أوقفوا الحريق !

أخذت الاحتجاجات منعرجا خطيرا في يومها الرابع بسقوط أول ضحية بعين الحجل بالمسيلة رميا برصاص قوات مكافحة الشغب. كما وجّه الشباب المتظاهر غضبه نحو المؤسسات العمومية والدوائر لحرق وتخريب كل ما يجده في طريقه. وقد استغل البعض من المراهقين هذه الظروف للنهب والسطو على كل ما هو ثمين. يحدث هذا في الوقت الذي تعالت فيه من المساجد، بمناسبة صلاة الجمعة، الأصوات الداعية إلى نبذ التخريب والعنف المنافيين لتعاليم الدين الإسلامي. ويحدث هذا أيضا في الوقت الذي لازالت السلطة تفضل الصمت والسكون..

إيقاف الحريق سهل, من أشعله هو من باستطاعته أن يوقفه , إذ لا بد على الحكومة أن تعمل على تخفيض أسعار الزيت و السكر لما كانت عليه قبل إنطلاق شرارة الإحتجاجات, كما عليها أن تقدم أسبابا مقنعة لارتفاع هذه الأسعار و أن تعاقب كل من تسبب فيه , عندها أؤكد لك أخي فاروق بأن الشباب الغاضب سيتوقف عن تظاهراته و تخريباته.

أخي المدير
يجب أن نتجند جميعا لإيقاف الحريق أولا ...وألا نسمح لها أن تنتشر في مناطق أخرى ،ونحافظ على ممتلكات الشعب التي بنتها الدولة من ماله المكدس في الخزينة ،ونكتشف كل الأيدي الملوثة المتسببة في الحريق خاصة النافذين في دواليب الدولة ،والمسيطرين على مقدراتها التي يعبثون بها ،و يستغلون ظروفنا المزرية لتمرير وفرض سياسات معينة ،وناهيك عن حرق كل المستندات التي قد تدينهم في علميات تبييض أموال لعميات مشبوهة أو اختلاسات بالجملة ...
عد إلى الخلف وتأمل معي مشهد التزوير المعمم للعملة الجزائرية والعملات الأخري من الداخل والخارج ....ثم تعقبها ندروة في المال والسيولة لدفع الأجورالعمال ...ثم غلاء في الأسعار وخصوصا المواد الأساسية ...والذي زاد الطين بلة الأحزاب الساسية المنشغلة في جمع فتات الطاولات والعمليات المشبوهة ورفع الأصبع للموافقة على المفيد وغيره فقط ...حتى أمست الساحة السياسية خالية من الأحزاب اللهم إلا لويزة حنون التي ما فتأت تحذر وتنذر ولا أحد يسمع كلامها ...كل منشغل في مغازلة ليلاه تحت ضوء قمرالدينار المختلس !!!
والذي أذكى هذه النار لما يفتح المواطن المغبون الذي لم يتلق السيولة ولا السهولة جهاز التلفزيون الجزائري يسمع كلاما مكررا سرمديا قد قيل منذ زمن بعيد في التاريخ رغم أنه قد فرخ تلفزيونات أخرى ،هي في واد وانشغلات المواطن في واد آخر ،وخصوصا مع يقع في الميدان التي تمادت فيه الرشوة والاختلاس العهر والتحرش ،وسرقة أملاك الدولة من أراض وفلات وشقق والاستحواذ عليها بالقوة أمام مرأى ومسمع من المواطنين ،واستغلال المال العام في مشاريع وهمية أو خدماتية تعود بالربح على فئة قليلة من أصحاب الكروش المنتفخة ،مجردة الزوالية من كل كساء ....
هؤلاء جميعا اسغلوا حرقة أولادنا في تنفيد مشاريعهم لتبيض وجوههم ،والافلات من يدي العدالة ....خصوصا أن الدوالة عازمة على معاقبة المفسدين في الأرض ،وبهذه العملية هم يفوتون عليها القصاص ،وإيقاف مشروع معاقبة الفساد ...
ونقطع الطريق على هؤلاء الذين يريدون أن يعبثوا بأمن البلاد وراحة العباد ،لأنهم لا يعيشون إلا في الظلام كالخفافيش ويسبحون كالتماسيح في المياه العكرة ،ولا يحققون أهدافهم إلا في وسط تنتشر فيه الآفات كلها ...ثم نجلس جميعا أطفالا وشبابا وكهولا وشيوخا إلى طاولة الحوار ونفتح النقاش الجاد النافع الذي يغلب المصلحة العامة على المصالح الخاصة ...

نداء في محله , و لكن على الجميع أن يتعاونوا لايقاف هذا الحريق , عذرا من هم الجميع شباب و حكومة أظن أن هناك طرف واحد هو : الحكومة ,ربراب والجنرالات , آه عذرا الشعب لا ينتمي للجميع.

لن نصل إلى حل كما تتصورون و خفض الاسعار ليس حلا كما تتوقع أخي المدير إنما الحل يكمن في تسيير أحوال الأمة بطريقة رشيدة ولن يفعل ذلك لا أظنه ينتمي للطبقة السياسية الحالية.

صديقي فاروق مالك و الاوهام التي تحملها هل يستطيع المفسد أن يعاقب فاسدا مثله , بل هي حقنات للتخدير.

أما عن حنون فقد ظهرت صورتها الحقيقية كانت تستغل أوضاع الشباب و العمل في السابق لتحقيق مآربها وقد حققتها أما الآن فهيهات هيهات و بكل صراحة لقد عرفناها فمن الافضل أن تصمت.