في خيالهم إسما آخر يجمع بين هذه المناطق الممتدة من مصر شرقا إلى المغرب الأقصى غربا مرورا بعدد من دول إفريقيا، وبما أنهم أوجدوا لأنفسهم إسما يميزهم عن بقية القوميات الأخرى هو اسم "الأمازيغ" فقد اجتهدوا فيما بعد وتخيلوا أيضا أن منطقة شمال إفريقيا كانت تدعى في التاريخ القديم "تامازغا" وبما أن تفكير "فلاسفتهم" و"مؤرخيهم" لم يكن يشتغل على الوجه السليم فإنهم لم يلاحظوا عدم استقام الكلمتين: (الأمازيغ/ تامازغا) فالفرق اللغوي والتركيبي واضح، فإذا سلمنا بأنه كانت هناك دولة أو قبيلة تدعى "تامازغا" فحري بنا أن نطلق على سكانها "التامازغيين" وليس الأمازيغ، كقولنا هذا مغربي من المغرب وهذا مصري من مصر وهذا يمني من اليمن وهكذا، حتى في أسماء القبائل فإن السكان يتبعون لفظا لإسم قبيلتهم، حيث يشتق إسم الشخص من إسم قبيلته أو بلدته.
في المغرب يدعي البرابرة أو الأمازيغ أنهم هم سكان الأرض الأصليون، وأوجدوا لهذا الإدعاء سندا قويا في محافل متعددة، خاصة منها التي تشتغل على أساس التفرقة العنصرية والبشرية لتحقيق أهداف تسعى إليها وتعمل على تحقيقها بكل الوسائل.
وإدعاء ملكية الأرض بالنسب لا تسنده قاعدة قانونية أو عرفية، لأنه إذا سلمنا جدلا بما يدعونه فإننا نسألهم: من كان يستوطن هذه الأرض قبلكم؟
لا شك أن الحياة كانت موجودة قبل وجود البربر/ الأمازيغ، وبما أن الأمر كذلك فلاشك أن هناك قوميات وأجناس أخرى سبقتهم لعمارة الأرض التي يزعمون ملكيتها، والتاريخ بكل تفاصيله ودقائقه يؤكد أنه لا وجود لقوم ولدوا في أرض ما وبقوا خالدين فيها من المهد إلى اللحد دون أن ينتقلوا ويهاجروا إلى بلدان أخرى، فالهجرة ليست وليدة اليوم، بل وجدت مع وجود الإنسان الأول وهو آدم عليه السلام أبو البشر. لأن انتقاله من الجنة ونزوله إلى الأرض يعتبر في حد ذاته هجرة. وأبناؤه تفرقوا في مناطق متعددة من الأرض وكذلك أبناؤهم وأحفادهم، وأقاموا ممالك وأسسوا دول في مناطق لم يولد فيها جدهم آدم عليه السلام.
كذلك سائر الأقوام والشعوب على مر التاريخ، ومن هنا تتضح ضحالة إدعاء هؤلاء بأنهم أهل أرض وعلى الآخرين الذين جاءوا إليها أن يرحلوا عنها، (علما أننا لا نعني هنا كل البرابرة/ الأمازيغ، بل بعضهم الذي تطاول كثيرا في نشر هذا الإدعاء المزيف).
وحصرا عن الكلام في المغرب وشمال إفريقيا فإن المصادر التاريخية تكاد تجمع على أن البربر ينحدرون من أصول فلسطينية ويمنية، وبسبب جهلهم للتاريخ أو تزييفهم لهذا التاريخ فإنهم لا يضعون اليمن ضمن أصولهم ولا حتى فلسطين، فهم يحصرون تاريخهم ونشأتهم وأصولهم فيما يسمونه "منطقة تامازغا" وهذه المنطقة كلها تقع في شمال إفريقيا ولا تشمل اليمن وفلسطين.
يقول شمس الدين الذهبي في سير أعلام النبلاء: "البربر أو بربر من ولد قيذار بن إسماعيل وأن دارهم هي فلسطين (أي موطنهم) وكان ملكهم هو جالوت الذي قتل على يد النبي داود عليه السلام، وحينها "جلت البربر إلى بلاد المغرب" وانتشروا إلى السوس الأقصى، وأسسوا مملكة على مساحة آلف فرسخ.
وأول من كان فيهم الملك من البربر (طبقا لرواية المؤرخ الذهبي) هي قبائل صنهاجة وكتامة ولمتونة ثم مصمودة وزناتة.
وقال إبن دريد: أن كتامة ولمتونة وهوارة من حمير ومن سواهم. وقال ابن خلكان في معرض ذكر أصل الملثمين: أصل هؤلاء القوم من حمير بن سبأ وهم أصحاب خيل وإبل وشاء ويسكنون الصحارى الجنوبية وينتقلون من ماء إلى ماء كالعرب وبيوتهم من الشعر والوبر. (كما ورد في كتاب الكامل ج 8، ص: 327) وقال ابن الأثير: الملثمين وهم عدة قبائل ينسبون إلى حمير أشهرها لمتونة التي ضمها أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين وجدالة ولمطة وكان أول مسيرهم من اليمن أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه فسيرهم إلى الشام وانتقلوا إلى مصر ودخلوا المغرب مع موسى بن نصير وتوجهوا مع طارق إلى طنجة فأحبوا الانفراد فدخلوا الصحراء واستوطنوها إلى هذه الغاية.
ويقول ابن خلدون في تاريخه: (الكتاب الثالث) في أخبار البربر أو الأمة الثانية من أهل المغرب وذكر أوليتهم وأجيالهم ودولتهم منذ بدء الخليقة إلى هذا العهد ونقل الخلاف الواقع بين الناس في أنسابهم، هذا الجيل من الآدميين هم من سكان المغرب القديم ملأوا البسائط والجبال من تلوله وأريافه وضواحيه وأمصاره، يتخذون البيوت من الحجارة والطين ومن الخوص والشجر ومن الشعر والوبر، ويظعن أهل العز منهم والغلبة لانتجاع المراعي، فيما قرب من الرحلة، لا يجاوزون فيها الريف إلى الصحراء والقفار الأملس. ومكاسبهم الشاء والبقر والخيل في الغالب للركوب والنتاج. وربما كانت الإبل من مكاسب أهل النجعة منهم شأن العرب، ومعاش المستضعفين منهم بالفلح ودواجن السائمة. ومعاش المعتزين أهل الانتجاع والأظعان في نتاج الإبل وظلال الرماح وقطع السابلة. ولباسهم وأكثر أثاثهم من الصوف يشتملون الصماء وبالأكسية المعلمة، ويفرغون عليه البرانس الكحل ورؤسهم في الغالب حاسرة، وربما يتعاهدونها بالحلق. ولغتهم من الرطانة الأعجمية متميزة بنوعها، وهي التي اختصوا من أجلها بهذا الإسم. يقال: إن أفريقش بن قيس بن صيفي من ملوك التبابعة لما غزا المغرب وأفريقية، وقتل الملك جرجيس، وبنى المدن والأمصار، وباسمه زعموا سميت أفريقية لما رأى هذا الجيل من الأعاجم وسمع رطانتهم ووعى اختلافها وتنوعها تعجب من ذلك وقال: ما أكثر بربرتكم فسموا بالبربر. والبربرة بلسان العرب هي اختلاط الأصوات غير المفهومة، ومنه يقال بربر الأسد إذا زأر بأصوات غير مفهومة. وأما شعوب هذا الجيل وبطونهم فإن علماء النسب متفقون على أنهم يجمعهم جدان عظيمان وهما برنس وماذغيس. ويلقب ماذغيس بالأبتر فلذلك يقال لشعوبه البتر، ويقال لشعوب برنس البرانس، وهما معاً إبناً برنس.
• هل للبرابرة أب واحد؟
ذكر إبن حزم عن أيوب بن أبي يزيد صاحب الحمار: أنهما لأب واحد على ما حدثه عنه يوسف الوراق. قال سالم بن سليم المطماطي وصابى بن مسرور الكومي وكهلان بن أبي لوا، و هم نسابة البربر: إن البرانس بتر، وهم من نسل مازيغ بن كنعان. والبتر بنو بر بن قيس بن عيلان، وربما نقل ذلك عن أيوب بن أبي يزيد، إلا أن رواية ابن حزم أصح لأنه أوثق. وقال أبو محمد بن حزم: يقال إن صنهاج ولمط إنما هما إبنا امرأة يقال لها بصكي ولا يعرف لهما أب، تزوجها أوريغ فولدت له هوار فلا يعرف لهما أكثر من أنهما أخوان لهوار من أمه. قال: وزعم قوم من أوريغ أنه إبن خبوز بن المثنى بن السكاسك من كندة.
وقال الكلبي: إن كتامة وصنهاجة ليستا من قبائل البربر، وإنما هما من شعوب اليمانية تركهما أفريقش بن صيفي بأفريقية مع من نزل بها من الحامية . هذه جماع مذاهب أهل التحقيق في شأنهم.
وعلى أساس ما سبق وانطلاقا من وقائع الأحداث والتاريخ فإن البربر أو الأمازيغ إنما يعتبرون الأمة الثانية في المغرب وأنهم جاءوا إلى هذه البلاد من اليمانية (اليمن) طبقا لرواية ابن حزم وغيره، وبعضهم جاء من فلسطين طبقا لرواية الذهبي وآخرون، وبذلك ينتفي زعمهم بأنهم أول خليقة نبتت على أرض شمال إفريقيا ومن ضمنها المغرب




شمال إفريقيا هو الموطن الثاني للبرابرة وليس الأول كما يدعون

لماذا الخوف من التاريخ؟
أولا: ليس الهدف من كتابة هذه السلسلة الإساءة لقوم وتمجيد قوم آخرين على حسابهم، وإنما الهدف هو البحث في أعماق التاريخ عن هوية قوم يثيرون ضجيجا ويختلقون ادعاءات لا أساس لها من الصحة.
ثانيا: من يرغب في الرد على ما نشر أو ما سينشر ضمن هذه السلسلة من الحلقات التاريخية، عليه أن يتحلى بقدر من الهدوء والمصداقية وأن يدحض إن استطاع هذه المعطيات بما يماثلها من الأدلة العلمية والتاريخية وليس بكيل السباب والشتم لكاتبها بواسطة مجهولين لا يستطيعون حتى التوقيع بأسمائهم الحقيقية، وذلك ما دعاني إلى عدم الرد على تلك الترهات التي جاءت كردود فعل عنيفة وسخيفة على الحلقة الأولى التي نشرت في موقع “مرايا بريس”
ثالثا: القصة الأولى المنشورة في مرايا بريس تناقلتها الكثير من المواقع الإلكترونية بما فيها مواقع “أمازيغية صرفة” وعلى أساس ذلك فإن “المقال” كان مفيدا جدا وليس كما تصوره أشباح الأنترنت الذين يسبون الآخرين من وراء جدار…
نكتفي بهذه الملاحظات… وإلى القصة الثانية من تاريخ البربر.
لم يختلف المؤرخون في تدوين فصول تاريخ الأمم والشعوب والأقوام مثل اختلافهم في التأريخ للبربر، وهذه الملاحظة بحد ذاتها يمكن أن نقف عندها كثيرا.
النسابة أيضا “أي علماء الأنساب” بمن فيهم النسابة البرابرة، لم يتفقوا على ما يشبه رأي واحد الذي يقود إلى تاريخ البربر، مثلا: منشأهم، البلد الذي ترعرعوا فيه أول مرة، أجدادهم، وآلهتهم إلخ..
لذلك سنعمد في هذه الحلقة أو (القصة الثانية) إلى الاكتفاء بسرد ما سطره المؤرخون والنسابة حول تاريخهم ومنشئهم، ونحن مستعدون لمناقشة أي رد عقلاني قد يأتي ردا على ما نكتب، أما الأشباح فإن أفضل رد عليهم هو الإعراض عنهم، وعدم الالتفات إليهم على الإطلاق.
اختلف النسابون اختلافا كثيرا في نسب البربر وأصولهم وبحثوا طويلا في تاريخهم وعاداتهم وتقاليدهم وحروبهم ورؤسائهم وملوكهم وحتى آلهتهم، فقال بعضهم (وهو ما اهتدى إليه ابن خلدون وغيره) أنهم ينتمون إلى أحد أبناء النبي إبراهيم عليه السلام ويدعى “نقشان” وقال آخرون بأنهم ينحدرون من اليمن وأن أحد أجدادهم يدعى “أوزاع” من اليمن وقال المسعودي إنهم من “غسان” وقد تفرقوا عندما حدث سيل العرم وقال آخرون أنهم من حفدة أبرهة وقيل من لخم وجذام، كانت منزلهم بفلسطين وأخرجهم منها بعض ملوك فارس فهاجروا مكرهين إلى مصر لكن ملوك مصر منعوهم من النزول بها فعبروا النيل وانتشروا في الأرض، وقال ابن عبد البر أن النعمان بن حمير بن سبأ كان ملك زمانه وأنه استدعى البرابرة وقال لهم: أريد أن أبعث منكم للمغرب فراجعوه في ذلك فبعث منهم لمت (أبا لمتونة) و(مسفود أبا مسوفة) وموطا (أبو هسكورة) وأصناك (أبو صنهاجة) ولمط (أبو لمطة) وإيلان (أبو هيلانة) فنزل بعضهم في جبل درن والبعض الآخر بسوس وبعضهم بدرعة ونزل لمط عند أحد الأعيان يدعى كزول فتزوج إبنته ونزل جانا وهو (أبو زنانة) بوادي شلف ونزل بنور ورتجين ومغوار بأطراف إفريقية من جهة المغرب ونزل مقرونك بالقرب من طنجة، لكن هذه القراءة لم يعتمدها أبو عمر بن عبد البر وأبو محمد ابن حزم، لكن ما هو متفق عليه تماما هو أنهم أبناء جالوت الذي قتله النبي داوود عليه السلام، وفي هذا الصدد يؤكد العالم النسابة علي بن عبد العزيز الجرجاني في كتابه “الأنساب” لا أعلم قولا يؤدي إلى الصحة إلا قول من قال أنهم أبناء جالوت وجالوت هو “ونور بن هربيل بن حديادن بن جالود بن رديلان بن حظي بن زياد بن زحيك بن مادغيس الأبتر”، ويقال بأن ملك فارس سفك البربر أيضا وجعلهم ينتشرون في الأرض هروبا من موطنهم الأصلي فلسطين.
أما الطبري –وهو مؤرخ معروف- فيقول بأن البربر إنما هم أخلاط من كنعان والعماليق فلما قتل ملكهم أو زعيمهم جالوت تفرقوا في البلاد فنهض من بينهم شخص يدعى أفريقش فقاد الزعامة فيهم وغزا بهم المغرب ونقلهم من سواحل الشام وأسكنهم إفريقية وسماهم البربر.
وفي مصادر أخرى قيل بأن البربر: من ولد حام بن نوح بن بربر بن تملا بن مازيغ بن كنعان بن حام وقال المؤرخ الصولي هم من ولد بربر من كسلاجيم بن مسراييم بن حام.
وقال مالك بن الرحل: البربر قبائل شتى من حمير ومضر والقبط وكنعان وقريش تلاقوا بالشام ولغطوا في الكلام فسماهم أفريقش البربر لكثرة كلامهم.
وسبب خروجهم طبقا لرواية المسعودي والطبري والسهيلي، أن أفريقش إستجاشهم (أي شكل منهم جيشا) لفتح أفريقية وسماهم البربر وينشدون من شعره:
بربرت كنعان لما سقتها من أراضي الضنك للعيش الخصيب
أما المؤرخ إن الكلبي فله رأي آخر إذ يقول: اختلف الناس فيمن أخرج البربر من الشام وهناك اعتقاد بأن داوود عليه السلام هو من أخرجهم بنص الوحي “يا داوود: أخرج البربر من الشام فإنهم (جذام) الأرض، وقال آخرون إن من أخرجهم هو يوشع بن نون واتفق آخرون على أن من أخرجهم من الشام وبلاد فلسطين هو أفريقش وفي رواية أخرى أن الملوك التبابعة هم من أخرجوهم، وقال البكري إن بني إسرائيل أخرجوهم حينما قتل جالوت على يد النبي داوود عليه السلام، ويتفق المسعودي والبكري في الموضوع فيؤكدون أنهم فروا بعد موت جالوت من الشام إلى المغرب وعبروا صقلية وسردانية وميورقة والأندلس ثم اصطلحوا على المدن للإفرنجة (أي تنازلوا عن الحياة في المدن) فسكنوا القفار عصور طويلة في الخيام وانتجاع الأمطار في الإسكندرية (في مصر) إلى البحر ثم طنجة وسوس إلى أن جاء الإسلام، وكان منهم من تهود (اعتنق اليهودية) ومن تنصر(اعتنق النصرانية) وبعضهم اعتنق المجوسية وكانوا يعبدون الشمس والقمر والأصنام، وكان بينهم وبين المسلمين حروبا كثيرة.
وبالعودة إلى المؤرخ الصولي البكري فإنه يؤكد بأن “الشيطان لما نزع بين بني حام وبني سام، إنجلى بنوحام إلى المغرب وتناسلوا به، لأن حام هذا كان قد إسود وجهه بسبب دعوة أبيه ففر إلى المغرب حياء فاتبعوه بنوه وهلك، (مات) ومن ضمن أبنائه بربر بن كسلاجيم فنسلوا بالمغرب (أي توالدوا) وتؤكد روايات أخرى بأن هوارة ولمطة ولواتة إنما هم بنو حمير بن سبأ وقال هانئ بن بكور الضريسي وسابق بن سليمان المطماطي وكهلان بن أبي لؤي وأيوب بن أبي يزيد وهم من نسابة البربر: أن البربر فرقتان (كما سبق) وهم: البرانس والبتر، فالبتر من ولد بر بن قيس بن عيلان والبرانس بنو بربر سحو بن أبزخ بن جمواح بن ويل بن شراط بن ناح بن دويم بن داخ بن مازيغ بن كنعان بن حام وهذا ما يعتمده نسابة البربر.
هذه جولة مختصرة في التاريخ لم نختلقها أوإدعينا نزول وحي بشأنها، وقد تعمدنا أن نذكر المصادر وأسماء المؤرخين كما هي لكي يتمكن المتشككون من الرجوع إليها متى وأين ما شاءوا.
هذه المصادر كلها تؤكد أن هناك إختلافا كبيرا بين المؤرخين والنسابة فيما يتعلق بأصول البربر وهويتهم وأصولهم، لكن ما تجدر الإشارة إليه هو الإجماع الحاصل في شأنهم هو أنهم ينحدرون من فلسطين واليمن والشام، وأنهم جاءوا إلى المغرب الأقصى والمغرب الأوسط وجزء من إفريقيا فارين وهاربين من موطنهم الأصلي في الشام (فلسطين) واليمن بعد مقتل ملكهم جالوت على يد النبي داوود عليه السلام، وهناك روايات في التوراة تؤكد ما ذهبنا إليه سنأتي عليها في حينها.


تكاد تجمع كتب التاريخ القديم والحديث على أن البرابرة أو البربر تعود جذورهم الأولى (قبل خمسة آلاف الميلاد) إلى كنعان، وعرفوا أو سموا بهذا الإسم "البربر" لكثرة بربرتهم في الكلام، كما أن بعض المصادر تفيد بأن البربرية كانت لغة الرعاة من أهل كنعان خلال بداياتها الأولى، حيث ظهروا في الفترة السابقة (5000 قبل الميلاد)، لأول مرة في الصحراء ومع مرور الزمن انتشروا منها إلى سائر الأنحاء ومنها: شمال إفريقيا.
واللغة البربرية إنما هي عبارة عن لهجات كثيرة ومتعددة ضمن لهجات أخرى والبربرية أيضا لغة متعددة اللكنات لا تجمع بينها سوى خصائص محدودة فقط، هنا في المغرب على سبيل المثال نجد ثلاث لهجات أو لكنات مختلفة ومتباينة، فالسوسية ليست هي الشلحة أو الريفية والعكس، فهذه اللكنات الثلاث وإن كانت كلها تجمع بينها القومية البربرية فإن لغة كل مجموعة تختلف عن الأخرى اختلافا كليا تقريبا.
وهذا واقع لا يستطيع أن ينكره أحد، أما ما جرى مؤخرا بالمغرب بعد تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وإقرار هذا الأخير ما يسمى "حرف تيفيناغ" كحرف رسمي للغة البربرية "الأمازيغية" فإن نسبة تكاد تكون معدودة على رؤوس الأصابع هي التي تفهم هذا الحرف، أما النسبة الباقية وهي السواد الأعظم من البربر فإن أحدا منها لا يفهم فك رموز طلاسيم حرف تيفيناغ المخترع.
البربرية أقرت في منظومة التعليم المغربية، لكن وجدت صعوبة كبيرة في تطبيقها لأنها بكل بساطة ليست لغة حية يمكنها أن تستجيب لحاجيات العصر ومتطلبات التكنولوجية والعلوم حتى الأساتذة الذين يدرسونها أقروا بهذه الصعوبات، أما التلاميذ "الأمازيغ" فهم يفضلون أن تكتب لغتهم بالحروف العربية بدل الحروف "التيفيناغية".
بكل بساطة فإن اللهجات البربرية المتعددة مثل غيرها من اللهجات واللغات عرفت تنوعا داخليا نجمت عنه لهجات كثيرة، يمكن لفت النظر أيضا إلى أن التنوع اللغوي البربري قديم جدا ما يزال متماثلا إلى اليوم، حيث تنعدم فيه إمكانية التفاهم اللغوي حتى بين أصحابه كما أسلفنا، لأن الشلح في المغرب لا يستطيع أن يفهم القبايلي في الجزائر، وكلاهما لا يقدر على فهم الطرف الثالث وهكذا... غير أنه يمكن القول أن استقرار البربرية في موطنها الثاني (شمال إفريقيا) مكنها من المحافظة على بعض الخصائص اللغوية القديمة التي كانت سائدة في موطنها الأول (بلاد كنعان والشام وجزء من مصر، واحة سبوة) على سبيل المثال، كما أن البربرية تأثرت كثيرا بلغتين أساسيتين (الفينيقية والعربية).

 البربر والإسلام
في عهد بني أمية أسلم الكثيرون منهم وقاوم آخرون منهم الإسلام ثم ارتد من أسلم منهم حوالي 12 أو 13 مرة، حتى إدعى أحدهم المهدوية، (نسبة إلى المهدي المنتظر) فقام معه البعض واستنكف عنه آخرون، وفي فترة من التاريخ تملكوا الأندلس (سنة 401) فثأروا لأنفسهم ففعلوا العظائم والكبائر وبعدها تملكوا المغرب بعد أن دحروا الدولة اللمتونية ودام ملكهم هنا في المغرب ردحا من الزمن حتى دحرهم بنو مرين الذين عظمت دولتهم خلال حكم الفقيه السلطان أبي الحسن على المريني الذي كانت له هيبة عظيمة طبقا لما رواه المؤرخون في عصره.
وبعودتنا إلى اللغة البربرية ودورها في حياة القوم، فإننا نجزم أن هذه اللغة لم يكن لها أي دور على الإطلاق في حياة الشعوب التي استوطنها البربر، ذلك أن سائر الأمم كانت تدون أعمالها وتاريخها وكتبها بلغتها مهما كانت محدودية هذه اللغة، وبعض اللغات القديمة، بالرغم من أنها اندثرت فإن هناك الكثير من التدوينات والنقوشات مازالت لحد الآن ولو في المتاحف والمآثر وبعض المخطوطات القديمة السومرية والفنيقية على سبيل المثال، لكن البربرية ربما هي اللغة الوحيدة التي لم يكن يكتب بها حتى أهلها، وعلى هذا الأساس فهي تعتبر لغة تحادث وغناء فقط عند منتسبيها.
مثلا: العلامة الكبير محمد المختار السوسي لم يكتب ولا واحدا من مؤلفاته الهامة باللغة البربرية/ السوسية/ رغم أنه من سوس وقضى حياته بها.
محمد عبد الكريم الخطابي الزعيم والأمير والمجاهد الكبير لم يكتب تاريخ حياته ولا تاريخ حروبه باللغة البربرية/ الريفية.
محمد ج سلام أمزيان بالرغم من كونه ريفيا وبالمناسبة هو من قاد ثورة الريف سنة 1958 كان مفكرا قوميا عربيا بامتياز، وآخر حياته قضاها في بغداد وكان بمثابة أحد مستشاري الرئيس الراحل الشهيد صدام حسين.
وكل مؤلفاته مازالت لحد الآن مدونة باللغة العربية الفصحى وسنأتي لاحقا على بعض أفكاره المنبثقة أصلا من القومية العربية.

عبد النبى الشراط






الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى